75 مليار دولار فاتحة شراكة استراتيجية

  • 8/24/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا دخلت العلاقات الاماراتية الهندية حقبة جديدة، ورئيس وزراء الهند الذي زار الدولة بعد اخر زيارة لرئيسة وزراء الهند انديرا غاندي، مطلع الثمانينات، تعني الكثير في هذا التوقيت، خصوصا، من ناحية اقليمية ودولية، فالزيارة تحمل اشارات محلية وثنائية واقليمية ودولية، ولاتنحصر فقط في اطار تطوير العلاقة الثنائية، بين البلدين، بل ان الدلالات اعمق بكثير، من القراءات العادية. إعادة تموضع تواجه المنطقة اعادة تموضع في مواقف الدول، عموما، وفي شكل العلاقات الخارجية، فالمنطقة العربية مهددة لاعتبارات كثيرة ابرزها الارهاب والتطرف وتدخل دول اقليمية، كما ان شكل المنطقة مؤهل للتغير مع الادوار المختلفة التي تلعبها الدول وخصوصا الدول الاقليمية مثل ايران وتركيا وغيرها من دول. منطقة الخليج العربي الخاصرة الاكثر حساسية، ولها حساباتها التي تتجاوز الخليج العربي، لكنها ترتبط بالخليج العربي وأمنه واستقراره، ومصالحه، خصوصا، ان الخليج العربي مفتوح على الجزيرة العربية وعلى دول الجوار مثل اليمن والعراق، وتلك الدول التي تعد تاريخيا على صلات بالمنطقة، مثل ايران والهند وباكستان، وغيرها من دول في هذه المنطقة. ذكرت صحيفة إنديان اكسبريس الهندية اليومية أن زيارة رئيس وزراء الهند إشارة لإعادة النظرة الهندية الإستراتيجية تجاه الخليج. دلالات الشراكة الاستراتيجية بيد ان التساؤلات السياسية تنصب على قراءة افق العلاقات مع الهند من ناحية اقتصادية وسياسية، في ظل اعلان الدولة عن ترقية العلاقة الى شراكة استراتيجية، فما الذي تعنيه هذه الشراكة بشكل دقيق. من الواضح وفقا لقراءة البيان الختامي ان العلاقات بين الامارات والهند تتجه لتحول نوعي عبر بوابة الاقتصاد، غير ان هذا التحول لايقف عند حدود استثمارات مالية ضخمة هي الاولى من نوعها، بل تقود الى علاقة ذات سمات تنسيقية على المستوى السياسي والامني، في ظل وجود ملفات مشتركة مثل الارهاب والتطرف، وهذا هو العنوان الابرز الواجب التوقف عنده، لان الارهاب والتطرف،. يعني ميدانيا العمل معا، على مستويات مختلفة، بذات الروح والتنسيق وتبادل الجهود والخبرات والكفاءات، في شتى المجالات، مما يعني ان الامارات باتت ترى في الهند حليفا اسيويا مهما جدا، سيؤدي دورا بالغ الحساسية خلال الفترة المقبلة، في قضايا تهم المنطقة، وامنها، وفي ظل حرص الامارات على عدم عرقلة توجهها بمحاربة الارهاب في كل مكان، خصوصا، حين يهدد الارهاب بنتائجه النهائية كل المنطقة، وحين ترى الدولة، كيف تقدر بعض الدول خطورة الارهاب وتقف ضده، وتتخاذل بعض الدول امام هذا الملف الذي يعصف بالاقليم والمنطقة كلها، ويهددها. إصلاحات اقتصادية يعود رئيس الوزراء الهندي الى بلاده وشعبه والبرلمان بأنجازات كبيرة اثر نتائج الزيارة للامارات، وهو بهذه النتائج يزيد من قوه موقفه الداخلي، في ظل حاجته اولا الى مايتقدم به الى امته من انجازات على الصعيد الاقتصادي. وحاجته لاجراءات عميقة على مستوى الاصلاح الاقتصادي وتغيير بنى القوانين بما يساعد المستثمرين، من جهة، وفي ظل حاجة العالم ايضا الى دور الهند في الاقليم، من حيث المساعدة معلوماتيا وميدانيا في محاربة الارهاب، بأشكال مختلفة، خصوصا، ان الارهاب لم يعد اليوم ارهاب تنظيمات صغيرة وحسب، بل وصل مرحلة الاستيلاء على دول، واختطاف شعوب. وتعريض امن المنطقة واسيا الى تهديدات قابلة للتمدد، ولان الامارات تقرأ ببصيرة نافذة المعادلات القائمة، وتلك المقبلة، فأنها ترى في ترقية العلاقة مع الهند، احتياط استراتيجي ،على المستوى السياسي والاقتصادي والامني واللوجستي خلال الفترة المقبلة، فيما العقل المركزي