يتعرض الموظف في عمله إلى ضغوطات وتوتر وإجهاد في حال عدم قدرته على ترتيب مسؤولياته وإنجازها بشكل دوري، فتراكم المهام يسبب له تعبًا وإرهاقًا وتوترًا، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات ضغط الدم لديه، حيث أوضح طبيب الأسرة د. سيف البادي أن هناك احتمالية كبيرة للإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى الموظف نتيجة لكثرة العمل، موضحًا أنه في حال أخذ فترة راحة لعدة أيام سيعود بعدها الضغط إلى معدلاته الطبيعية. وأضاف إن التعرض لمستويات عالية من الإجهاد والتوتر والقلق سيؤدي إلى قلة النوم، ما سيسبب ارتفاعا في ضغط الدم، وزيادة السمنة، واحتمالية استهلاك الطعام غير الصحي، ولفت إلى أن ساعات النوم تختلف بحسب طبيعة الشخص، فهناك من تكفيه 6 ساعات نوم يوميًا، ولكن في الغالب يحتاج الفرد إلى 8 ساعات من النوم العميق، وكلما تقدم الشخص بالعمر يقل عدد ساعات نومه.وبيّن البادي أن الضغط نوعان منهما «الضغط الأساسي» غير المعروف مسبباته، وهو منتشر بشكل كبير، ويسمى «القاتل الصامت» حيث إن المصابين به دون علمهم تصل نسبتهم إلى 57 %، ولا يمكن اكتشافه إلا من خلال القياس، فهو غالبًا بلا أعراض، ويكتشف عن طريق الصدفة، ونصح بأن يتم قياس الضغط مرة سنويًا بعد عمر الرابعة.وأضاف إنه قد تحدث بعض الأعراض، مثل الصداع خصوصًا في الصباح، وقد يحدث نزيف في الأنف، وعدم انتظام في نبضات القلب، أو زغللة في النظر، وفي حالات نادرة قد يسمع المصاب أصواتًا في الأذن، وفي حالة الارتفاع الشديد، قد يشعر المصاب بتعب وغثيان وتوتر وألم بالصدر.وأشار إلى أن شريحة كبيرة من الناس تربط ارتفاع الضغط بأي عارض صحي يلمّ بها، كالصداع أو الغثيان، وهذا غير صحيح، ويمكن أن نُطلق عليه «وسواس الضغط»، وأضاف: حتى يصنف الشخص كمصاب بالضغط المرتفع، يجب أن يعطى مؤشرات مرتفعة عند قياسه للضغط من ثلاث إلى خمس مرات متتالية؛ لأن بعض الأشخاص يصابون بالتوتر عند قياس ضغطهم في المستشفى، ما يعطي مؤشرات مرتفعة.وتحدث عن هبوط الضغط، مشيرًا إلى أن أبرز أسبابه هو الجفاف وعدم شرب الماء بكميات كافية، فالماء يحتوي على أملاح تنظم الضغط داخل الجسم، فعند انخفاض مستوى هذه الأملاح، سيحدث اضطراب في الضغط داخل الشرايين وخارجها، مشيرًا إلى أن عدم الأكل لفترة طويلة يسبب أيضًا هبوط ضغط مفاجئًا، لكنه أوضح أن الهبوط بشكل عام ليس أمرًا شائعًا، بل يكون عرضًا لأحد الأمراض.ونصح بالحفاظ على مستويات طبيعية للضغط من خلال ممارسة الرياضات الهوائية، كالمشي السريع والسباحة، لمدة 150 دقيقة في الأسبوع؛ لأنها تخفض الضغط الانقباضي بمعدل عشر درجات، وسبع درجات للضغط الانبساطي، والالتزام بحمية صحية تعتمد على التقليل من استهلاك الأملاح والصوديوم، فذلك يؤدي إلى خفض الضغط الانقباضي بمعدل إحدى عشرة درجة تقريبًا، وخمس درجات للانبساطي.وأوضح أن خسارة الوزن بمعدل أربعة كيلو جرامات ونصف الكيلو تؤدي إلى انخفاض الضغط الانقباضي بمعدل 7 درجات، و5 درجات للانبساطي، وأن 75 % من الصوديوم الذي يستهلكه الفرد يكون نتيجة تناول الأكل المصنع، لذلك ينصح بقراءة النشرة الغذائية في المنتجات قبل شرائها، ويفضل تناول الطعام الطازج، كما لفت إلى أن الملح البحري، أو ملح الهمالايا، لا يختلف عن الملح العادي من حيث نسبة الصوديوم، فهي لا تعدو كونها أمورًا تسويقية.
مشاركة :