إعادة «كنيس» المنامة القديم الذي بناه اليهود العراقيون في فبراير المقبلأكدت نائب رئيس بلدية القدس فلير حسان ناهوم أهمية العمل لخلق شراكات وبناء كيانات اقتصادية بين رجال الأعمال البحرينيين والإسرائيليين، لتسهيل التعاون الاقتصادي بين البلدين. وقالت ناهوم في حديث لـ«الأيام»، على هامش زياراتها الأولى إلى البحرين، إنها تتطلع نحو التركيز على السياحة الدينية أمام الزائرين البحرينيين لزيارة المقدسات الإسلامية في مدينة القدس، لا سيما بعد بدء الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين مطلع العام المقبل، والانتهاء من جائحة «كوفيد-19».وأشارت ناهوم إلى أن البحرين قادرة على أن تكون واجهة سياحية جاذبة أمام السياح الإسرائيليين الذين يتطلعون لزيارة البحرين، لا سيما أن دولة الإمارات قد زارها الشهر الماضي نحو 70 ألف سائح إسرائيلي، من بينهم أعداد كبيرة من عرب إسرائيل الذي أتاح لهم السلام زيارة بلد خليجي وقضاء عطلة فيه.وكشفت ناهوم عن الاتجاه نحو تدشين تأشيرة السياحة الإلكترونية أمام رعايا دولة إسرائيل ومملكة البحرين بعد أسابيع قليلة من الآن، فيما يتم الإعداد لإعادة فتح «كنيس» المنامة القديم في شهر فبراير المقبل باعتباره أحد المرافق الدينية الجاذبة للسياحة أمام اليهود الإسرائيليين كذلك يهود الولايات المتحدة، لافتة إلى أن أحد الفنادق قد بدأ بالفعل بتقديم «كوشر» الطعام الكوثر «الحلال» وفق أحكام اليهودية. وفيما يلي نص المقابلة:] دعينا نبدأ من زيارتك وهي الأولى إلى البحرين.. حديثنا عن زيارتك.- أنا مهتمة جدًا بزيارة البحرين منذ أن تم توقيع اتفاقية السلام، كذلك لدي اهتمام كبير بالمشاركة ببناء أواصر العلاقات لسلامنا الدافئ، وأؤمن أن بإمكاننا القيام بذلك عبر فتح الأبواب ومد جسور لتمكين رجال الأعمال من العمل مع بعضهم البعض، وعندما تعقد شراكات أعمال فأنت تبني الثقة، ويصبح لديك فهم أعمق لحضارة الآخر وثقافته، وهذا ما يتمحور حوله السلام، لقد قمنا بذلك عندما تم تأسيس مجلس الأعمال الإماراتي - الإسرائيلي، كذلك منتدى المرأة الخليجي - الإسرائيلي، لذلك نود أن نعرف كيف يمكننا بناء أواصر العلاقات والشراكات في مجال الاعمال، وأنا هنا للتعرف عن قرب لوضع الأطر المناسبة لهذه المجالات، وتسهيل الإجراءات، وسوف ألتقي عددًا من المسؤولين الحكوميين وممثلي بعض القطاعات من أجل ذلك. ] هل نتوقع خلال زيارتك أن يتم توقيع اتفاقيات مع جهات حكومية وأهلية؟- أنا شخصيًا من أصول مغربية، وعائلتي خليط من يهود من دول عربية، وأجدادي عاشوا مع العرب في إسبانيا، وارتحلوا مع العرب عندما سيطر الكاثوليك - المسيحيون على إسبانيا، وبالتالي أنا دائمًا قريبة من المجتمعات العربية، وشعرت أنني في وطني عندما سافرت إلى الخليج، لذلك من المهم بناء هذه الجسور، وأعتقد أن هناك رغبة كبيرة لدى الناس لبناء علاقات أعمال، ولكن لا يعرفون كيف يبدأون بذلك.] بتقديرك، كيف ترين فرص الأعمال؟- بالتأكيد أكثر المجالات التي نركز عليها هي مجالات السياحة. أعتقد أن الكثير من الإسرائيليين يودون زيارة البحرين كي يقضوا أوقاتا ممتعة هنا، فجميع الإسرائيليين سعداء بهذا السلام، ونعتقد أن الكثير من الجوانب الحضارية متشابهة بشكل كبير، وهي الأقرب لمجتمعنا، ويجب أن نركز على الجوانب الجاذبة للإسرائيليين، وأعتقد أن السلام يطرح أمامنا فرصًا كبيرة لنعيش في شرق أوسط أقوى، يسوده التعايش في ظل هذا السلام الدافئ، وعندما أقول السلام الدافئ فلأن لدينا أمثلة على السلام البارد الذي وقع مع كل من الأردن ومصر. ولنكن أكثر واقعية، عندما وقعت هذه اتفاقيات السلام مع مصر والأردن، لم يكن هناك وسائل تواصل اجتماعي وقفزة نوعية في عالم الاتصالات كما هو الحال الآن، لذا يجب أن نضع ذلك في عين الاعتبار. لقد كان السلام على مستوى القيادات لإنهاء تاريخ من الحروب والدماء، ولم يكن السلام بين الشعوب. أعتقد ان لدينا الفرصة معًا لبناء السلام بين الناس هنا في الخليج، وهذا ما سيجعله سلامًا طبيعيًا، لذلك هناك رغبة حقيقة لدى الإسرائيليين لزيارة البحرين، هذا البلد الذي يتمتع بالأمان والتطور والنماء.