نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس ما تردد من شائعات عن استخدام قانون الطوارئ لإعادة الانتخابات في الولايات المتأرجحة ووصفها بأنها أخبار زائفة، وقال في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «الأحكام العرفية (في إشارة إلى قانون الطوارئ) مجرد أخبار مزيفة، إنها فقط مزيد من التقارير السيئة». لكن الرئيس المنتهية ولايته المستمر في المعركة القانونية للطعن في الانتخابات الرئاسية، واصل التنديد بنتائجها التي أسفرت عن فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، وقال في تغريدة أخرى: «أكبر تزوير للانتخابات في تاريخ بلادنا». في المقابل، قدّم بايدن الأعضاء الرئيسيين في فريقه المكلف المناخ، مؤكداً أن إدارته ستجعل من مكافحة الاحتباس الحراري أساساً في إطار مساعيها لإعادة بناء الاقتصاد المتضرر من جائحة كوفيد-19. وقال «إن هؤلاء الأشخاص سيقودون الخطة الطموحة لإدارتي من أجل معالجة تهديد وجودي في عصرنا هو التغير المناخي». وأضاف في ويلمنغتون بولاية ديلاوير «نحن في أزمة. كما نحتاج إلى أن نكون أمة موحدة لمواجهة كوفيد-19، نحتاج إلى استجابة وطنية موحدة لتغير المناخ». وبين المرشحين الذين قدّمهم بايدن، النائبة ديب هالاند التي اختارها لشغل منصب وزيرة الداخلية. وإذا وافق مجلس الشيوخ على هذه التسمية، ستكون هالاند أول أميركية متحدّرة من السكّان الأصليين للبلاد تتسلم حقيبة الداخلية، الوزارة المسؤولة خصوصاً عن الثروات الطبيعية للأراضي الفدرالية مثل المحميات الوطنية. وأشار بايدن إلى أن إدارته ستعمل على تحديث البنية التحتية للمياه والنقل والطاقة لجعلها مجهزة بشكل أفضل لمقاومة الظروف الجوية القاسية، موضحاً أنه سيتم إحداث العديد من فرص العمل في هذا الإطار. وقال بايدن أيضاً إنه يريد بناء 500 ألف محطة لشحن السيارات الكهربائية و1.5 مليون منزل موفر للطاقة. وأضاف أن إدارته ستوفر ربع مليون وظيفة على الفور من خلال توظيف أشخاص من أجل إغلاق آبار النفط والغاز المهجورة التي تشكل خطراً على الصحة والسلامة. وكرر أنه سيعيد بلاده إلى اتفاقية باريس للمناخ التي تخلى عنها ترامب، وكما سيعيد العمل بمجموعة كبيرة من القوانين البيئية التي أقرت في عهد الرئيس السابق باراك أوباما وتخلى عنها ترامب. وقال بايدن إنه اختار جينا مكارثي، مديرة وكالة حماية البيئة في إدارة أوباما، للإشراف على تنسيق سياسة المناخ. وعين مايكل ريغان وزير البيئة في ولاية كارولاينا الشمالية حالياً رئيساً للوكالة الأميركية لحماية البيئة، وبريندا مالوري المحامية المتخصصة بقضايا البيئة رئيسة لمجلس جودة البيئة. وقال الرئيس المنتخب إنه باختياره الشخصيات التي أعلن عنها، ستضم حكومته ستة أميركيين من أصل أفريقي. ويبدو إعادة البريق إلى صورة الولايات المتحدة في الخارج، من بين المهام المُلحة التي يتعين على بايدن، أن يوليها اهتمامه، فور توليه الرئاسة بعد شهر تقريباً من الآن، وذلك في ضوء نتائج استطلاعات حديثة للرأي، تفيد بأن هذه الصورة تضررت بشدة خلال السنوات الأربع، التي تولى فيها ترامب الحكم. فالنتائج التي ظهرت الأسبوع الماضي، للاستطلاعات التي تُجريها مؤسسة «جالوب»، للتعرف على كيفية تقييم شعوب العالم للقيادة الأميركية، أظهرت تبني أكثر من ثلثيْ المُستطلعة آراؤهم، توجهات سلبية في هذا الصدد، حتى من بين أبناء الدول الحليفة بشكل تقليدي للولايات المتحدة. ومن بين هذه الدول، ألمانيا وبريطانيا. وتتطابق هذه النتائج، مع ما ورد في تقرير أعده مركز «بيو» للأبحاث، بشأن طبيعة رؤية الأجانب للولايات المتحدة. فقد أظهر أن الانطباعات السلبية حيال أميركا، وصلت إلى مستويات منخفضة قياسية، في دول طالما ارتبطت بصداقات وثيقة مع بلاد العم سام، ومن بينها بجانب بريطانيا وألمانيا كل من كندا وأستراليا وفرنسا واليابان. واعتبرت صحيفة «واشنطن بوست»، أن تلك المؤشرات تؤكد أن الولايات المتحدة باتت تبدو لمن ينظر إليها من الخارج، أمة منقسمة على نفسها بشدة، وتنشغل بقضاياها الخاصة، بما يجعلها أقل استعداداً للاضطلاع بالدور الذي لعبته على مدى عقود، على الساحة الدولية، سواء خلال الحرب الباردة أو في الفترة التالية لذلك». وبحسب الصحيفة، يتحمل ترامب مسؤولية كبيرة، عن تداعي صورة البلاد على الصعيد الخارجي، خاصة خلال 2020 سواء بفعل سياساته الخارجية، أو حتى بسبب الطرق التي اتبعتها إدارته للتعامل مع وباء كورونا. وشددت على أن مدى استعداد بايدن لإعادة التفاعل مع مشكلات العالم، يشكل خطوة رئيسة، على صعيد استعادة الولايات المتحدة لزمام القيادة في العالم، وإعادة بناء الصورة الممزقة لأميركا في الوقت نفسه. ويتوقع محللون أن يستهل الرئيس الأميركي المنتخب حملته، لإعادة ترميم صورة بلاده في الخارج، بمد الجسور من جديد مع حلفائها في أوروبا، الذين توترت علاقاتهم مع واشنطن خلال السنوات الأربع الماضية، في ظل حكم ترامب. ويقول هؤلاء إن بايدن سيسعى للحصول على دعم الدول الأوروبية، في التعامل مع عدد من قضايا السياسة الخارجية، بدءاً من صياغة الموقف الأميركي تجاه روسيا، مروراً برغبته في تبني نهج مختلف إزاء العلاقات مع إيران، وصولا لتحديد سبل التعامل مع الصين، خاصة في ظل الاعتقاد السائد، بأن سياسات الإدارة الجمهورية جعلت بكين في وضع أقوى من واشنطن.
مشاركة :