يعدّ الأطفال من الأشخاص المعرضين للإصابة بشكلٍ كبيرٍ باصفرار الوجه وبياض العينين، وذلك لتراكم مادّة البيليروبين في الدم وأنسجة الجسم، وهي صبغةٌ صفراء اللون، توجد في خلايا الدم الحمراء، ويطلق على هذا المرض "اليرقان". الدكتور أحمد عبدالعال، استشاري طب الأطفال في مستشفى برجيل، يشرح للأمهات أهم النقاط التي قد لا ينتبهن لها في هذا الموضوع.يعد اليرقان الوليدي، من الحالات الشائعة التي تصيب حديثي الولادة، وتتضمن؛ ارتفاع مستوى البيليروبين في الدم، وهو الصبغة الصفراء الناجمة عن تحطيم خلايا الدم الحمراء، ففي الحالات الطبيعية لدى الأطفال الأكبر عمرًا، يُؤدي الكبد وظيفة تصريف البيليروبين المتكوّن، والتخلص منه عبر قنوات الأمعاء، ولكن الكبد لدى حديثي الولادة، يفتقر لهذه القدرة نتيجة عدم نضوجه تمامًا، ممّا يُؤخر عملية التخلص منه، إلّا أنّ هذه الحالة تختفي غالبًا تلقائيًا عند نضج الكبد، وعادةً ما يلاحظ ذلك عند بدء الطفل بتناول الطعام؛ إذ يختفي اليرقان الوليدي خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من ظهوره، ولكنه قد يستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع، إذا ظهر نتيجة لحالة مرضية أخرى. تصل مستويات البيليروبين إلى ذروتها بعد حوالي 3-7 أيام بعد الولادة، لذلك يُوصى بمراجعة الطبيب بعد بضعة أيام من الولادة، للتأكد من مستوياته.من أكثر الأعراض التشخيصية التي تُثبت الإصابة باليرقان الوليدي، هي اصفرار البشرة والعينين وتغيير لون البول والبراز، وعلى الطبيب البدء بفحص مستوى البيليروبين في دم الطفل، كما يُجري بعض الفحوصات التشخيصية؛ كنوع الدم، والعدّ الدموي الشامل، وداء الريسوس.يظهر اليرقان الوليدي نتيجة تراكم صبغة البيليروبين في دم الطفل، ويتعرض الأطفال قبل الولادة إلى تحطيم سريع للهيموغلوبين القديم الموجود في خلايا الدم الحمراء، ما يزيد من مستويات البيليروبين سريعًا، ولا يستطيع الكبد تحمل الكميات المرتفعة منه، أو التخلص منها، فتبقى في الجسم مسببة فرط البيليروبين.عدم تلقي الرضيع التغذية الكافية، أو انخفاض كمية حليب الثدي. أمراض الكبد. فقر الدم المنجلي. التعرض لكدمة قوية أثناء الولادة. الإصابة باضطراب في خلايا الدم الحمراء. انسداد القنوات الصفراوية. عدم التوافق بين دم الأم ودم الطفل ارتفاع عدد خلايا الدم الحمراء، وتظهر في التوائم والأطفال ذوي الوزن المنخفض. اضطراب في الإنزيمات. الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية. قصور الغدة الدرقية. انخفاض مستوى الأوكسجين. الإصابة بالحصبة الألمانية، أو بالزهري. وهي ولادة الطفل قبل بلوغه الأسبوع الثامن والثلاثين من الحمل، لذلك لا يكون الطفل في هذه الحالة قادرًا على معالجة البيليروبين لديه، كما يعالجها الطفل مكتمل الولادة، كما أنّ الأطفال المولودين ولادة مبكرة، يُعانون من انخفاض في التغذية، وانخفاض في حركة الأمعاء والتبرز، ممّا يتسبب في انخفاض مستوى البيليروبين الخارج عبر البراز. مضاعفات اصفرار العين عند الأطفال قد يكون اليرقان فسيولوجياً ولا يحدث أي مضاعفات ولكن يُعدّ البيليروبين مادة سامة للدماغ، وعند معاناة الطفل من اليرقان الوليدي الشديد، قد تتسرب كمية بسيطة من البيليروبين إلى الدماغ، ما يُسبب حالة تُعرف باعتلال الدماغ الحاد الناجم عن البيليروبين، وقد يتسبب في تشنجات أو شلل دماغي.