يقول نايجل جيمس، والد نجمة مانشستر يونايتد لورين جيمس وشقيقها نجم تشيلسي ريس جيمس: «كان على لورين أن تتعلم بسرعة، وإلا فإنها لن تحصل على الكرة أبداً. عندما كانت تلعب مع أشقائها، لم يسمحوا لها بالحصول على الكرة بسهولة، لذلك كان يتعين عليها أن تعمل بجد وتدفعهم بقوة للحصول عليها رغم عنادهم وضغطهم عليها حتى لا تحتفظ بها لفترة طويلة!». كانت لورين، البالغة من العمر 19 عاماً قد انضمت لقائمة المنتخب الإنجليزي للسيدات للمرة الأولى الشهر الماضي، كما أصبح شقيقها ريس جيمس، الظهير الأيسر لنادي تشيلسي والبالغ من العمر 20 عاماً، عنصراً أساسياً في قائمة المنتخب الإنجليزي بقيادة المدير الفني غاريث ساوثغيت. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يمثل فيها لاعب وشقيقته المنتخب الإنجليزي. وعلى الرغم من أن إلغاء المباراة الودية للمنتخب الإنجليزي للسيدات أمام النرويج في الأول من ديسمبر (كانون الأول) يعني أن لورين سيتعين عليها الانتظار لفترة أطول قليلاً لتظهر بقميص المنتخب، فإن والدها فخور للغاية بما حققته هي وشقيقها حتى الآن.يقول نايجل: «لقد كان هذا الإنجاز نتاج جهد جماعي». كان نايجل يلعب مدافعاً في صفوف نادي ألديرشوت، قبل أن يتعرض لكسر في الكاحل في حادث دراجة نارية، ثم تحول للعمل في مجال التدريب وهو ما زال في العشرينات من عمره. عمل نايجل في أندية فولهام وريدينغ وتوتنهام، ويدير الآن أكاديمية للناشئين تحمل اسم «نايجل جيمس لتدريب النخبة»، ومقرها منطقة نيو مالدين بجنوب غربي لندن، بالإضافة إلى تولي القيادة الفنية لفريق نادي هانورث فيلا المحلي تحت 18 عاماً.وقد لعب نايجل دوراً كبيراً في تطوير أداء أكثر من 20 لاعباً محترفاً حالياً، بما في ذلك لاعب تشيلسي كونور غالاغر، الذي يلعب لويست بروميتش ألبيون على سبيل الإعارة، ومهاجم ليدز يونايتد؛ إيان كارلو بوفيدا، ونجم شيفيلد يونايتد؛ ريان بروستر، لكن أطفاله هم الأكثر استفادة من شغف والدهم بكرة القدم.يقول نايجل: «عائلتنا تعشق كرة القدم وتمارسها دائماً، كنت محظوظاً لرؤيتهم وهم يتطورون ويتحسنون من جميع الزوايا، سواء كمدرب أو كأب. أنا لم أصل حقاً إلى هذا المستوى كلاعب، لكن فهم اللعبة وما يتطلبه الأمر للوصول إلى هذا المستوى العالي كان يثير اهتمامي دائماً».ولعب ابنه الأكبر، جوشوا، لكل من فولهام وريدينغ، وقضى نايجل ساعات لا حصر لها في تعليم أطفاله الثلاثة كيفية الاستحواذ على الكرة والتعامل معها بكل سهولة منذ أن كانوا في سن مبكرة للغاية.يتذكر نايجل ذلك قائلاً: «كان الأمر برمته يتعلق باللعب فقط. كنت دائماً ما أقيم منافسات بينهم في الحديقة الخلفية للمنزل، وإذا قاموا بعمل جيد كنت أمنحهم 20 بنساً، ثم 20 بنساً أخرى، وهكذا. لقد كنت أغير نحو 20 جنيهاً إسترلينياً إلى بنسات لكي أعطيهم 20 بنساً، وكان الأمر ممتعاً للغاية، وكانوا يشعرون بسعادة غامرة. وكان الشيء المهم هو أنهم كانوا يفعلون الأشياء الصحيحة. وإذا لم تكن أنت تعرف المعيار الذي يجب أن تضعه لهم، فلا توجد أي طريقة للتحسن والتطور. وفي النهاية، أصبحوا يقدمون مستويات أفضل. لقد كنت أقوم بذلك على أنه جزء من عملي، وكانوا يأتون معي إلى التدريبات، لذلك كان الأمر ببساطة كالتالي: إذا كنتم تريدون أن تكونوا جيدين، فهذا هو ما يتعين عليكم القيام به».