الورشة مليئة بالفخاريات من الأواني والأدوات والمزهريات التي اعتلى الكثير منها غبار القِدم، وفي هذه الورشة حيث يقضي بيتروس وولديه معظم وقتهم في مكان رطب بالقرب من موقد نار يتغذى على الحطب، في هذه الروشة يشعر المرء وكأن نسمات محمّلة بعبق التاريخ تهبّ بين الحين والآخر. يقول بتروس: "لا أحب تنظيف الطين من يدي لأنني أحبه وأشعر براحة حين أتحسسه بين أصابعي"، مشيراً إلى أنه كان سن المراهقة حين تولّى أمور الورشة بعد أن أجلس المرض والده في البيت، فأصبح الفتى هو الخزّاف الرئيس للعائلة التي لطالما افتخرت بإجادتها هذه المهنة التي لا تشكّل الفن أحد مقوماتها وغاياتها.شاهد: جزيرة يونانية تحتفل بعيد الفصح بتكسير الجرار الفخاريةالعثور على قطعة فخار عليها أثر ختم "حاكم القدس" ويضيف بيتروس: "أشعر بسعادة غامرة حين أرى باب الورشة مفتوحاً وابني يعمل داخلها"، مستطرداً بالقول: "هذه المهنة تستحق الحفاظ عليها". أنطو البالغ من العمر ثلاثة وأربعين عاماً لم يرث عن والده المهنة فحسب، وإنما ورث عنه شغفه بها، يقول: لا يمكن أن أتوقف ليومين متتالين عن صناعة الفخار، فيداي أدمنتا الطين ويختم أنطو حييثه بالقول: "إذا زرقني الله بأطفال، فسوف أعلمهم هذه الحرفة كما علمني إياها والدي".
مشاركة :