يُعد قصر الملك عبدالعزيز التاريخي بقرية لينة التاريخية، أقدم قرى شمال المملكة، 105 كيلومترات جنوب محافظة رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية، أحد القصور التاريخية ذات الأهمية الوطنية الكبيرة، فقد شُيد بعد توحيد المملكة ليكون مقرًّا للإمارة في المنطقة، كما كان شاهدًا على أحداث ومناسبات مهمة، إضافة إلى أهميته التراثية والمعمارية، فهو أحد قصور الملك عبدالعزيز في أطراف المملكة لمتابعة شؤون المواطنين وإدارة حركة التنمية في منطقة الحدود الشمالية في ذلك الزمن.كتابات أثرية وتبلغ مساحة القصر 4000 متر مربع، وهو مبني من الطين واللبن والحجارة، وتوجد داخله بعض الكتابات الأثرية التي تحكي تاريخه وسنة تشييده، ويضم في كل ركن من أركانه الأربعة برجًا دائريًّا تتوسطه بوابة كبيرة مصنوعة من الخشب، وفي الداخل توجد غرف خاصة بسكن الملك عبدالعزيز وأسرته، وأخرى للضيافة والاستقبال، إضافة إلى مسجد وبئر قديمة ومكان مخصص للخيل، وفناء واسع تطل عليه معظم الغرف.وجهة للزائرينولا يزال القصر شامخًا بإطلالته وطرازه المعماري القديم منذ أكثر من 85 عامًا حتى وقتنا الحاضر، ويعد من أكثر الأماكن التي يتردد عليها الزائرون، حيث قامت بلدية لينة بتطوير وسط البلدة التراثي والمنطقة المحيطة بها التي تقع في نطاق عمل البلدية، وجرت تهيئة عدد من معالم التراث العمراني التي تتميز بها قرية لينة للحفاظ على هذا التراث.قرية عتيقةويقع القصر وسط قرية لينة التاريخية التي تعد من أقدم قرى شمال المملكة، وتحتوي على العديد من المواقع التاريخية والأثرية المهمة، وذكرت المراجع التاريخية القديمة أن القرية تضم 300 بئر لا يزال بعضها موجودًا حتى الآن، وتقع في مكان استراتيجي بين النفود والحجرة، وعلى مفترق طرق رئيسة تربطها بمناطق الرياض والقصيم وحائل، وبالطريق الدولي المار بالحدود الشمالية، وأيضًا على طريق تجاري قديم كان يربط منطقة نجد بالعراق، وبالقرب من درب زبيدة الشهير.أيقونة تاريخيةوتُعد «لينة» أيقونة تاريخية تضرب بجذورها في عمق التاريخ لتجسد الأصالة والمعاصرة، وأوضح مهتمون بالتراث والتاريخ أنها من القرى الغنية بالآثار الجديرة بالاهتمام، وكانت إلى وقت قريب مركزًا تجاريًّا مهمًّا يجمع بين تجار العراق والجزيرة العربية، خصوصًا من أهالي منطقتي نجد والشمال، كما كانت مكانًا لتلاقي التجار وأهالي البادية؛ وذلك لتوافر المياه في آبارها.
مشاركة :