"الجعفرية" تدشن إعادة المحراب التاريخي لمسجد الرفيع في البلاد القديم

  • 8/24/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد رئيس الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور أن حفظ التراث الديني والوطني لمملكة البحرين مسئولية جسيمة مشتركة تقع على عاتق جميع مؤسسات وأفراد هذا المجتمع المعطاء، مؤكداً أن موروثاتنا الدينية والوطنية تشكل بحق كنوزاً زاخرة لا تقدر بثمن، لأنها تعبر عن مدى تجذر وأصالة ارتباط أهل البحرين بالإسلام منذ الصدر الأول". وكان العصفور قد رعى صباح اليوم الإثنين (24 أغسطس/ آب 2015) حفل تدشين المحراب التاريخي لمسجد الرفيع (جمالة) في البلاد القديم الذي يعد ثاني أقدم مسجد في البحرين بعد مسجد الخميس، بحضور أعضاء مجلس الأوقاف والقائم بأعمال مدير الإدارة وعدد من المسئولين وأهالي البلاد القديم. وخلال كلمته بهذه المناسبة أكد رئيس الأوقاف الجعفرية أنّ انجاز مشروع إعادة المحراب الأثري هو ثمرة تعاون وشراكة بين الأهالي وإدارة الأوقاف الجعفرية، والمتمثل في إعادة الحجر التاريخي لمسجد الرفيع في البلاد القديم بعد أن قيظ له الحاج عبدالله السعيد أحد جيران المسجد حيث التقط حطام المحراب الأثري من بين ركام أطلال المسجد بعد هدمه والذي تذكر المصادر أنه كان ثاني مسجد بني في البحرين بعد المشهد ذي المنارتين (مسجد الخميس). وأعرب العصفور عن شكر الأوقاف وتقديرها لجميع من تعاون لتحقيق هذا الإنجاز الذي نأمل أن يكون باكورة لإنجازات أكبر لحفظ موروثاتنا التي تشكل بحق كنوزاً زاخرة لا تقدر بثمن" داعياً الجميع إلى العمل في سبيل حفظ تاريخ هذا الوطن، الكبير بأصالته وهويته الإسلامية والعزيز بتراثه الحافل. وأكد أنّ ما تقوم به إدارة الأوقاف الجعفرية يدخل في صميم اختصاصها وضمن مسؤولياتها التي تضطلع بها في هذا الجانب وقد بادرت خصوصاً ضمن توجهات مجلس الأوقاف إلى العديد من الخطوات الجادة الرامية إلى حفظ التراث والموروث الديني الذي يعبرّ ويعكس مدى تجذر وأصالة ارتباط أهل البحرين بالإسلام منذ الصدر الأول". وأشار في هذا الصدد إلى التركيز في تطوير الهيكل الوظيفي لإدارة الأوقاف الجعفرية على الاهتمام بهذا الجانب وتم لأول مرة استحداث وحدة البحث التاريخي والآثار علاوة على وحدة الفن المعماري الإسلامي وتضم الوحدتان نخبة من المهرة المتمرسين في حقليهما". وأردف رئيس الأوقاف الجعفرية قائلاً:" قد وضعنا خطة طموحة لتوظيف كل طاقات وحدة العمارة الاسلامية لإضفاء جمال فنون الزخرفة الإسلامية وإبداعاتها في كافة الجوامع والمساجد والمآتم لاسيما التاريخية منها بقدر الإمكان على ان تتواصل تباعاً في مختلف مناطق المملكة". ونوه العصفور بأنّ إحياء التراث الديني لا يقتصر على رصد الحركة المعمارية الاسلامية فقد كان هناك ما هو أهم منه وهو الحركة العلمية والنتاج العلمي لعلماء البحرين على امتداد قرون العهد الاسلامي المجيد لهذه الأرض الطيبة المعطاءة. كما دعا العصفور إلى حفظ التراث العلمي لعلماء البحرين على مدى العصور، موضحاً أن "هناك جهود مضنية بذلناها على امتداد ثلاثة عقود لجمع تراث علماء البحرين العلمي من الدول المجاورة وقد تمكنا ولله الحمد من جلب ما يزيد على الألف وخمسمائة مصورة لمخطوطات مصنفاتهم النفيسة في شتى علوم المعرفة الإنسانية والإسلامية جمعناها تحت سقف واحد بعد سنوات متمادية من البعثرة والشتات والتي نأمل أن تشكل قاعدة لاحيائها بالتحقيق والنشر وجعلها في متناول الجميع لتكون مشاعل هداية والهام للصحوة العلمية والحضارية في المنطقة". من جانبه نقل الباحث التاريخي الحاج عبدالله السعيد شكر وتقدير أهالي البلاد القديم إلى الأوقاف الجعفرية رئيساً وإدارة على جهودهم المضنية واستجابتهم لمطالب الأهالي التي امتدت على مدى سنوات طويلة حتى تكلل هذا التعاون بالنجاح في إعادة المحراب التاريخي إلى موضعه الاصلي. وقال السعيد :" إن المسجد الرفيع هو المسجد الثاني بعد المشهد ذي المنارتين، وقد بني متزامنا مع بناء المشهد وبفارق بضع سنين، والأوقاف الجعفرية الحالية أنجزت ما عجز عنه الآخرون، فبرز محراب المسجد في أبهى حلة، وأجمل صورة بعد ان طاله التخريب، فأصبح الآن تحفة جميلة تسر الناظرين". وأضاف :" باسم أهالي البلاد القديم نهديكم جميعاً الشكر والتقدير، وها نحن وأنتم قد وقفنا سوياً لنسجل تذكاراً لترميم محراب مسجد الرافعية، حيث هكذا كان يسمى قديماً ثم مسجد جمال الدين وهو احد اجداد الشيخ علي بن حسن وهو مؤلف كتاب "أنوار البدرين"، ثم مسجد جمالة وفي الوقت الحاضر المسجد الرفيع". تاريخ مسجد الرفيع يذكر أنّ المسجد الرفيع يقع في البلاد القديم، ويعد ثاني أقدم مسجد في البحرين بعد (المشهد ذو المنارتين) الذي اشتهر بمسجد الخميس وكانت أساسات المسجد تبلغ أكثر من 10 أقدام ولذلك يطلق عليه اسم (المسجد الرفيع)، وقد رجح بعض المؤرخين أنه بني قبل السنة الخامسة عشرة للهجرة النبوية. وقد عثر في هذا المسجد على أكثر من نقش اثري أحدهم نقش المحراب الصخري، وقد نقش عليه أسماء النبي الأكرم (ص) وأهل بيته الطاهرين (ع).والتجديد الأول للمسجد تم في السنة السبعمائة وسبع وثمانين للهجرة حيث أضيف له رواق ثانٍ، وقد مر المسجد بمراحل عديدة من التجديد والترميم وتبديل الاسم. نقش المحراب ولم يبق من معالم هذا المسجد سوى حجر المحراب الأثري، قد احتفظ الحاج عبدالله السعيد بحجر المحراب بعد عملية هدم وإعادة بناء المسجد في عام 1994م. وبتوجيه ومتابعة وإشراف من رئيس الأوقاف الجعفرية سماحة الشيخ محسن بن الشيخ عبدالحسين العصفور تم تصميم محراب وفق هندسة إسلامية بديعة وأعيد حجر المحراب التاريخي إلى موضعه الأصلي في أغسطس 2015.

مشاركة :