قصر محمد علي بشبرا: أثر مصري يدفع ثمن تفجير موقع أمني

  • 8/24/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مها القاضي بي بي سي - القاهرة المبنى الرئيسي يعرف بقصر الفسقية، ولم يصبه من الضرر سوى تدمير بعض النوافذ، ونجفة غير أثرية. لم تتوقف الخسائر التي خلفها الانفجار، الذي استهدف مبنى الأمن الوطني في منطقة شبرا الخيمة، على أطراف العاصمة المصرية، الخميس الماضي، عند الإصابات البشرية والأضرار التي لحقت بالمبنى الأمني فقط. لكن الأمر تعدى ليلحق أضرارا بالغة بأحد أقدم قصور الأسرة العلوية في القاهرة، وهو قصر محمد علي الذي لاقى من التصدعات والتخريب ما يفوق قدرة المبنى الأثري على التحمل. ويعود تاريخ إنشاء القصر إلى عام 1809، بعد عدة سنوات من تولي محمد علي، مؤسس الدولة المصرية الحديثة، الحكم، كموقع للاحتفالات والمراسم، وقد بني على مساحة 50 فدان. ويضم حرمه اثنين من القصور التي تعتبر تحفا معمارية في البناء، والزخارف، والتزيين، هما قصر الفسقية، وقصر الجبلاية. يحيط بالقصر سور متواضع، لا يشي بالقيمة المعمارية والتاريخية للقصر بالداخل. خطة للترميم ونالت موجات التفجير الذي وقع الأسبوع الماضي من مبنى القصر، خاصة قصر الجبلاية، الذي يبعد حوالي 300 متر عن موقع التفجير. وبحسب الدكتور محمد عبداللطيف، رئيس قطاع الآثار الإسلامية بوزارة الآثار، فقد كان القصر يعاني من تصدعات وشروخ قبل الحادث، وكان مدرجا في خطة للترميم منذ عام 2014، لكنها توقفت لعدم وجود تمويلٍ كافٍ. وقال عبداللطيف لبي بي سي: قصر الجبلاية هو الأكثر تضررا نتيجة التفجير، إذ تسبب في حدوث شروخ في المبنى الأثري، وزاد اتساع الشروخ القديمة. كما تطايرت كل النوافذ الزجاجية الموجودة في القصر. انهارت بعض أجزاء سقف قصر الجبلاية، والتي كانت تحمل رسوما أثرية. يعمل المرممون على جمع قطع الأسقف المنهارة، لإعادة ترميمها في مكانها الأصلي. كما تضمنت آثار التفجير في قصر الجبلاية تصدعات في أرضيات القصر، واتساع التصدعات القديمة وتدمير لأجزاء من أسقف القصر، التي تحمل رسوما ونقوشا أثرية ترجع إلى وقت بناءه. رب ضارة نافعة وأشار رئيس متحف القصر، أيمن الجنيدي، إلى أن معظم القطع الأثرية سليمة، حيث كانت قد جُمعت العام الماضي في غرفة واحدة لحين انتهاء مشروعات الترميم. أما التلفيات في قصر الفسقية فقد كانت محدودة، ولم تزد على تدمير عدد من النوافذ الزجاجية ونجفة غير أثرية. النوافذ الزجاجية كانت الأكثر تضررا، ويحاول العاملون في القصر جمعها وإعادة تركيبها. وتتوسط القصر الرئيسي، الفسقية، بركة رخامية كبيرة للمياه، وفي القلب منها نافورة بها زخارف على شكل أسماك. ويحيط بهذه البركة مجموعة من الغرف، تضم كل منها نقوش ولوحات، ومجموعات من التحف، والنجف، وغرف الاستقبال. لكن الجنيدي أشار إلى أن التفجير، رغم فظاعته كعمل يستهدف منشآت الدولة والمدنيين، فقد ساهم في تسليط الضوء على أهمية القصر وقيمته، والإسراع من إجراء عمليات الترميم فيه، التي كانت مرجأة إلى وقت غير محدد. وتفقد وزير الآثار القصر يوم وقوع الحادث، وأمر بالبدء في ترميمه على الفور، وبدأت عمليات الترميم يوم الأحد. وكان القصر قد أُدرج في خطة ترميم سابقة بين عامي 2005 و2008، بتكلفة بلغت 55 مليون جنيه مصري. وأعيد افتتاحه للجمهور، ولإقامة عدد من الاحتفالات الرسمية. تسبب التفجير في اتساع تصدع الأرضيات في قصر الجبلاية. حوادث متكررة وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها القصر للتلف والتدمير، ففي عام 2009، أعلت زارة الثقافة عن سرقة تسع لوحات فنية أثرية من القصر، تعود جميعها إلى عصر أسرة محمد على باشا. وكانت اللوحات قد أُعيرت إلى القصر كجزء من عمليات التطوير والترميم. وفي عام 2011، أُغلق القصر بعد ثورة 25 يناير/كانون الأول لدواع أمنية، ومع تراجع الاهتمام بالصيانة والظروف الأمنية غير المستقرة، بدأت حالة القصر في التدهور. ويُعد القصر تحفة معمارية غير مسبوقة في عصرها، إذ بُني على طراز تركي كان الأول من نوعه في مصر. قصر الجبلاية هو الأكثر تضررا، إذا زاد التفجير من تصدعاته، التي كانت قيد عمليات الترميم. وفي عام 1836، أنشئ مبنى ملحق بالقصر الرئيسي، وهو قصر الجبلاية أو الضيافة. وهو مبنى من طابق واحد، به خمس غرف، تُفتح إلى ساحة صغيرة تتوسط القصر. وتحيط بالقصر حديقة شاسعة، جمع فيها محمد على الكثير من النباتات النادرة من أنحاء العالم. وزُرعت في حديقة هذا القصر أول أشجار المانجو، واليوسفي، والمامبوزيا في مصر. لكن السور المحيط بالقصر حاليا لا يشي بعظمة هذا البناء، الذي كان تحفة معمارية غير مسبوقة في عصره. كما اقتطعت مساحة من حديقة القصر لإنشاء كلية للزراعة، ومعهد زراعي، فتقلصت مساحة القصر إلى 13,700 متر مربع. تحيط القصر حديقة شاسعة، جلب فيها محمد علي أنواع من الأشجار زُرعت لأول مرة في مصر في حديقة القصر، مثل أشجار المانجو واليوسفي والمامبوزيا. وتحيط بالقصر حديقة شاسعة، جمع فيها محمد على الكثير من النباتات النادرة من أنحاء العالم. وزُرعت في حديقة هذا القصر أول أشجار المانجو، واليوسفي، والمامبوزيا في مصر. لكن السور المحيط بالقصر حاليا لا يشي بعظمة هذا البناء، الذي كان تحفة معمارية غير مسبوقة في عصره. كما اقتطعت مساحة من حديقة القصر لإنشاء كلية للزراعة، ومعهد زراعي، فتقلصت مساحة القصر إلى 13,700 متر مربع. وتعاني مواقع الآثار في مصر من التخريب والتدمير بفعل التفجيرات والغياب الأمني. ولعل من أبرز الأمثلة الدمار الذي طال متحف الفن الإسلامي في القاهرة، إثر تفجير استهدف مديرية أمن القاهرة الواقعة في مواجهة مبنى المتحف في يناير/كانون الثاني 2014. وتسبب الحادث في تدمير مبنى المتحف، الذي يعتبر أثرا في حد ذاته، وكذلك تدمير العديد من المقتنيات النادرة.

مشاركة :