استضاف بيت الشعر في مدينة المفرق شمالي شرق الأردن أمسيتين شعريتين، وجلسة عن الأدب المعاصر ضمن فعاليات ملتقى ليالي الشعر الفصيح في منتدى بلعما الثقافي. استهل خالد الجبر أمسية اليوم الأول بقراءة نصوص وجدانية وأخرى حاكت الواقع، ودعت إلى تماسك الجبهة العربية الداخلية في مواجهة مآرب خارجية، إضافة إلى ملامسة جوانب فلسفية ونفسية وروحانية تحث على المصالحة مع الذات. واعتمد ماجد السرحان في قصائده على التفعيلة والشعر العمودي، وتناول تجارب حياتية شخصية راوحت بين العاطفة والمواقف الإنسانية والتوق إلى عادات وتقاليد أصيلة، بينما انحاز محمد العموش في نصوصه إلى جذور وطنية ورحلته مع الغربة والعلاقة مع الأم في صورة رمزية ذات دلالات عميقة. وتناولت الجلسة المفتوحة بين الشعراء وعدد من الحضور موضوعات أدبية عدة، بينها ثقافة المقاومة في فلسطين التي كان الجبر كرر في ندوات سابقة افتقادها الشاعر الكبير الراحل محمود درويش، وبقاء إرثه الشعري ضميراً صادقاً لمن بعده. في اليوم الثاني تناوب الشعراء إبراهيم الحسبان، وعيسى الخزاعلة، وجاسر البزور على قراءة قصائد متنوعة طرحت قضايا راهنة مختلفة، فيما شارك البزور والخزاعلة الشاعر محمد خضير أمسية اليوم الثالث والأخير. وقدّم الفنانان فارس الخزاعلة وبيان فارس، مقطوعات موسيقية على آلة العود صاحبها أداء أبيات شعرية باللغة العربية الفصحى بعضها من مراحل تاريخية متعاقبة واكبت أحداثاً متفاوتة. وقال مدير ثقافة المفرق فيصل السرحان: هذا الملتقى سنوي وأقيم في دورته الثالثة بالتعاون مع بيت الشعر في المفرق، ومنتدى بلعما الثقافي ويهدف إلى تعزيز الحركة الثقافية في المدينة، ودعم المحافظة على اللغة العربية الفصحى وإطلاق مواهب شعرية جديدة، وطرح موضوعات أدبية بمشاركة مثقفين، وشرائح متباينة من الجمهور. وأكد السرحان إسهام بيت الشعر في المفرق، كأول لبنة ضمن مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بإنشاء 1000 بيت شعر تنتشر عبر الوطن العربي لتوسيع أنشطة ملتقى الشعر الفصيح، واستقطاب المزيد من الحضور، وفتح آفاق حوارية جادة.
مشاركة :