تعرض موقع المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان "لهجوم إلكتروني واسع النطاق" عقب حكم يطالب بالإفراج عن المعارض الكردي البارز صلاح الدين ديمرتاش المسجون في تركيا، وهو الحكم الذي اعتبره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "مسيّسا". مقر المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في شتراسبوغ بفرنسا تعرض موقع المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان للاختراق بعد أن أصدرت حكما ينتقد تركيا. وقالت المحكمة الأوروبية إن موقعها على الإنترنت "تعرض لهجوم إلكتروني واسع النطاق جعل الوصول إليه غير ممكن لفترة". وقالت في بيان إن الحادث جاء عقب حكمها أمس الثلاثاء الذي أمر بالإفراج عن صلاح الدين دميرتاش، نائب الرئيس السابق لحزب "الشعوب الديمقراطي" الموالي للأكراد. و"استنكرت" المحكمة بشدة "هذا الحادث الخطير"، دون تقديم مزيد من التفاصيل. وبعد تعطله لساعات، أصبح الوصول إلى الموقع ممكنا اليوم الأربعاء (23 ديسمبر/كانون الأول)، بينما أفادت وكالة الأخبار التابعة للمحكمة لفرانس برس أنه "في هذا الوقت، لا يبدو أنه فُقدت أي بيانات". وأشارت إلى أنها لم تحدد بعد هوية أو مصدر الجهة التي نفّذت الهجوم الإلكتروني. وكانت المحكمة الأوروبية قد طالبت الثلاثاء في حكمها الملزم بالنسبة لتركيا لكون الأخيرة عضو في مجلس أوروبا، بالإفراج الفوري عن السياسي الكردي البارز، مشددة على أن تبرير سنوات اعتقاله كان "ستاراً للحد من التعددية والنقاش الديمقراطي". وخلصت الغرفة الكبرى بالمحكمة إلى أن حقوق دميرتاش، المتهم بجرائم تتعلق بالإرهاب، في التعبير عن الرأي والحرية وغير ذلك من الحقوق، "انتهكت". وأضافت أن حبسه احتياطياً بعث "برسالة خطيرة لكل الناس" قيّدت بشدة النقاش الديمقراطي الحر. وتابعت المحكمة بالقول: "لذلك خلصت المحكمة إلى أن الأسباب التي ساقتها السلطات بشأن احتجاز مقيم الدعوى تمهيداً للمحاكمة... كانت مجرد ستار لغرض سياسي خفي". أردوغان يندد بالحكم وندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدعوة المحكمة للإفراج الفوري عن المعارض الكردي البارز بعدما قضى أربع سنوات في السجن. واعتبر أردوغان الحكم الأوروبي "سياسيا" لكونه أصدر قبيل استنفاذ المحكوم عليه كافة طعونه القضائية أمام المحاكم التركية. كما وصف الرئيس التركي الحكم بـ "مليء بالمعايير المزدوجة" و"النفاق". وقال إن على المحكمة أن "تعرف عمّا تدافع، إنها تدعم إرهابيا". وأضاف "إنه (دميرتاش) مذنب في عيون أمّتنا لا بسبب معتقداته السياسية بل لأنه فشل في النأي بنفسه عن الجماعات الإرهابية التي كانت مسؤولة عن قتل العشرات". وأدين دميرتاش بنشر الدعاية "الإرهابية" في 2018 ويواجه اتهامات أخرى قد يحكم عليه بالسجن بسببها لمدة تصل إلى 142 عاما. وقاد المعارض البالغ من العمر 47 عاما حزبه، حزب الشعوب الديموقراطي، إلى البرلمان لأول مرة في 2015 ونافس أردوغان في انتخابات 2016 الرئاسية. كما أنه حلّ ثالثا بحصوله على 10 في المئة من الأصوات. كما أن دميرتاش متهم بتأجيج الاحتجاجات عام 2014 والتي تسببت بمقتل 37 شخصا. و.ب/ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :