“أبل” تبدأ حربًا على الخصوصية بقيادة نظام التشغيل iOS 14

  • 12/22/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لأول مرة يطلب نظام التشغيل iOS 14 من التطبيقات الحصول على إذن من المستخدمين قبل جمع بياناتهم؛ ما يتيح لهم الاشتراك في هذا الحل الوسط لخصوصيتهم. تسبب هذا في رد فعل عنيف من الشركات التي تعتمد على هذه البيانات لكسب المال، خاصة موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”. إذًا لماذا قررت شركة “أبل” تعريض نماذج الأعمال للمنافسين الرئيسيين ومعلنيهم للخطر؟ وهل سيُحدث التأجيل أي فرق؟رد الفعل العنيف لا يُعد الاشتراك هو التغيير الوحيد في نظام التشغيل iOS 14 الذي يمنح المستخدمين مزيدًا من الحماية للخصوصية، ولكنه جذب أكبر قدر من الاهتمام. وأشاد نشطاء الخصوصية بهذه الخطوة، لكن رد فعل الإعلام كان متباينًا، وعلى سبيل المثال: اعتقدت هيئة التجارة الإلكترونية الأمريكية للنشر عبر الإنترنت أن المحتوى الرقمي قد يفيد الأعضاء. لكن “فيسبوك” حذر من أن الاشتراك قد يخفض عائدات الناشرين إلى النصف على منصته الإعلانية، في حين أن بعض الناشرين قلقون بشدة، وهدد أيضًا مالك موقع الأخبار البريطاني “Mail Online ،DMG Media” بحذف تطبيقه من متجر التطبيقات. وتعرض نموذج الناشرين لبيع منتجاتهم للمستهلكين وبيع المساحات للمعلنين لأضرار بالغة بسبب الإنترنت؛ حيث أدى كل المحتوى المجاني عبر الإنترنت إلى انخفاض المبيعات المادية، ما أدى بدوره إلى تآكل دخل الإعلانات. بينما تمكنت بعض الصحف، مثل “The Times” في بريطانيا، من تحويل القراء إلى مشتركين عبر الإنترنت، لكن الغالبية لم تفعل ذلك. وبالتالي، أصبحت عائدات الإعلانات عبر الإنترنت مهمة جدًا لمعظم الناشرين، لا سيما الإعلانات السلوكية أو المستهدفة، والتي تعرض إعلانات مختلفة لمشاهدين مختلفين للصفحة نفسها وفقًا لعوامل، مثل: موقعهم، ومتصفحهم، ومواقع الويب التي زاروها. ويتم تحديد الإعلانات التي يشاهدونها بواسطة تاجر الإعلانات، والذي غالبًا ما يكون “جوجل”. وعلى الرغم من أهمية الإعلان السلوكي للناشرين عبر الإنترنت، فإنهم يتلقون أقل من 30% مما يدفعه المعلنون، بينما يذهب معظم الباقي إلى “جوجل” و”فيسبوك”. تأتي قوة هاتين الشركتين من تداول الإعلانات، ولأنهما تمتلكان العديد من المنصات التي يُستهلك عليها محتوى الناشرين _سواء كان ذلك على “فيسبوك” أو “إنستجرام” أو “يوتيوب” أو محرك البحث “جوجل”_ ويبيعون الإعلانات على ظهر بيانات المستخدم، ولزيادة الدخل الإعلاني السلوكي على مواقعهم الخاصة؛ يُجذب الناشرون الكثير من المشاهدين عبر (clickbait) أو المحتوى التحريضي، أو جذب عملاء ذوي قيمة يصعب الوصول إليهم عبر محتوى متخصص. ويرجع السبب في ترحيب بعض الناشرين بخطوة “أبل” إلى أنها قد تمنحهم مزيدًا من التحكم في الإعلان مرة أخرى، ليس فقط من خلال بيع المزيد من الإعلانات الصورية التقليدية، ولكن أيضًا من خلال تطوير تدفقات أخرى، مثل الاشتراكات والمحتوى ذا العلامة التجارية. على سبيل المثال، شهدت صحيفة “New York Times” الأمريكية زيادة في إيرادات الإعلانات عندما تخلت عن الإعلانات المستهدفة لصالح العرض التقليدي عبر الإنترنت في أوروبا في عام 2018؛ للالتفاف على قيود حماية البيانات الخاصة باللائحة العامة لحماية البيانات. على العكس من ذلك، فإن رد فعل “DMG Media” على نظام التشغيل iOS 14 هو أنه يجمع ويبيع بيانات العملاء على تطبيق “Mail Online”، ويستخدم أيضًا محتوى ذا قيمة صادمة لجذب الزوار والمعلنين.