يعيد تقييم معادلات كثيرة على ضوء مواقف السنين الفائتة لدول وانظمة تعيش في هذه المنطقة واطرافها، وتتفرج على ازماتها ولاتبذل اي جهد للشراكة ولو من الزاوية الاخلاقية. مليارات إماراتية جاءت الزيارة في ظل توقيت يشي بالاهمية الكبرى من حيث الدلالات، خصوصا، ان الامارات والهند اعلنا معا، عن سلسلة توجهات واتفاقات غير مسبوقة في تاريخ البلدين، وفي تاريخ هذا الجزء من المنطقة. كان ابرز هذه الاشهارات ما يتعلق بالتعاون الاقتصادي واشهار صندوق سيجمع خمسة وسبعين مليار دولار من اجل الاستثمار في البنى الاساسية في الهند، وتعميق التعاون الامني في قضايا مثل مكافحة الارهاب والتطرف. ويقول سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي ان زيارة رئيس وزراء الهند، نارندرا مودي، إلى دولة الإمارات ، جاءت في وقت تمر فيه العلاقات الثنائية بدفء لم تشهده من قبل في تاريخها الطويل، و أن الزيارة تعتبر ذات أهمية استراتيجية للعلاقات الثنائية، إذ تأتي في أعقاب تعاون متنام في مجالات الدبلوماسية والاقتصاد والطاقة والدفاع. وأضاف وزير الخارجية أنه بناءً على تاريخ التعاون والمبادلات المشتركة التي تعود إلى آلاف السنين وميزان التبادل التجاري الذي بلغ حوالي 60 مليار دولار، فإن دولة الإمارات والهند تتمتعان بعلاقات اقتصادية قوية وحيوية، تدعمها وتدفعها سلسلة من الاتفاقيات الثنائية التي وقعناها خلال الأعوام الماضية، أهمها اتفاقيتا تجنب الازدواج الضريبي وحماية وتشجيع الاستثمار المتبادل. تبادل تجاري تعد الدولة من أكبر الشركاء التجاريين للهند على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وقد تجاوزحجم التجارة المتبادلة بين البلدين الستين مليارا مما يجعل الهند من ابرز الشركاء التجاري الأول للدولة على مدى السنوات الماضية ويقول وولتر ديسوزا رئيس اتحاد منظمات التصدير الهندية العام الماضي .. إلى أنه من المتوقع أن يصل إجمالي صادرات الهند من البضائع للإمارات إلى/ 100 / مليار دولار بحلول عام 2030 .. وأن يصل إجمالي التبادل التجاري بين البلدين إلى / 160 / مليار دولار بحلول عام 2030 مما يجعل الإمارات أكبر شريك تجاري للهند على مستوى العالم، وأضاف أن إجمالي صادرات الهند من البضائع للعالم سجلت ما قيمته 300 مليار دولار طبقا للسنة المالية الهندية والتي تمتد في الفترة ما بين شهر إبريل عام 2013 إلى شهر مارس عام 2014 .. مشيرا إلى أن حصة الإمارات من إجمالي تلك الصادرات بلغت 11.5 في المائة أي حوالي28 مليار دولار،وأشار إلى أن اتحاد منظمات التصدير الهندية والذي يضم في عضويته 20 ألف مصنع هندي وبلغ إجمالي صادراتهم للعالم 300 مليار دولار طبقا للسنة المالية الهندية .. يهدف إلى رفع تصدير الهند للعالم إلى 750 مليار دولار بحلول عام 2018 - 2019 وأن 3.5 في المائة هي حصة الهند المتوقعة من التجارة العالمية بحلول هذا التاريخ. طاقة واتصالات يتطلع الجانب الهندي الى التركيز من جانب دولة الإمارات على الخبرة الهندية وإقامة مشاريع مشتركة مع مستثمرين محليين في مجالات الطاقة والاتصالات والكيماويات والمعدات الكهربائية والتعدين والصناعات الغذائية والنسيج والورق إضافة إلى الزجاج والمعدات المكتبية والسيراميك والاسمنت والأدوية والمعدات الطبية وأدوات الجراحة وتعد الطاقة المتجددة من أكثر المجالات الواعدة للاستكشاف بين الإمارات والهند. شراكات استثمارية للبلدين طموحات كبيرة في هذا المجال مدعوما بالحوافز التي تقدمها الامارات للمستثمرين العالميين والتي تشجع على إقامة شراكة ثنائية لتطوير منتجات ومشاريع مبتكرة في مجال الطاقة المستدامة، وقد اعتبر الدكتور إس ايرودايا راجان رئيس وحدة أبحاث الهجرة الدولية في مركز دراسات التنمية - التابع