نبض الحدث- عبد الله عكور: أهدافنا التشغيلية تستهدف تحقيق استراتيجيات الجمعية وفق رؤية المملكة2030 حريصون على استنهاض همم المتطوعين لخدمة مشروعنا التنموي. (الإعلام الخيري) ..تجربة فاعلة لكشف الأبعاد الإنسانية في برامج الجمعية وأنشطتها نسعى لتحويل (حصاد البر) إلى منصة ثقافية راصدة للعمل الخيري مستمرون في مبادراتنا المجتمعية ونسعى دائماً للاستدامة والتمكين أكثر من 19 ألف أسرة استفادت من مبادرة (غذاؤنا واحد) رعاية الأيتام والأسر المحتاجة في “بر جدة” تتجاوز المفهوم (الرعوي) إلى “التمكيني” مراكز الغسيل الكلوي التابعة للجمعية.. نموذج إنساني لثنائية الخير والعطاء. -دُور الضيافة.. مفهوم عصري لاحتضان الأيتام ورسم معالم مستقبلهم. -نرعى اليتيمات في مختلف مراحلهن العمرية وندعم زواجهن بشروط ميسَّرة. أجرى الحوار: عبد القادر رضوان جمعية البر بجدة إحدى العلامات الفارقة في العمل الخيري بعد مسيرة حافلة تنوف عن أربعة عقود، قدمت خلالها الجمعية العديد من الأنشطة والبرامج التي تستهدف المجتمع، محددةً رؤيتها ورسالتها، راسمة أهدافها الاستراتيجية المستندة على مجموعة كبيرة من القيم. التقينا مديرها العام المهندس محيي الدين بن يحيى حكمي الذي سلط الضوء على أقسام وأنشطة الجمعية وبرامجها وتناول العديد من المحاور الهامة التي تُعايش الحاضر وتستشرف المستقبل.. فإلى نص الحوار: أهداف استراتيجية *اعتمدتم منذ توليكم إدارة الجمعية على ترجمة أهداف الجمعية الاستراتيجية عبر حِزم من الأهداف التشغيلية التي وضعتم لها مبادرات وإجراءات وصولاً لنتائج تحقق تلكم الأهداف.. فما أبعاد رؤيتكم الإدارية والى أين تطمحون أن ترسوا بمنجزات الجمعية؟. – منذ تولى مجلس الإدارة الحالي زمام الأمور في الجمعية، ونحن عاقدون العزم على مواصلة المسيرة المباركة للجمعية وصولاً لتحقيق أهدافها الاستراتيجية. وقد استندنا في آليات التطبيق على تحقيق مستهدفات رؤية المملكة في الوصول الى المفهوم التطبيقي للتنمية المستدامة، فكانت حِزم أهداف الجمعية تركز في مستهدفاتها على الانتقال بالجمعية الى الاكتفاء الذاتي ومساندة الأسر الفقيرة والأيتام ولكن وفق مفهوم جديد هو (التمكين) الذي نسعى لتطبيقه بشكل تدريجي خروجاً من مفهوم (الرعوية)، دون أن نتخلى عن العون والمساندة المستمرة للأيتام والأسر الفقيرة ومرضى الفشل الكلوي. تفعيل الشراكات *كيف تترجمون مفهوم الشراكات في مناشط الجمعية، وهل هناك آلية لتفعيل هذه الشراكات؟ -كما ذكرت لك إن الجمعية تسعى جاهدة إلى تحقيق مستهدفات الرؤية 2030 التي دعت الى خلق آليات للتعاون بين المصالح والهيئات الحكومية والمؤسسات العامة والخاصة لإنجاز المشاريع الرامية الى الارتقاء بمستوى المعيشة. من هنا ركزنا جهودنا على دعم هذه الشراكات مع مختلف القطاعات الحكومية والأهلية، وصولاً لتحقيق أهدافنا. إن مفهوم العمل التكاملي هو فلسفة إدارية انتهجتها الجمعية وهي لا تقتصر على القطاعين العام والخاص بل تتجاوزهما الى القطاع الثالث، وهو باب مهم في تطبيق مفهوم المسؤولية المجتمعية وصولاً لتحقيق أهدافنا الاستراتيجية. الإعلام الخيري *لاحظنا في الفترة الأخيرة تركيزكم على الجانب الإعلامي لإبراز أنشطتكم وبرامجكم.. فأين تقف استراتيجيتكم في هذا الجانب؟ – الإعلام الخيري هو إحدى الأدوات الفاعلة التي تسير بالمنظمات نحو تحقيق أهدافها، وقد ركزنا على تفعيله لإبراز الجهود الرسمية وجهود الجمعية بل وجهود القطاع الثالث كله لتعزيز ثقافة العمل الخيري في الوعي المجتمعي ودعمه والوقوف عند أبرز تحدياته وتذليل العقبات التي تقف في طريق تطوره. إن الدعم الإعلامي للمنظمات هو إحدى وسائل تحقيق الأهداف الاستراتيجية لها، لذا حرصنا على بلورة مفهوم الإعلام الخيري كمرجع توثيقي يرصد المعلومة بالخبر والتحقيق والاستطلاع والحوار والتقرير. وقد ركزنا جهودنا في عدد من المحاور بدءاً بالسوشيال ميديا، والتفاعل الإعلامي مع مختلف وسائل الاعلام، ثم أخيراً إصدار مطبوعة خاصة بالجمعية عنوانها (حصاد البر) تصدر بشكل ربع سنوي ونسعى لأن تكون (منصة ثقافية) إعلامية راصدة لأدق تفاصيل المخرجات الإعلامية.. سواء عبر نسختها الورقية أو الإلكترونية والتي فتحنا صفحاتها لإبراز المناشط المختلفة وتلقي المشاركات والتعليقات من داخل وخارج الجمعية كإضافات مميزة لها. مبادرات خلال الجائحة *في أزمة كورونا تميزت جمعية البر في التفاعل مع نبض المجتمع عبر عدد من المبادرات والتدابير المختلفة.. هل لكم أن تسلطوا الضوء على أهم تلك المبادرات؟ – بداية.. ومنذ بدء جائحة كورونا حرصت الجمعية على السلامة العامة بتطبيق جميع الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية في جميع أقسامها ومكاتبها، كما حرصت على سلامة المستفيدين من خدماتها أو المتبرعين عبر عدد من الإجراءات الهامة بدءاً بتدشين بوابتها الإلكترونية وصولاً الى تفعيل تطبيق إلكتروني على الهواتف الذكية، والتي استطاع من خلالها الجميع أن يتعاملوا مع خدمات الجمعية عن بُعد، كما دشنت الجمعية أجهزة الخدمة الذاتية في مقرها للمتبرعين والمستفيدين، وفي مكاتبها للمتبرعين. وتفاعلت الجمعية مع نبض المجتمع خاصة في أوقات الإغلاق التي كان المحتاجون فيها أشد ما يكونون حاجة للوقوف معهم ودعمهم، فكانت مبادرة (غذاؤنا واحد) بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والتي تعتبر إحدى أهم مبادرات الصندوق المجتمعي، وقد تم من خلالها توزيع حوالي 24 ألف سلة غذائية على الأسر المحتاجة لتخفيف الأضرار التي لحقت بهم، وقد ضمت تلك السلال أكثر من 848 ألف منتج غذائي استفاد منها 19259 أسرة. كما أطلقت الجمعية مبادرتها الهامة (تعليمهم يستمر) لتوفير أجهزة الحاسب الآلي للطلبة المحتاجين بالتعاون مع مؤسسة صالح كامل وأكاديمية دلة للعمل الاجتماعي والتي امتدت حتى للمحتاجين بمكة المكرمة عبر جمعيتي (إخاء وكهاتين). كما نشطت الجمعية في مجال السلال الغذائية خاصة في شهر رمضان والتي تم توزيعها ضمن مشروع (إفطار صائم) دعما للتكافل الاجتماعي. ولا ننسى تلكم المشاريع الموسمية التي قدمتها الجمعية في موسم الحج (كالأضاحي وعيدية يتيم وكسوة العيد والإعانات الغذائية) والتي خففت كثيراً عن الأسر المحتاجة في ظل الجائحة. كما كان لمبادرة الجمعية (داووا مرضاكم بالصدقة) مردودها الإيجابي الكبير على مرضى الفشل الكلوي. دُور الضيافة.. أنشطة محورية.. *دور الضيافة المخصصة للأيتام من الأقسام الهامة بالجمعية.. هل لكم أن تسلطوا مزيداً من الضوء عليها.. وماذا أعددتم من خطط للارتقاء المستمر بهذه الدور؟ – تعتبر دور الضيافة (الزهراء والشربتلي) المخصصة لإيواء الأيتام من الذكور والإناث من الأنشطة المحورية لجمعية البر، وكانت بداية هذه الدور مع الإرهاصات الأولى لتأسيس الجمعية قبل حوالي 40 عاماً، ولا تقتصر فلسفة الجمعية الخاصة بها على الإيواء فحسب بل تمتد إلى الرعاية وفق أحدث البرامج والأساليب التربوية والبناء المتكامل لشخصية اليتيم وصولاً به الى بوابات المستقبل من خلال التعليم والابتعاث والتوظيف، وقد قدمت الجمعية نماذج مشرّفة من هؤلاء الأيتام ممن حصلوا على أعلى الشهادات في برامج الابتعاث وتم توظيفهم في وظائف مرموقة. وتقدم الجمعية عدداً من البرامج لدمج الأيتام واستكشاف ميولهم، كما تُعنى بالفتيات في دار الزهراء وتقدم لهن كل الدعم خلال مراحل التعليم، بل تقدم الدعم أيضاً لإتمام زواجهن بعد دراسة طلبات المتقدمين وأخذ موافقات الفتيات على الزواج. إن كفالة الأيتام لا تقتصر على دور الإيواء فحسب، بل إن الجمعية استهدفت هذه الفئة بالكفالة داخل أسرهم. مشاريعنا تجاه الأيتام لا تتوقف، ليس فحسب من خلال الصناديق الخيرية بل من خلال تطبيق فلسفة التمكين للوصول بهم الى بر الأمان. نشاطات تطوعية *نادي البر التطوعي التابع لجمعيتكم.. هل أصبح يشكل رافعة للجمعية عبر تعدد أنشطته.. وماذا أعددتم من خطط مستقبلية لدعمه؟ – نعم.. يعتبر نادي البر أحد أعمدة الجمعية الفاعلة في المجال التطوعي، وهو رغم حداثة إنشائه إلا أنه استطاع أن يقدم العديد من الأنشطة والبرامج الداعمة للمجتمع. يضم النادي الان نحو 850 متطوعاً ومتطوعة يعملون من خلال لجان بلغت 42 لجنة.. حيث تستنهض برامج الشباب هذه القدرات الشبابية لخدمة المجتمع وقد ثبت ذلك بالدليل القاطع خلال جائحة كورونا بما قامت به فرق النادي من أنشطة توعوية كان لها مردودها الإيجابي في خدمة المجتمع. النادي وجميع أقسام وإدارات الجمعية تسير في خطوط متناغمة لتحقيق مستهدفات الرؤية التي حددت مضاعفة عدد المتطوعين الى مليون متطوع. مراكز الغسيل الكلوي *هل لكم أن تحدِّثونا عن الرعاية الصحية الخاصة بمرضى الفشل الكلوي وماذا قدمت الجمعية لخدمة هؤلاء المرضى؟ -نحن نستقبل مرضى الفشل الكلوي من خلال مركزي هشام عطار وعبد الكريم بكر التابعين للجمعية، واللذين يضمان وحدات للغسيل الكلوي بها نحو 67 جهاز غسيل دموي تقدم خدماتها للمرضى، بعد دراسة حالتهم وفق معايير يتم تطبيقها، وتمتد خدمات هذه المراكز للرعاية قبل وأثناء وبعد الغسيل.. ونحن حريصون على التوسع المستمر في هذه الخدمة قدر المستطاع. أبعاد إنسانية * هل من كلمة أخيرة؟ -أشكر رئيس وأعضاء مجلس الإدارة على دعمهم التام للجمعية، ونكرر دائماً بأن استهداف البُعد الإنساني في مشاريعنا هو من أهم الأولويات التي نسترشد بها بمواقف الدولة المشرّفة في كل مكان، كما أن حرصنا على غرس هذه الثقافة الخيرية في المجتمع إنما يمثل استنباتاً للجذور المتأصلة في الوعي المجتمعي المعطاء بطبعه. ومن باب التكافل والتكامل أدعو جميع الداعمين والمتبرعين الى الاستمرار في عطاءاتهم الخيرة فـ”ما نقص مالُ عبدٍ من صدقة”.
مشاركة :