سياسة الخصوصية عامل مهم آخر هو العلامات المتزايدة للتراجع عن الإعلانات عالية الاستهداف. ومع تزايد قلق المستخدمين بشأن الخصوصية عبر الإنترنت فمن المرجح أن يتفاعلوا بشكل أقل مع الإعلانات، ما يقلل من دخل الناشرين، وقد يتوقفون أيضًا عن زيارة المواقع التي تعرض الإعلانات المستهدفة. ينطبق هذا بشكل خاص على المستخدمين الأكثر تعليمًا؛ لذا فإن كبح جمع البيانات يمكن أن يساعد الناشرين الذين يخدمون هؤلاء الأشخاص، ويجذب الإعلان عبر الإنترنت أيضًا المزيد من النقرات عندما يتحكم المستخدمون في بياناتهم؛ لذلك قد يكون هذا نقطة بيع للمعلنين. بشكل عام، إن جعل الإعلانات المصوّرة التقليدية أكثر أهمية سيعود بالنفع على كبار الناشرين؛ نظرًا لأن لديهم جمهورًا أكبر لبيعه للمعلنين؛ وأيضًا لأولئك الذين لديهم جماهير متخصصة محددة بوضوح (على سبيل المثال، الصحيفة البريطانية Financial Times)؛ نظرًا لأنها توفر طريقة رائعة للمعلنين للوصول إلى هؤلاء الأشخاص. يمثل الإعلان عبر الإنترنت 99% من عائدات “فيسبوك”؛ لذا فإن مقاومته ليست مفاجئة. ويُعد الإعلان عبر الإنترنت أيضًا مهمًا لإيرادات “جوجل”، وإن كان أقل أهمية، وتراهن “جوجل” أيضًا على الأهمية المتزايدة لخصوصية المستهلك؛ من خلال تقييد جمع البيانات. على سبيل المثال: من خلال مواقع ويب الجهات الخارجية على متصفح Chrome.منظور شركة “أبل” ليس لدى “أبل” الكثير لتكسبه هنا على المدى القصير. قد تخسر حتى إذا تركت تطبيق “Mail Online”. وتريد “أبل” أن تُعرف ببضعة أشياء، مثل الواجهات سهلة الاستخدام. ومن المعروف أيضًا عدم قيام الشركة بجمع بيانات المستخدم واستغلالها بقوة، والدفاع عن خصوصية المستهلك. وبعد فضيحة (Cambridge Analytica)، التي كشفت ممارسات الخصوصية المتراخية لدي “فيسبوك”، قال “تيم كوك”؛ الرئيس التنفيذي لشركة “أبل”، إن شركته لن تستثمر أبدًا في معلومات العملاء؛ لأن الخصوصية حق من حقوق الإنسان. ويلائم نظام التشغيل iOS 14 هذا النهج، كما سيساعد “أبل” في التالي: -التمييز بين المنافسين. -حماية الشركة من فضائح الخصوصية. -المساعدة في تنمية ثقة العملاء. علاوة على ذلك، لا تحتاج “أبل” إلى استغلال بيانات العملاء؛ حيث تأتي إيراداتها في الغالب من منتجات الأجهزة وتراخيص البرامج. ويتطلب نموذج العمل هذا استثمارًا كبيرًا مقدمًا وابتكارًا مستمرًا، ولكن يصعب نسخه؛ بسبب براءات الاختراع والقدرات التقنية والموهبة وصنع حواجز كبيرة أمام الدخول. لذلك؛ فإن قرار “أبل” بتأجيل الاشتراك حتى يناير المقبل ليس علامة على أنها قد تتراجع عن تلك الميزة، فالخصوصية هي جوهر “أبل”، وحصة الشركة في سوق التطبيقات من غير المرجح أن تشعر بالتهديد من قِبل بعض الناشرين الذين ينسحبون. في النهاية، إن التأخير ببساطة سيجعل “أبل” تواجه الاتهامات بالسلوك الاحتكاري والممارسات غير العادلة؛ لذلك يجب أن يستعد الناشرون للتغييرات المهمة في نظام التطبيقات، سواء أعجبهم ذلك أم لا. المصدر: https://www.brunel.ac.uk ترجمة: سارة طارق اقرأ أيضًا: هاتف نوكيا 8.3 5G.. مميزات جديدة لعشاق التصوير أفضل تطبيقات أندرويد لعام 2020.. اقتنص الفرصة متى تطلق “أبل” iOS 14 للجميع؟

مشاركة :