لوزارة شؤون الهنود في الخارج - الزيارة بأنها ستكون الأفضل لأن رئيس الوزراء الهندي سيتحدث إلى العمالة حول قضاياهم و همومهم. سياحة واعدة تسعى الامارات والهند الى تطوير السياحة بين البلدين لكونهما تتمتعان بجاذبية سياحية مرتفعة وقد قامت الامارات عام 2012 بأطلاق اول مشاركة لها للترويج السياحي عبر معرض الترويج السياحي لدولة الإمارات الذي نظمه المجلس الوطني للسياحة والآثار بالتعاون مع الهيئات السياحية والناقلات الوطنية الرئيسية في الدولة، وقد استمر المعرض أسبوعا في أربع ولايات هندية هي نيودلهي وبنغالور وكوتشي وبمومباي . حيث اقام وفد المجلس والهيئات السياحية في الدولة عروضه الترويجية في هذه الولايات، بحضور ومشاركة عدد من كبار المسؤولين في قطاع السياحة الهندية وممثلي وكالات السياحة والسفر ، وهذا انموذج على مساعي الامارات لتطوير السياحة مع الهند، والمؤكد هنا ان حركة السياحة مؤهلة للارتفاع، كما تم اطلاق القافلة الثانية للترويج السياحي في شهر مارس هذا العام في الهند تحت عنوان زوروا الامارات. خزان بشري تقع الهند في جنوب آسيا،وهي سابع أكبر بلد من حيث المساحة الجغرافية، والثانية من حيث عدد السكان، وهي البلد الديمقراطي الأكثر ازدحاما بالسكان في العالم،ومعروفة بثرواتها التجارية والثقافية لفترة كبيرة من تاريخها الطويل. نشأت في الهند أربعة أديان رئيسية هي الهندوسية والبوذية والجاينية والسيخية، في حين ان الزرادشتية، اليهودية، المسيحية والإسلام وصلوا إليها في الألفية الأولي الميلادية وشكلت هذه الديانات والثقافات التنوع الثقافي للمنطقة. الهند تتكون من 28 ولاية وسبعة أقاليم إتحادية مع وجود نظام برلماني ديموقراطي، وتمتلك ثاني عشر أكبر اقتصاد في العالم في سوق صرف العملات ورابع أكبر قوة شرائية في العالم. وقد حولتها الإصلاحات الاقتصادية منذ عام 1991 الى واحدة من أكبر الاقتصادات نموا، ولا تزال تعاني من مستويات عالية من الفقر، ويبلغ عدد السكان مليار وربع بما يجعلها اكبر مستودع بشري بعد الصين. الجالية الهندية ادى انفتاح الامارات التاريخي الى تشجيع الهنود على السفر الى الامارات منذ زمن بعيد، وكان طبيعيا ان يصل عدد الهنود في الامارات اليوم الى اكثر من مليوني ونصف المليون، ويعمل افراد الجالية الهندية في مهن مختلفة. سابقا عمل الهنود في تجارة اللؤلؤ والتوابل والتمور والقطن والمنسوجات والحبوب، وسرعان ما أثمرت هذه الصلات الاقتصادية عن صلات انسانية تطورت بشكل هائل. زيارة رئيس وزراء الهند الراحلة أنديرا غاندي إلى الإمارات، وإعجابها بقدرة الدولة على إرساء مناخ منفتح،و زيارة رئيس وزراء الهند الحالي تعد تجسيرا بين زمنين، خصوصا، ان رئيس الحكومة الهندية وجه دعوة لسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي دعوة لزيارة الهند، وقد وعد سموه بتلبيتها. تكنولوجيا يرى مراقبون ان افاق التعاون بين دولة الإمارات والجانب الهندي تشمل، دعوة الهند للاستفادة من الموقع الاستراتيجي لدولة الإمارات كمركز انطلاق الأنشطة الاقتصادية الهندية إلى دول المنطقة ودول العالم، وتكثيف تبادل الزيارات بين رجال الأعمال في البلدين وإمكانية جذب المستثمر الإماراتي للهند بمنحه المزيد من الحوافز والسماح له بإقامة مشروعات يملك فيها نسبة كبيرة خاصة في المجالات التي تسمح فيها الهند بذلك وخصوصا التكنولوجيا الهندية. طيران وشحن من الافاق المتوقعة للعلاقات الاماراتية الهندية زيادة مستوى وعدد الرحلات بين البلدين خصوصا ان اكثر من 750 رحلة تسيرها اربع شركات محلية وثلاثة هندية، تخدم المسافرين وحركة الشحن بين البلدين، وفي ظل التوقعات حول الافاق الاقتصادية المقبلة، ومن المنتظر ان تشهد حركة الطيران نموا كبيرا.

مشاركة :