دكتور خالد صلاح يكتب: الحاج محمد هتلر

  • 12/21/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الحاج محمد هتلر ......     انتشر هذا الخبر إبان الحرب العالمية الثانية في العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط حيث أماكن نفوذ ومصالح بريطانيا في مصر والبلاد التي كانت تحت حماية واحتلال الجيش البريطاني. وهذا الخبر ما كان إلا إشاعة كبري تم إطلاقها عن إسلام "هتلر" وتلقبه "بالحاج هتلر" وهذه الأكذوبة أنما تعكس نموذج للمدي الذي يمكن أن تصل إليه عملية تسييس الدين وطلاء المواقف السياسية المناهضة لمصالح الوطن بطلاء ديني زائف حتي تكتسي الخيانة ببريق ديني. ومبعث هذا الخبر أو الاشاعة في ذلك التوقيت كان الهدف منه كسب تأييد جميع البلاد الإسلامية في جميع أنحاء العالم وخاصة التي تقع تحت نير إستعمار الجيش البريطاني وتأجيج الشعور الإسلامي العام ضد بريطانيا ومصالحها وأن يصنع هتلر له في البلاد الإسلامية تعاطف عام في أماكن نفوذ له ضد بريطانيا وحلفائها.   وهذه الاشاعة ما كانت إلا ستار يخفي هتلر ورائه غاياته حيث كان من أبرز الأفكار التي كان ينادي بها في السر والعلانية هي فكرة العرق الآري وأن هذا العرق يستحق أن يتسيد العالم وأن يخضع له الجميع مهما كلف الأمر سواء بالخداع السياسي أو القوة ولا يقبل أن يدخل في دين جديد يحول بينه وبين أطماعه.. والغريب في الأمر أن كثير من الساسة والمثقفين في ذلك التوقيت كانوا يعرفون أكذوبة الخبر ولكن أنقسموا على أنفسهم من بين مصدق بالكذب لاتفاق مصالحه مع ألمانيا ضد بريطانيا ابتداء من الملك فاروق إلى بعض الأحزاب السياسية والدينية, وفريق آخر رفض هذه الاشاعة ليس تصديق أو تكذيب وإنما تأييد منهم لبريطانيا, وبجانب هؤلاء وهؤلاء كان العامة الذين يريدون أن يستقوا بقوي في الإسلام ليس حباً في هتلر وإنما ضعف منهم وعنوان للحالة التي وصل إليها المسلمون والعرب في ذلك الوقت. وللأسف لم يتغير الحال في العصر الحالي عن الماضي حيث كثر هتلرات هذا العصر وكثر من يصدقهم إما لمصالح مشتركة مع هتلرات العصر الحالي أو لمدى الضعف الذي قد وصلنا إليه نتيجة تأخر في الوعي والثقافة والسياسة حتى لو كانوا أصحاب وخريجي جامعات من جهة وفريق آخر يؤيد هتلرات العصر تكذيباً لعقولهم وتصديقاً لأنفسهم ربما يجدوا في هتلرات هذا العصر ضالتهم وخاصة أن هتلرات هذا العصر يرفعون لواء الإسلام وحماية حمى الإسلام وما هم إلا ساعين وراء مصالحهم وأطماعهم. ومن العجب أن نصدق هتلرات هذا العصر وهم ينادون بخطابات رنانة أنهم يدافعون عن الإسلام وعن الرسول الكريم والتصدي لمن يسئ إليهم أمام الكاميرات وفي الغرف المغلقة يتملقون من يعادونهم ويعرضون عليهم فتح صفحة جديدة!!!!!, وفي نفس الوقت يصدّرون لنا الإرهابيين والمرتزقة في ليبيا وسوريا والعراق, ولم يكتفوا بذلك بل يبتزون البلاد العربية والإسلامية ومن يتفق معهم لسلب خيراتها أو كسب امتيازات سياسية واقتصادية. ولا عجب فيما يقومون به هتلرات العصر الحالي إنما من العجيب أن نصدقهم أو نؤيد مزاعمهم وننساق وراء تراهتهم؛ لأنهم ياسادة هم هتلرات هذا العصر. فلم يكن هتلر مسلماً ولم يحج إلى مكة.......... [email protected]

مشاركة :