فجر المؤرخ البورسعيدي المهندس محمد بيوض، مفاجأة جديدة في السجل المشرف لانتصار المقاومة الشعبية بمدينة بورسعيد على دول العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، بإعلانه أن العدوان على بورسعيد عام 1956 كان عدوان أنجلوفرنسي ثنائي، بينما كان ثلاثيًا على مصر، قائلًا:"لم تدنس أرض بورسعيد بأقدام أي جندي إسرائيلي طوال تاريخ الحروب التي مرت بها مصر، إلا اذا كان طيارا أسقط الجيش المصري طائرته وألقى المواطنون القبض عليه أسيرًا على أرض بورسعيد ليسلموه للشرطة العسكرية.أشار "بيوض"، في حديثه لـ"البوابة نيوز" إلى أن أسباب العدوان الثلاثي معركة انتهت مع بداية الثورة في 1952 التي أنشأت هيئة التحرير بقوات غير نظامية تحكموا خلالها في العمليات الفدائية وكلما تعثرت المفاوضات مع انجلترا كانوا يدفعون بالفدائيين لمدن القناة للضغط على انجلترا في المفاوضات حتى تم جلاء أخر جندي عن مصر في 18 يونيو عام 1956 قبل العدوان الثلاثي بنحو 4 أشهر، الذي كان يوم 29 أكتوبر عام 1956، لذلك كانت محطة الجلاء بجانب تأميم قناة السويس، من أسباب العدوان الثلاثي بالإضافة إلى مشاركة مصر في منظومة عدم الانحياز التي كانت بمثابة شوكة في البلاد التي كانت تسيطر على العالم وقتها وهي انجلترا وفرنسا، وكذلك تسليح الجيش المصري حيث إنه بعد ثورة 52 تم البدء في تأسيس الجيش المصري وتسليحه بسلاح سوفيتي عن طريق التشيك وهو ما يسمي "صفقة الأسلحة التشيكية"، وتصدير مصر لثورتها إلى دول أخرى مثل فرنسا لمقاومة الاحتلال الفرنسي.وأضاف: أن خطة العدو كانت في بداية الأمر غزو مصر من الإسكندرية وليس بورسعيد لأن السفن التي كانوا سيعبروا منها إلى مصر كان غاطسها عميق وميناء بورسعيد كان عمقه لا يستوعب هذا الغاطس وقتها، وتم تعديل الخطة 7 مرات حتى وجدوا أن هناك صعوبة بالغة في الوصول من الإسكندرية إلى بورسعيد فقرروا الدخول من بورسعيد لأن كان هدفهم الأساسي هو قناة السويس، ثم منها إلى الإسماعيلية والقاهرة التي كانت المسافة بينهما منطقة صحراوية لن يجدوا فيها مقاومة مثل وجه بحري المكتظ بالقرى والأهالي، ولكن من حسن حظنا وسوء حظهم أنهم دخلوا عن طريق بورسعيد التي كانت بمثابة صخرة أمامهم، وتغلبوا على مشكلة عمق الميناء باستخدام سفن صغيرة تنقل القوات والمعدات من السفن الكبيرة إلى السفن الصغيرة لتقوم بالإنزال البحري لاحتلال بورسعيد".وتابع: "الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان يقود ويتابع العمليات في بورسعيد، وحضر الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى بورسعيد وشارك في التصدي للعدوان ومؤازرة رجال المقاومة الشعبية ولكنه لم يمكث طويلًا، ووقتها كان الجيش المصري في سيناء ليتصدي للهجوم المحتمل من إسرائيل وتم الدفع بكل القوات إلى هناك، واستخدم العدو في عدوانه على بورسعيد بمفردها 7 حاملات طائرات لتصبح المدينة الوحيدة على مر التاريخ التي يتم استخدام هذا العدد من حاملات الطائرات في الهجوم عليها، كان منهم 5 حاملات طائرات من بريطانيا تحمل 267 طائرة ونحو 8 ألاف جندي على الحاملات، وحاملتين من فرنسا، وكان إجمالي القوات التي كانت تحاول دخول بورسعيد نحو 11 ألف جندي، مضيفًا:"أرسل الجيش المصري السلاح عبر القطار والعربات إلى بورسعيد، وكان يتهافت ويتسابق أهالي المدينة شيوخ ورجال ونساء حتى الأطفال على حمل السلاح بالرغم أن معظمهم لم يكن يعلم كيفية استخدامه، وقليلون ممن كانوا يجيدون استخدام السلاح بدءوا في تعليم الأخرين في مجموعات وفي أوقات قصيرة وظروف صعبة للغاية كيفية الاستخدام وإطلاق النيران، وفي 5 نوفمبر بدأ الابرار الجوي للجنود من خلال المظلات بدفعة أولى بلغت 250 جندي تصدى لهم أهل بورسعيد بالأسلحة البيضاء وقتلوهم جميعا، لأن وقتها لم يكن معظمهم قد أنهى تدريبه على حمل السلاح الذي تم إرساله لذلك استخدموا الأسلحة البيضاء والتحموا معهم وجهًا لوجه، وواصل رجال المقاومة الشعبية من أهل بورسعيد بطولاتهم ومقاومتهم حتى يوم الانسحاب وجلاء أخر جندي من بورسعيد".
مشاركة :