انضم ريس إلى أكاديمية الناشئين بنادي تشيلسي وهو في السادسة من عمره، ثم انضمت إليه لورين في وقت لاحق، لكنها قررت الانضمام إلى آرسنال وهي في الثالثة عشرة من عمرها، وتألقت بشكل لافت في فريق النادي تحت 17 عاماً، على الرغم من كونها أصغر بثلاث سنوات من معظم زملائها في الفريق. لكن قرار النادي بإلغاء تلك الفئة العمرية في الموسم التالي كان يعني أن ينتهي بها الأمر بالتدريب مع فريق الأولاد تحت 15 عاماً بدلاً من ذلك.كان الأمر يمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لها، لكن الأمر كان بمثابة تحدٍ أيضاً لبعض الأولاد وأولياء أمورهم. يقول نايجل عن ذلك: «كان هناك عدد غير قليل من الناس لم يعجبهم هذا الأمر وكانوا يتحدثون كثيراً، لكن الحقيقة هي أنه كان يتعين عليهم التزام الصمت وترك أقدام أولادهم هي من تتحدث داخل الملعب. دائماً ما كانت لورين تلعب مع الأولاد. لقد كانت بيئة ممتعة وكانت تدفعها دائماً للأمام ولتقديم مستويات أفضل. إنها لم تكن تفكر في أي شيء غير الاستمتاع باللعب».وبعد أن شاركت لأول مرة في الدوري الإنجليزي للسيدات في عيد ميلادها السادس عشر، قررت لورين الرحيل عن آرسنال والانضمام إلى فريق مانشستر يونايتد للسيدات الذي كان قد تم تشكيله حديثاً في يوليو (تموز) 2018، وقد سارت الأمور على ما يرام تماماً.يقول نايجل: «قدمت موسماً رائعاً في أول عام لها في الدوري الممتاز، كما قدمت أداء جيداً للغاية الموسم الماضي قبل أن تتعرض للإصابة وتبتعد عن الملاعب لمدة عام تقريباً. لقد كان الأمر محبطاً للغاية بالنسبة لها، لكنها عملت بجد، وكان الأمر مجرد وقت فقط قبل أن تنضم لصفوف المنتخب الإنجليزي».أما ريس فلعب مباراته الدولية الأولى مع المنتخب الإنجليزي أمام ويلز في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد أن قدم مستويات مثيرة للإعجاب مع تشيلسي بعد عودته من الإعارة مع ويغان في موسم 2018 - 2019. يقول نايجل عن تلك الخطوة: «لقد تحدثت إلى عدد من وكلاء اللاعبين، وكان من السهل أن تتأثر عندما تسمعهم يقولون إنهم يعملون مع هذا اللاعب البارز أو ذاك، لكن هذا لا يعني أنهم سيكونون قادرين على فعل ذلك الشيء مع نجلك أيضاً. لقد نظرنا إلى الأمر كعائلة واحدة وشعرنا أنه من الأفضل لريس أن ينتقل لنادٍ يلعب في دوري الدرجة الأولى على سبيل الإعارة من أجل اكتساب مزيد من الخبرات. لقد كان جميع وكلاء اللاعبين الذين تحدثنا إليهم يقولون إنه يتعين عليه أن ينتقل إلى نادٍ يلعب في دوري الدرجة الثانية. لقد نظرنا إلى الأندية الثلاثة التي كانت قد صعدت حديثاً لدوري الدرجة الأولى، وفي النهاية كان يتعين علينا الاختيار بين أندية روثرهام وبلاكبيرن وويغان».ويضيف: «كنا ندرك أننا لسنا بحاجة لأي شخص لكي يحدثنا عن مدى قوة هذه الأندية أو أي شيء عن كرة القدم، لأنه من الممكن أن يخدعك أي مسؤول ويرسم لك صورة وردية ويقول لك أشياء لن تحدث، لذا استعنت بالمحامي الرياضي الخاص بي، أودو أونوير، في هذا الأمر. ولولا ذلك لما وصل ريس إلى المكانة التي عليها الآن، ولا ننسى أيضاً أنه قدم مستويات جيدة للغاية ساعدت في وصوله إلى تلك المكانة. إن تعرض تشيلسي لعقوبة تمنعه من التعاقد مع لاعبين جدد في ذلك العام كان يعني أنه من السهل عليه أن يصعد للفريق الأول بعد عام واحد من اللعب على سبيل الإعارة مع نادٍ في دوري الدرجة الأولى». وعندما سئل نايجل عن العلاقة بين أفراد الأسرة، رد قائلاً: «عندما كانوا أصغر سناً، كان ريس ولورين يتشاجران في بعض اللحظات مثل أي أخ وأخته. لكن جميع أفراد الأسرة قريبون للغاية من بعضهم، وإن كان كل منهم قد انشغل بعمله الآن. لكنهم دائماً موجودون مع بعضهم ويساعد كل منهم الآخر».
مشاركة :