«وول ستريت» يترقب تأكيدات الاحتياطي الفيدرالي وأداء اقتصاد بكين

  • 8/24/2015
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

تتراكم عدة عوامل في وجه المستثمرين في وول ستريت، وكلها مثبطة وتثير موجة بيع غير مسبوقة كبدت المؤشرات خسائر هي الأعلى منذ أربع سنوات، ما يضع الجميع في حالة ترقب لصدور شيء مهم من الاحتياطي الفيدرالي أو من الصين. وقد تكررت موجات البيع خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من الأسبوع الماضي، رغم أن محضر اجتماع لجنة الأسواق المفتوحة التابعة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، لم يكن صقورياً ولم يستبعد بشكل قطعي احتمال رفع أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول المقبل، إلّا أن القلق حول أداء الاقتصاد الصيني، وما قد ينتج عنه من تدهور في أداء الاقتصادات الناشئة حال دون انتعاش الأسهم، أو وقف موجة البيع على الأقل التي كلفت داو جونز مثلاً 10% لأول مرة منذ عام 2011. وقد تجلت المخاوف في انخفاض قيم عملات الاقتصادات الناشئة بشكل لافت مدفوعة بتراجع أسعار السلع الاستراتيجية وضعف النمو. فقد خسر البيزو المكسيكي مثلاً 3.8% وخسر الرينغيت الماليزي 2.6%، بينما بلغت خسائر الروبل الروسي 6.6%. وقد تضررت تلك الأسواق من الرهان على رفع أسعار الفائدة على الدولار الأمريكي ما يزيد الضغوط على عملاتها واقتصاداتها. ويقول بيتر بوكفار كبير المحللين الاستراتيجيين لدى شركة ليندسي غروب: يصعب معرفة مقدار التراجع الذي سيصيب الأسهم في نهاية المطاف. فبعد الجمعة الأسود لا أحد يدرك ماذا تخفي الصين يوم الأحد في ظل سوق قلق جداً حول آفاق النمو العالمي. وتعكس حركة الأسهم المتراجعة كلاً من ضعف النمو في الاقتصاد العالمي وضعف نتائج الشركات الأمريكية، وهو ما يدفع المؤشرات نحو التصحيح بما يلائم هذه المعطيات. وإذا ما تدخلت بكين مجدداً بضخ المزيد من الحوافز المالية فسيكون للأسواق كلام آخر. وقد شكلت برامج التيسير الكمي خلال العامين الماضيين أهم عوامل دفع أسواق الأسهم العالمية. لكن تلك البرامج التي توقفت في بعض الدول ومنها الولايات المتحدة الأمريكية تحولت إلى عوائق في وجه المغامرين من المستثمرين. ويعتقد بعض المحللين أنه بعد انتهاء موسم نتائج الشركات سوف تسلط أنظار المستثمرين على ما يصدر عن المسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي من تصريحات خلال الأسبوع الحالي، وإلّا فإن الأنظار سوف تتركز على منحى أسعار النفط والدولار لأن ما يجري على صعيد السوق بات أهم مما كان يجري على صعيد الشركات. وقد تراجع النفط الأسبوع الماضي إلى مستويات غير مسبوقة للأسبوع الثامن على التوالي وهي أطول فترة يستمر فيها تراجعه منذ العام 1986. وسجل برميل غرب تكساس أول خرق له لحاجز 40 دولاراً. وأجمع خبراء الاقتصاد في استطلاع الرأي الذي أجرته سي. إن. بي. سي على أن الاحتياطي الفيدرالي سوف يرفع أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول، رغم أن السوق يتوقع تأجيل الخطوة إلى وقت لاحق. وعلى أية حال تعقد ندوة جاكسون هول السنوية التي يحضرها أعضاء المجلس وتغيب عنها جانيت يلين وأبرز المتحدثين فيها نائبها ستينلي فيشر، حيث يتوقع المحللون صدور تلميحات عنه بهذا الخصوص.

مشاركة :