إن تشكيل شخصية الأطفال بشكل صحيح، هو أمر يسعى كل والدين لتحقيقه، ولا تستغربي أنه عليك البدء منذ أن يبلغ طفلك سن الـ6 أشهر. ومع الصبر يمكنكما تطوير الكفاءة العاطفية والاجتماعية في مرحلة الطفولة. ليكتسب الطفل في عمر الـ 13 شخصية قوية ومصقولة. الدكتور محمد بن جرش، كاتب وباحث إماراتي يقترح خطوات على الآباء تحقق حلمهم بتربية طفل واثق وحكيم وذكي يتقدم على الآخرين ويتعامل مع المواقف بشكل إيجابي. اجعل الأبوة والأمومة من أولوياتك على الأقل في السنوات القليلة الأولى بعد ولادة طفلك. قد تواجه صعوبة في إدارة منزلك وعملك، ولكن تأكد من إعطائه الوقت الذي يتطلب فيه طفلك اهتمامك الكامل. بغض النظر عن مدى انشغالك. يمكنك بالتأكيد مدح طفلك إذا كان جيدًا في الدراسة أو الرياضة، لكن لا داعي للصمت إذا وجدت تقصيراً، وذلك إذا كنت حريصًا على تطوير مهاراته المتعددة الأوجه، ساعده على معرفة الحقيقة. من الأفضل عدم تجاهل نقاط ضعفه.تجنب تسمية طفلكتجنب إطلاق التسمية السيئة على طفلك، مثل "غبي .. كسول ... عنيد"، ولا تقارنه إن كان فعلاً يعاني من إحدى هذه الصفات لا بإخوته ولا بأصدقائه، فمناداة الطفل بصفة يكرهها تزيد من فرص تصديقه على أنها الحقيقة. ويتصرف من خلالها، كأنه يمتلك العذر لنفسه.الأطفال يشبهون إلى حد ما الإسفنج، فهم يميلون إلى استيعاب كل ما يقوله أو يفعله الوالدان. هم مخلوقات مقلِّدة. لذلك كن حذرًا جدًا أثناء التعبير عن مزاجك وسلوكك أمام الأطفال. لا يمكنك أن تبتسم دائمًا، ولا بأس أن تخبر طفلك أنك تعاني من نكسات نفسية أو مالية سيساعدك هذا على تمهيد طريقه للنجاح.هل تعلم أن اللعب معًا يوصل رسالة للطفل أنه ذو قيمة لديك؟ فاللعب يسهل نموه الاجتماعي والجسدي والنفسي. يوفر أيضًا واحدة من أفضل الفرص للآباء للتفاعل مع الأطفال. فخذ دورك وكن نشيطاً. واسمح لطفلك بتحديد محتوى اللعب بدلاً من أن تقرره بنفسك. تقبل أوجه القصور لدى طفلكتمامًا مثل البالغين، قد يعاني طفلك من بعض العيوب. هذا طبيعي تمامًا. تقبل هذه النواقص وساعد الطفل على تكوين صورة إيجابية عن ذاته. تأكد من أنك لا تجبره على تلبية رغباتك ولتكن توقعاتك واقعية، وتأكد من مساعدته على فهم أنه قد لا يتفوق في الرياضيات مثلاً إذا كان صديقه أقوى منه، فهناك أمور قد لا يجيدها تماماً، وهذا أمر عادي، فهذا الإدراك ضروري لتطوير صورة ذاتية إيجابية.هل تعلم أن هناك العديد من التأثيرات الأخرى التي يمكن أن تؤثر على سلوك طفلك؟ قد يكون للمدارس تأثير على الصحة العاطفية للطفل. إذا كنت ترغب في تربية طفل واثق من نفسه بدرجة عالية من الثقة بالنفس، فأنت بحاجة إلى اختيار مدرسته بعناية. كن حذرًا أيضًا من الأصدقاء الذين يشعرون بالراحة في التعامل معهم، واعرف إن كانوا متنمرين، سواء عليه أو على غيره. تأكد أيضًا من أنك تعرف الأشياء التي يتعلمها بالإضافة إلى اهتماماته وأنشطته.في العائلات التي يقسم فيها الأفراد مسؤولياتهم، يميل الأطفال إلى التطور إلى كائنات مستقلة؛ لذا امنح طفلك وظائف معينة مثل غسيل الملابس، أو ترتيب الطاولة أو سقي النباتات، ولكن تأكد من أنها مناسبة لفئته العمرية. حيث يمكنك تكليفه بالمهام التي أبدى اهتمامًا بها بالفعل. إن إعطاء مسؤوليات للأطفال يجعلهم منضبطين، ويبقون مخلصين وكذلك يمنحهم الفرصة ليكونوا واقعيين. في حالة عدم الوفاء بالمسؤوليات، يجب أن تكون هناك عواقب. غير جسدية، فهي تجعل الطفل يتصرف بعدوانية. ضع قيودًا قليلةيمكنك وضع بعض القواعد المتعلقة بالصحة والسلامة وطرق علاج الآخرين. تأكد من أن القائمة ليست كبيرة جدًا لمساعدة طفلك على تذكر القواعد بشكل أفضل. علاوة على ذلك، فإن حالات انتهاك القواعد ستكون أيضًا أقل بكثير مع تقدم الأطفال في السن. يمكنك بالتأكيد معاقبة الطفل على الأفعال السيئة. لكن اسمح له بأن يكون هو نفسه الحقيقي. يمكنك مثلاً أن تكون منفتحًا بينما يكون طفلك خجولًا ومنطوياً. اسمح له بأن يكون بالطريقة التي يريدها. ولا تجبره على افتراض بعض السمات المميزة. هذا سوف يسهل نمو شخصية طفلك. يستمر تطور الشخصية خلال مرحلة البلوغ، ويتأثر بمجموعة من العوامل التي تتراوح بين التأثيرات الاجتماعية والبيولوجية يمكنك بالتأكيد محاولة تطوير شخصية طفلك، ولكن لا تخطئ مطلقًا في التفكير في أن شخصيته يمكن أن تتغير أو تتطور بين عشية وضحاها. عليك أن تمنحه وقتًا كافيًا لتراه ناضجاً وواثقاً من نفسه.
مشاركة :