كشف وزير الخارجية السوري فيصل المقداد عن أن بلاده تجري نقاشات مع موسكو للحصول على اللقاح الروسي لـ«كورونا» «سبوتنيكV»، معرباً عن أمله بأن يأخذ الجانب الروسي في الحسبان الظروف الخاصة التي تعيشها سوريا. وقال في تصريح لوكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك» حول شروط الحصول على اللقاح وإذا كان من الممكن أن تحصل عليه سوريا بالمجان: «نحن واثقون بأن الشعب الروسي كريم بما يكفي ليأخذ هذه الجوانب في اعتباره، خاصة وسط الظروف الخاصة التي تعيشها سوريا، من محاربة الإرهاب، والتأثير الاقتصادي الواقع عليها، والبنى التحتية المدمرة». وأضاف: «آمل أن يتلقى السوريون لقاح (سبوتنيكV) وبقية اللقاحات الروسية، لأن الشعب السوري يثق باللقاحات الروسية أكثر من لقاح (فايزر) واللقاحات الأخرى». وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أعلن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي رغبته بتلقي اللقاح الروسي شخصياً قائلاً: «طبعاً، في هذه الظروف فإن أي شخص سيرغب بأن يتلقى اللقاح ضد هذا الفيروس الخطير». وسجلت روسيا أول لقاح ضد فيروس «كورونا» في العالم «سبوتنيكV)، في أغسطس (آب) الماضي، مما أثار شكوكاً على المستوى الدولي؛ إذ عدّ أن الإعلان عن ترخيصه تم قبل بدء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية ونشر النتائج العلمية. يذكر أن مركز «غماليا» قام بتطوير اللقاح، وتم إنتاجه بالاشتراك مع صندوق الاستثمار المباشر الروسي. ولم تقر منظمة الصحة العالمية بعد اللقاح الروسي، وأعلنت قبل أيام أنها على تواصل مع الأطباء والعلماء الروس، وأن «هناك دراسة جدية لمدى فاعليته، وإذا ثبت نجاحه، فإنه سيتم اعتماده مدخلاً لإنقاذ حياة الملايين من البشر». ورغم التشكيك في اللقاحين الروسي والصيني اللذين لم ينشرا بيانات التجارب الكاملة، فإنهما الخيار الوحيد للدول الفقيرة بعدما هيمنت الدول الغنية على معظم الجرعات المبكرة من لقاحي «فايزر» و«مودرنا» الأميركيين. وفي آخر إحصاء لوزارة الصحة بدمشق، تم تسجيل إصابة جديدة بفيروس «كورونا»، ما يرفع عدد الإصابات المسجلة في سوريا إلى 10195، وشفاء 49 حالة من الإصابات، ليرتفع عدد حالات الشفاء إلى 4786، كما تم تسجيل وفاة 9 حالات من الإصابات، ليرتفع عدد الوفيات إلى 610 حالات. وتؤكد تقارير صحية غير رسمية وصول حائجة «كورونا» إلى ذروة موجتها الثانية، مع تواصل ارتفاع أعداد الإصابات؛ حيث أفادت تقارير إعلامية غربية بأن مجلس الأمن أحصى، وفق التقارير الواردة من داخل سوريا، ما لا يقل عن 30 ألف إصابة في بداية الشهر الحالي، مع ترجيح أن تكون الأرقام الحقيقية أكبر بكثير. وبحسب مجلس الأمن الدولي، فإن الإصابات تضاعفت أكثر من 4 أضعاف في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) الماضيين مقارنة بالشهرين السابقين عليهما. من جانبه، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رصده أكثر من 150 ألف إصابة، ونحو 8000 حالة وفاة داخل الأراضي السورية منذ بدء الجائحة في مارس (آذار) الماضي.
مشاركة :