نظم المتحف الرقمي للفن التشكيلي الإماراتي التابع لجمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، مساء أمس الأول السبت، ندوة حوارية بعنوان «التصوير الضوئي في الإمارات.. ضوء على تجربة الراحل صالح الأستاذ»، بُثت عبر منصة الاتصال المرئي «زووم»، بحضور خالد الظنحاني رئيس مجلس إدارة الجمعية، وجمهور من الفنانين والمهتمين بفن التصوير الضوئي. وتناولت الندوة استعراض أبرز محطات الحركة الفنية للتصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي التي عاشها الفنان جاسم ربيع العوضي، علاوة على تسليط الضوء على تجربة الفنان والمصور الفوتوغرافي الراحل صالح الأستاذ. وأكد خالد الظنحاني رئيس الجمعية، في افتتاح الندوة، أهمية تخصيص ندوة حوارية تعنى بفن التصوير الفوتوغرافي، من خلال إلقاء الضوء على أبرز روادها في دولة الإمارات وإسهاماتهم الرائدة في تطوير الحركة الفنية في التصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي، مشيداً بالتجربة الغنية للفنان الراحل صالح الأستاذ والفنان جاسم العوضي ودورهما في نشر ثقافة التصوير بين جيل الشباب، وتدريبهم وتأهيلهم، من خلال المحاضرات والندوات الفنية الثقافية، خاصة بالفن التشكيلي وجميع فروع المعرفة الفنية. واستعرض الفنان علي العبدان الذي أدار الندوة، تجربته الفنية والذي بزغت أولى ثمرات اهتمامه وتعلقه بالفن منذ طفولته، ووثق علاقته بالفن مع التحاقه بأول دورة أكاديمية في عام 1988 من خلال جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، حيث بدأ باكتشاف الفن بالمعنى الأكاديمي، حين منحته الجمعية الخبرة وعرفته على الكثير من الفنانين، وكان أبرزهم الفنان جاسم العوضي والفنان الراحل صالح الأستاذ، حيث اطلع على تجربتهما في التصوير الضوئي لأخذ القيم البصرية والجمالية من مختلف المدارس، محاولاً اكتشاف وسبر ملامح تجربته الخاصة، التي بدأها بالرسم الانطباعي، ثم كان له تجربة مميزة في فن الكولاج. من جانبه، تحدث الفنان جاسم العوضي عن التصوير الفوتوغرافي في بدايات سبعينيات القرن الماضي من زاوية فنية، حيث كانت نظرته للفن مختلفة عن الإطار التقليدي، من خلال أن يكون الفكر حاملاً للصورة، والابتعاد على أن تكون الصورة كانعكاس بحت للواقع، وهذا ما حاول العمل عليه منذ البداية مع صديقه الفنان الراحل صالح الأستاذ، من خلال الابتعاد عن التصوير الكلاسيكي للمكان أو الأشخاص، واقتران الصورة بالفكر وإبراز الهدف من التقاطها. واختصر العوضي تجربته الفنية بأربع مراحل والتي بدأها بفن الكولاج المتميز، والذي يعتمد على قص ولصق خامات مختلفة عدة معاً في لوحة واحدة، بينما المرحلة الثانية كانت برسم البورتريه وصناعة أعمال فنية ذات تقنيات عالية، حيث وظف الصورة في إطار فكري بعيداً عن التقليدي، أما المرحلة الثالثة فكانت ضمن العمل الوظيفي، حيث كان مكلفاً بالتصوير الجنائي للقيادة العامة لشرطة دبي. وفي المرحلة الرابعة والتي يعيشها الآن، فتمثلت بتصوير الأماكن المهجورة في إطار يعيد إليها الحياة لمن عاش في هذه الأماكن من قبل، ويهدف العوضي في كل صورة إلى استحضار الذكريات سابقاً؛ لأنه يؤمن بأن طاقة الحياة لا تزال حاضرة في المكان ذاته.
مشاركة :