يُمثّل المتسوقون من مختلف أنحاء العالم أهدافاً سهلة لأعمال الجرائم الإلكترونية، لا سيما في ظل بحث هؤلاء المتسوقين عن أفضل العروض الترويجية للتسوق عبر الإنترنت خلال موسم العطلات هذا العام، غير أن هذه المخاطر لا تهدد المستهلكين فحسب، إذ إن الشركات هي الأخرى مُعرّضة للخطر ذاته. وما يزال الطريق الرئيس لأعمال الجرائم الإلكترونية التي تستهدف المتسوّقين لموسم العطلات يمر من خلال رسائل البريد العشوائي والضّار، والتصيّد الاحتيالي، والبرمجيات الخبيثة، وفي محاولة للفت انتباه ضحاياهم، يحاول متصيّدو الجرائم الإلكترونية إغراء المستخدمين بتنزيل ملفات غير آمنة، وهي الطريقة ذاتها التي تم رصدها منذ ظهور جائحة فيروس "كورونا" وامتد لموسم التسوّق للعطلات. شركات البيع بالتجزئة هي نفسها معرّضة للاستهداف بالبرمجيات الخبيثة، نقاط البيع وهجمات سرقة بيانات قارئ بطاقات الائتمان إنما يعدان مثالين على الأدوات المتاحة لممارسات الجريمة الإلكترونية، وذلك من خلال إدراج كود البرمجة الضّارة في مواقع التجارة الإلكترونية. وقال رافي بيلينغ، كبير الباحثين في مجال التهديدات لدى سيكيوروركس: "لقد دفعت ظروف جائحة فيروس "كورونا" بكثير من عمليات الشراء إلى الاعتماد على خيار التسوق عبر الإنترنت خلال العام 2020، وهذا شمل العديد من المنتجات مثل متاجر بيع الأغذية، والمستلزمات اليومية، والأجهزة الإلكترونية، وحتى منتجات الرفاهية والسلع الفاخرة"، مضيفاً "تبقى أعمال التجارة الإلكترونية ومواقعها أكثر عرضة لمختلف أشكال الهجمات الإلكترونية، إلا أن ذلك لا يحمي متاجر التسوّق التقليدية من أن تكون هدفاً لبعض البرمجيات الخبيثة لنقاط البيع، أو محاولات سرقة بيانات قارئ بطاقات الائتمان، كما أن نجاح مجرمي الإنترنت في دسّ بعض أوامر البرمجة في موقع الشراء الإلكتروني لسرقة بيانات بطاقات الائتمان – وهو ما يتعارف على تسميته بهجمات Mage Cart – إنما يعدّ صورة أخرى من الممارسات غير المشروعة والتهديدات التي استهدفت بعضاً من كبرى شركات السفريات والبيع بالتجزئة على مر السنين".
مشاركة :