بدأ علماء بالجامعة الوطنية للبحوث التكنولوجية “ميسيس” فى روسيا، بالتعاون مع شركة المعادن “سيفرستال”، تطوير فولاذ جديد مقاوم للحريق عن طريق تشكيل شوائب غير معدنية ضمن درجات حرارة مرتفعة. ووفقا لما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية، فإن المكتب الصحفي للجامعة ذكر أن استخدام الفولاذ الجديد سيجعل من الممكن إبطاء عملية انهيار البنى الفولاذية أثناء الحريق تحت تأثير درجات الحرارة المرتفعة، ما يخلق هامشا إضافيا من الوقت لإجلاء الناس، وقال علماء الجامعة، “العناصر المعدنية للمبانى تفقد قدرتها على التحمل بسرعة نتيجة اندلاع الحرائق، ويؤدى ذلك إلى فقدان سلامة هياكل المبانى وتشوهها الشديد، بحيث يصبح من المستحيل تنفيذ عمليات الإنقاذ وإطفاء الحريق“. ويمكن أن تتعرض المباني للانهيار قبل الانتهاء من عملية الإنقاذ، ما يؤدى لزيادة عدد الضحايا، الأمر الذى يتطلب أيضاً تكاليف كبيرة لأعمال الإصلاح والترميم، ويؤدي في بعض الحالات إلى أضرار بيئية كبيرة لا يمكن إصلاحها تقريبا، وتتطلب اللوائح الفنية الجديدة والمعايير الوطنية في صناعة البناء الروسية إدخال منتجات مدلفنة مقاومة للحريق عالية القوة لتصنيع الهياكل المعدنية. ووفقا للباحثين في جامعة “ميسيس”، فإن هذا البرنامج يرجع إلى العدد المتزايد من الكوارث الاصطناعية وحالات الطوارئ والحرائق في مرافق ومنشآت البنية التحتية الصناعية والاجتماعية، قائلين :” هذا مهم بشكل خاص لمرافق وسائل النقل ومجمع الطاقة التي تتمتع بخاصية زيادة المخاطر التكنولوجية، ومهمة رفع مستوى مقاومة الهياكل الفولاذية للحريق يمكن حلها من خلال التحكم بشكل علمي متقن في تكوين عناصر صناعة السبائك وشروط المعالجة الحرارية الميكانيكية“. ومن جهته قال دينيس كوزنيتسوف مدير المركز العلمي التعليمي كفاءة الطاقة في جامعة “ميسيس” :“نفترض أنه من الممكن تحقيق التأثير المطلوب بسبب تشكل الشوائب غير المعدنية – جزيئات الكربيدات والنتريد ضمن درجات حرارة مرتفعة. هذه الشوائب سوف تساعد في الحفاظ على قوة الفولاذ عند درجات حرارة تتراوح بين 500-900 درجة مئوية“. ويعتقد الباحثون أنه بفضل إدخال هذا الابتكار فإن: انهيار الهياكل الفولاذية سيحدث لاحقا مما هو تقليدي جراء اندلاع الحرائق تحت تأثير درجات الحرارة المرتفعة، مما يخلق هامشا إضافيا من الوقت لإجلاء الناس، ويخطط الباحثون للعمل على زيادة مقاومة الهياكل الفولاذية في ظل ظروف اندلاع الحريق لمدة 15 دقيقة على الأقل، وهذا بدوره سيؤدي إلى زيادة مستوى السلامة أثناء عمل المنشآت الصناعية ومراكز التسوق والمنشآت الرياضية وإنقاذ حياة العديد من الأشخاص“. ويتم تنفيذ المشروع من قبل جامعة “ميسيس” بالاشتراك مع شركة المعادن “سيفرستال” بدعم مالي من حكومة روسيا الاتحادية، المقدم من أجل تطوير التعاون لإنشاء صناعات عالية التقنية.
مشاركة :