في المقابل، اعتقد أن هناك رغبة لدى البحرينيين -من المسلمين والمسيحين واليهود- لزيارة إسرائيل، والصلاة في الأماكن المقدسة لكل الأديان، فهناك حضارة قيمة وجذور عريقة لكل الحضارات هناك، والكثير من المعالم التاريخية التي يود الناس زياراتها، وأنا باعتباري أعمل على الجانب السياحي لمدينة القدس، فأنا مهتمة جدا باستقبال البحرينيين وإقامة السياحة الدينية لزيارة المقدسات الإسلامية في القدس، وذلك بعد أن يتم فتح المرافق السياحية بعد انتهاء الجائحة، في المقابل -كما ذكرت- الإسرائيليون مهتمون بالقدوم هنا وزيارة البحرين، فقد زار الإمارات الشهر الماضي نحو 70 ألف مواطن إسرائيلي، من بينهم الكثير من عرب إسرائيل الذين فتح أمامهم السلام فرصة لزيارة دولة الإمارات، والبحرين قادرة على أن تكون واجهة سياحية جاذبة للإسرائيليين، لا سيما من يبحث عن أجواء أكثر هدوءًا. ] ماذا عن توفير المرافق الداعمة للجذب السياحي أمام السائح الإسرائيلي، لا سيما عندما نتحدث عن خصوصية الطعام، وأيضًا توافر «كنيس» يستقبل المصلين؟ - اليوم هناك فندق في البحرين بدأ بالفعل بتجهيز مطعم «كوشر» (الطعام الكوثر «الحلال» حسب الأحكام اليهودية)، كذلك هناك خطط لافتتاح مطاعم أخرى، وأيضًا نعمل على افتتاح «الكنيس» القديم في المنامة الذي بناه اليهود العراقيون في شهر فبراير المقبل، وبالطبع عندما تنتهي الجائحة سيكون هناك ترتيبات لبدء النشاط السياحي بين البلدين.] ماذا عن التأشيرات السياحية؟- سوف يتم الانتهاء من ترتيبات التأشيرات خلال الأسابيع القليلة المقبلة، حيث سوف يتم طرح تأشيرة السياحة الإلكترونية، هذا بالطبع إلى جانب تدشين الرحلات الجوية المباشرة بين تل أبيب والبحرين التي ستبدأ مع مطلع العام المقبل.] ماذا عن فرص الاستثمارات في المجالات السياحية؟- هذا أحد الجوانب المهمة التي سيتم طرحها، لقد قمت ببناء مجلس الأعمال الإماراتي - الإسرائيلي، وأعتقد أن هناك العديد من رجال الأعمال الإسرائيليين المهتمين جدًا بإقامة أعمال لهم في البحرين، كذلك من الجانب البحريني حيث هناك اهتمام بحريني للاستثمار في المجالات الحيوية في إسرائيل، لذلك من المهم جدًا فتح الباب أمام هذه الفرص، وتسهيل الأعمال. أعطي لك مثالاً، اليوم هناك العديد من الأعمال والشراكات التي عقدت بين رجال أعمال إسرائيليين ونظرائهم الإماراتيين في مجالات تكنولوجيا المياه، كذلك هناك العديد من الفرص الاستثمارية في مجالات الزراعة، وغيرها من المجالات التي تعتمد على التقنيات. الجانب الآخر أن لدينا ذات التحديات، فنحن أبناء منطقة واحدة من حيث المناخ، والمياه وجميع القضايا، وبالتالي إسرائيل اعتمدت منذ زمن طويل على تطوير التقنيات للتعامل مع هذه التحديات.] هناك اهتمام ورغبة كبيرة لدى المجتمع اليهودي - الأمريكي لجعل البحرين إحدى الواجهات السياحية في الخليج قبل سفرهم إلى إسرائيل.. كيف ترين الفوائد المؤملة للقطاعيين السياحيين في كل من البحرين وإسرائيل؟- بالطبع هذا الأمر رائع جدًا، ففي الماضي لم يكن السياح من اليهود الأمريكيين يعرفون الكثير عن البحرين، واليوم أصبح بإمكانهم زيارة أكثر من واجهة في الشرق الأوسط، وليس إسرائيل فقط.] قبل فترة انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يتعرض فيه أحد الزوار الخليجيين لعبارات غير لائقة من أحد السكان المحليين.. ألا يؤثر مثل هذا الموقف على الإحساس بالأمان لزيارة القدس؟- نعم، قيلت عبارات لم تكن لائقة، ولكن هناك فرق بين الأمان والتصرف على نحو غير لائق من قبل شخص، القدس أكثر المدن أمنًا في العالم، فلدينا الكثير من الأمن، والكاميرات المنتشرة، ومع ذلك دائمًا أسال الحكومة أن تعزز الأمن أكثر، الأمر الآخر هو رغبة السكان باستقبال السياح العرب من البحرين والإمارات.دائمًا أتحدث لرجال أعمال من القدس، ومنهم الكثير من العرب، والكثير منهم سعداء لأنهم يرغبون بقدوم السياح تنشيط للسياحة، وما تسمعونه هو تهويل إعلامي، لكن على أرض الواقع الناس سواء العرب أو اليهود يريدون التنشيط السياحي لمدينتهم، يريدون الحركة السياحية لا سيما بعد نحو عام من التعب عبر التعامل مع جائحة شلت الحياة العامة في معظم دول العالم، وبالتالي على أرض الواقع ليس كما يظهره الإعلام.
مشاركة :