التوصّل لاتفاق بين لندن وبروكسل حول ما بعد بريكست يبدو قريبًا

  • 12/24/2020
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

بعد عشرة أشهر من المفاوضات المتوترة والمضنية، بدا الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، الأربعاء، على وشك التوصل إلى اتفاق بشأن علاقتهما التجارية المستقبلية، ما سيسمح لهما بتجنب خروج بريطانيا دون اتفاق قبل ثمانية أيام من الموعد المحدد.وذكرت مصادر أوروبية أن المفاوضات باتت منذ الإثنين في يدي رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اللذين كثفا الاتصالات بينهما.وكان وصول الصيادين الأوروبيين إلى المياه البريطانية لا يزال صباح الأربعاء النقطة الشائكة النهائية في المناقشات التي أنجزت تقريبًا، بما يشمل مواضيع طرحت إشكالية سابقًا، مثل كيفية تسوية النزاعات وتدابير الحماية من أي منافسة غير عادلة. من الناحية النظرية، سيترك التوصّل إلى اتفاق الأربعاء أو الخميس وقتًا كافيًا لدخوله حيز التنفيذ في الأول من يناير، عندما تخرج المملكة المتحدة نهائيًا من السوق المشتركة بعد أن غادرت الاتحاد الأوروبي رسميًا في 31 يناير 2020.وقالت مصادر أوروبية إن الدول الأعضاء بدأت أيضًا بعد ظهر أمس الأربعاء بإطلاق العملية في «مناقشات غير رسمية».ففي حال عدم التوصّل إلى اتفاق، سيتعيّن إجراء المبادلات التجارية بين الاتحاد الأوروبي ولندن وفقًا لقواعد منظمة التجارة العالمية، بما يعنيه ذلك من فرض حصص ورسوم جمركية، فضلاً عن الإجراءات الإدارية التي قد تؤدي إلى اختناقات هائلة وتأخير في التسليم. ويعتبر هذا سيناريو حساسًا بشكل خاص بالنسبة للمملكة المتحدة التي تعاني من سلالة أسرع انتشارًا من فيروس كورونا المستجد، أدت إلى عزلها تقريبًا عن بقية العالم.وعلى الرغم من ضآلة أهميته الاقتصادية، فإن للصيد البحري أهمية سياسية واجتماعية للعديد من الدول الأعضاء، بما في ذلك فرنسا وهولندا والدنمارك وإيرلندا، لكن المملكة المتحدة جعلته رمزًا لاستعادة سيادتها بعد الانفصال.تركّز المفاوضات على تقاسم حوالى 650 مليون يورو من المنتجات التي يصطادها الاتحاد الأوروبي كل عام في مياه المملكة المتحدة وطول فترة التأقلم التي يحتاجها الصيادون الأوروبيون مع المعطيات الجديدة.ورفض الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع عرضًا اعتبره غير مقبول من لندن التي طالبته بالتخلي عن 35% من الأسماك التي لا تُصاد في أعالي البحار وعن 60% من مجمل صيده، وذلك على فترة انتقالية من ثلاث سنوات.وكانت بروكسل قد اقترحت قبل أيام قليلة التخلي عن 25% من الـ650 مليونًا بعد فترة ست سنوات.وقال دبلوماسي أوروبي إن «الكرة في ملعب بوريس جونسون»، معتبرًا أن اقتراح الاتحاد الأوروبي بالنسبة له لا يمكن أن يكون سوى «العرض النهائي» في ضوء المخاوف التي أثارها بالفعل لدى بعض الدول الأعضاء، لا سيما الدنمارك.وأضاف: «إما أن يحدث انفراج الأربعاء مع بادرة تحرك من الجانب البريطاني، وإما تحال المفاوضات إلى الأسبوع المقبل بعد عطلة العيد».

مشاركة :