أكدت الحكومة في الولايات المتحدة أمس، أن الاقتصاد الأمريكي نما بوتيرة قياسية في الربع الثالث من العام، مدعوما بحزمة مساعدات مرتبطة بالجائحة تربو قيمتها على ثلاثة تريليونات دولار، لكن هذا النمو فقد زخمه على ما يبدو مع قرب نهاية العام في ظل تنامي حالات الإصابة الجديدة بمرض كوفيد - 19 وتقلص التحفيز المالي. وبحسب "رويترز"، قالت وزارة التجارة في ثالث تقدير للناتج المحلي الإجمالي "إن النمو زاد إلى 33.4 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث". وجرى تعديل معدل النمو ليعكس زيادة طفيفة من 33.1 في المائة معلنة في قراءة الشهر الماضي. يأتي هذا في أعقاب انكماش 31.4 في المائة في الفترة بين نيسان (أبريل) وحزيران (يونيو) وهي أكبر نسبة انكماش منذ أن بدأت الحكومة في تسجيل البيانات في 1947. وظل الاقتصاد منخفضا 3.5 في المائة عن مستواه في نهاية 2019. وتوقع خبراء اقتصاد استطلعت "رويترز" آراءهم أن يسجل نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث 33.1 في المائة دون تعديل. إلى ذلك، تراجعت ثقة المستهلكين الأمريكيين على غير المتوقع في كانون الأول (ديسمبر)، متأثرة على الأرجح بتدهور في سوق العمل وسط إعادة فرض القيود على الشركات لاحتواء الجائحة وهو ما ألقى بظلاله على الشروع في توزيع لقاحات كوفيد - 19. وقالت مؤسسة كونفرنس بورد أمس "إن مؤشرها لثقة المستهلك تراجع إلى 88.6 هذا الشهر من 92.9 في تشرين الثاني (نوفمبر). توقع اقتصاديون استطلعت "رويترز" آراءهم ارتفاع المؤشر إلى 97.0 في كانون الأول (ديسمبر). كان المؤشر عند 132.6 في شباط (فبراير). من جهة أخرى، تراجعت مبيعات المنازل الأمريكية أكثر من المتوقع في تشرين الثاني (نوفمبر) بعد ارتفاعها لخمسة أشهر متتالية وسط نقص في المعروض وارتفاع في التكاليف، لكن هبوط أسعار الرهن العقاري إلى مستويات قياسية منخفضة ما زال يدعم سوق الإسكان. وقال اتحاد العقاريين الأمريكيين أمس "إن مبيعات المنازل القائمة انخفضت 2.5 في المائة إلى وتيرة سنوية معدلة في ضوء العوامل الموسمية تبلغ 6.69 مليون وحدة الشهر الماضي. كان اقتصاديون استطلعت "رويترز" آراءهم توقعوا انخفاضا بنسبة 1 في المائة إلى 6.70 مليون وحدة في تشرين الثاني (نوفمبر). تشكل مبيعات المنازل القائمة معظم مبيعات المنازل الأمريكية، وقد صعدت 25.8 في المائة على أساس سنوي الشهر الماضي. وانخفضت المبيعات في الجنوب والغرب الأوسط والشمال الشرقي، واستقرت في الغرب. تبلي سوق الإسكان بلاء حسنا على نحو خاص مقارنة بالقطاعات الاقتصادية الأخرى، بفضل طلب مكبوت وأسعار رهن عقاري بالغة الانخفاض. وأدت جائجة كوفيد - 19 إلى عمل 21.8 في المائة من قوة العمل من المنزل، أفضى ذلك إلى هجرة من مراكز المدن إلى الضواحي والمناطق الأخرى ذات الكثافة السكانية المنخفضة مع بحث الأمريكيين عن مساحات واسعة للعمل والدراسة من المنزل. من جهة أخرى أشار تقرير إلى أن الهجوم الإلكتروني الواسع في الولايات المتحدة، استهدف أنظمة معلوماتية يستخدمها كبار المسؤولين في وزارة الخزانة الأمريكية، ويرجح أن يكون المقرصنون قد تمكنوا من وضع اليد على مفاتيح تشفير أساسية، حسب ما أعلنه سناتور أمريكي. ووفقا لـ"الفرنسية"، قال السناتور رون وايدن، الذي سبق أن شغل مقعدا في لجنة الاستخبارات ومقعدا في لجنة المالية في مجلس الشيوخ، في ختام اجتماع مغلق أمس الأول، "إن حجم الهجوم الذي استهدف الوزارة "يبدو كبيرا". وتعرضت عشرات حسابات البريد للخرق، وفق ما أكد السناتور في بيان. وأضاف أنه "فضلا عن ذلك، دخل المقرصنون إلى أنظمة قسم المكاتب الإدارية للوزارة، التي تضم أعلى مسؤولين فيها". وأشار إلى أن "الوزارة لا تزال تجهل ماهية جميع الخطوات التي ارتكبها المقرصنون، أو طبيعة المعلومات التي تمكنوا من سرقتها". وأقرت الحكومة الأمريكية الأسبوع الماضي بالتعرض لهجوم إلكتروني ضخم، استهدف وكالات حكومية أمريكية، ونسبه عدد من كبار المسؤولين، من بينهم بيل بار وزير العدل ومايك بومبيو وزير الخارجية إلى روسيا، لكن موسكو نفت نفيا قاطعا. وبدأ هذا الهجوم في آذار (مارس)، حيث استغل المقرصنون عملية تحديث لنظام "سولار ويندز" للمراقبة الذي طورته شركة في تكساس، وتستخدمه عشرات آلاف الشركات والإدارات حول العالم. ومن بين الوزارات المستهدفة، الخارجية والتجارة والخزانة والأمن الداخلي، فضلا عن المراكز الوطنية للصحة، على ما قال مسؤولون، مشيرين إلى خشيتهم من أن الهجوم طال وزارات أخرى أيضا. وذكر وايدن أن الوكالة الداخلية للضرائب لم تلحظ وجود علامات على استهدافها ولا على سرقة بيانات دافعي الضرائب. وانتقد السناتور بشدة الحكومة لنقص استعدادها لمواجهة مثل هذه الهجمات. وقال "إن الحكومة تعرضت لهجوم يبدو أنه تم بمشاركة مقرصنين مهرة، سرقوا شيفرات رئيسة من خوادم تابعة للحكومة". وندد بأن ذلك حصل على الرغم من تحذيرات خبراء في الأمن الإلكتروني، يؤكدون أن الشيفرات تلك تشكل بالنسبة إلى المقرصنين هدفا لا تمكن مقاومته.
مشاركة :