واصل طيران التحالف العربي غاراته على تحركات ومواقع ميليشيات جماعة الحوثي وصالح في عدة محافظات يمنية في سياق الحد من استهداف الأخيرة للمقاومة والمناطق الآهلة بالسكان وإفشال محاولاتها لاستعادة المناطق التي حررتها المقاومة ووحدات الجيش الوطني وباسناد من مقاتلات دول التحالف. وفي حين تستمر المقاومة بعدة محافظات في التصدي للمتمردين وتحقق التقدم في عدد من الجبهات، مقابل انهيار ملحوظ في صفوف الميليشيات، توقعت مصادر سياسية بالرياض أن تشهد الأيام القادمة بداية انفراج للأزمة اليمنية الخانقة. واعتبرت المصادر في تصريح لالخليج أن التغير الطارئ في المعادلة العسكرية على الأرض جراء الانتصارات المتصاعدة للمقاومة الشعبية والقوات الموالية للشرعية واتساع نطاق الرفض الشعبي للحوثيين أسهم وإلى حد كبير في تراجع الانقلابيين عن مواقفهم المتشددة مما قد يدفع بتسوية وشيكة للأزمة التي وصلت إلى حدود كارثية، غير أن لا مواقف صريحة من قبل الحوثيين وصالح تشي بذلك. ولوحظ قبل ظهر أمس، تحليق لطيران دول التحالف في العاصمة صنعاء، فيما سمعت أصوات المضادات الجوية، من دون تسجيل غارات. وواصل طيران دول التحالف، أمس، غاراته المكثفة على مواقع الحوثيين في معقلهم الرئيسي في محافظة صعدة شمال اليمن، استهدفت عدة مناطق في مديريات مران وسحار وحيدان وكتاف، ومخازن أسلحة وسط صعدة، استمراراً لغارات مساء السبت، كما هز دوي الانفجارات العنيفة منطقة الخزائن في مديرية مجزر. واللافت أن طائرات التحالف تحلق في أجواء محافظة صعدة بشكل مستمر وكثيف، تزامناً مع المواجهات المستمرة على المناطق الحدودية الغربية بين ميليشيات صالح والحوثي والقوات السعودية. وشنت مقاتلات التحالف عدة غارات على مواقع المتمردين في محافظة إب وسط اليمن مساء السبت وفجر أمس، ودمرت غارات 6 شاحنات عسكرية محملة براجمات صواريخ وذخائر متعددة في مديرية حرض. كما أغارت على مواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح بالحديدة غرب اليمن، واستهدف القصف مبنى الشرطة العسكرية في الحديدة ومباني تقع في محيطه يُرجح أنها مخازن للأسلحة، كما شوهدت الطائرات وهي تحلق بشكل منخفض في سماء المدينة. وجدد طيران التحالف من غاراته على ميناء المخا، حيث سمعت الانفجارات تدوي في المنطقة، كما استهدف مواقع عسكرية ليمليشيات الحوثي وصالح على امتداد الشريط الساحلي لليمن من جهة مدينة المخا، فيما استهدف معسكر خالد بن الوليد ومنطقة السقم بمديرية حيس ومنطقة الكويزي وإدارة الأمن بمديرية الدريهمي ومعسكر الجبانة التابع للبحرية. وفي محافظة البيضاء استهدف طيران التحالف، ظهر أمس، مواقع وآليات لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في معسكر قوات الأمن الخاصة والمجمع الحكومي وبمعسكر اللواء 117 ورأس عقبة ثرة بمديرية مكيراس. وتمكنت وحدات الجيش الوطني والمقاومة في محافظة تعز من فرض حصار كامل على معسكر خالد بن الوليد التابع للواء 35 في المطار القديم غرب مدينة تعز، وجاء ذلك بعد أن نجحت المقاومة والجيش ليلة السبت في منطقة الضباب غرب مدينة تعز من السيطرة على معظم التلال المهمة المطلة على مدينة الرمادة الواقعة على خط تعز المخا والحديدة، قاطعة بذلك أي امتداد للحوثيين إلى مقر معسكر خالد التابع للواء 35 في منطقة المطار القديم غرب المدينة. بالمقابل لا تجد ميليشيات الحوثي كعادتها غير قصف الأحياء السكنية ومنازل المواطنين فقد قصفت أمس أحياء الروضة وجبل جرة وكلابة والموشكي وقلعة القاهرة ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا بين قتيل وجريح بينهم مدنيون، وبحسب تأكيد مصدر طبي في احصائية أولية، فقد وصل إلى مستشفى الروضة 5 قتلى وأكثر من 15 مصاباً بإصابات مختلفة. وفي محافظة مأرب استمرت المواجهات بين المقاومة ووحدات الجيش الوطني من جهة وميليشيات صالح والحوثي من جهة أخرى في منطقة الجفينة الواقعة جنوب غرب مدينة مأرب، وهي المواجهات التي امتدت إلى منطقة مخدرة ومفرق الضيق جهم، ما أسفر عنها سقوط أكثر من 15 شخصاً من الجانبين وإصابة آخرين. إلى ذلك، تمكنت مليشيا صالح والحوثي من السيطرة على جزء جبل حلفان الاستراتيجي في مديرية عتمه بمحافظة ذمار، بعد مواجهات عنيفة استمرت حتى فجر أمس، وتيسر ذلك للمليشيات، بعد استقدامها تعزيزات عسكرية ضخمة تحمل أسلحة ثقيلة. وقال مصدر في المقاومة إنهم اضطروا للانسحاب بعد اشتداد الضغط عليهم بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون.
مشاركة :