ندوة افتراضية بمركز زايد للدراسات حول النشر الإلكتروني

  • 12/24/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي في 24 ديسمبر / وام / نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات أمس " الأربعاء " ندوة افتراضية بعنوان " النشر الإلكتروني ضرورة حضارية وفرصة لنشر التراث بوسائط عصرية ". شارك في الندوة سعادة سلطان العميمي رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والدكتور مني بونعامة مدير إدارة المحتوى في معهد الشارقة للتراث، وحسن ياغي مدير دار التنوير، وأحمد رشاد المدير التنفيذي للدار المصرية اللبنانية للنشر، وأدارها الدكتور محمد فاتح زغل الباحث في مركز زايد لدراسات والبحوث. واتفق المتحدثون في الندوة على أن الكتاب الورقي لا يزال يحتل مكان الصدارة في مشهد النشر في العالم العربي، وأن الكتاب الإلكتروني وجد مكانه بالتوازي معه، مشددين على أن وجوده مهم في توسيع مواعين النشر رغم بعض التحديات المتعلقة بالواقع العربي التي أشاروا إليها في متن حديثهم. وأكد سعادة سلطان العميمي أن النشر الإلكتروني باعتباره شكلاً جديداً من أشكال تطور التعامل مع المعلومة ونقلها وتوصيلها يعد وسيطاً مهماً موازياً للنشر الورقي، مشيراً إلى أن للكتاب الإلكتروني الكثير من المزايا، إلا أنه لم يشكل تهديداً للكتاب الورقي أو يحل محله، وعزا ذلك إلى الظروف المحيطة بالكتاب الإلكتروني كونه يحتاج إلى توفر أدوات معينة مثل الطاقة والأجهزة وبرامج التشغيل التي لا يحتاجها الورقي، إلا أنه شدد على أن التقنية والكتاب الإلكتروني تظل وسيلة مهمة جداً لتوصيل التراث، كونها سهلت الدراسات للباحثين وجعلتها أكثر دقة. ووصف العميمي تجربة " أكاديمية الشعر " في النشر الإلكتروني بأنها ناجحة، حيث تم تحويل مجلة " شاعر المليون " إلى مجلة إلكترونية بتقنية للتصفح تشبه تصفح النسخة الورقية، وقال إن نشرها إلكترونياً وفر تكاليف الطباعة والشحن والتوزيع وسهل وصولها للقارئ. أما حسن ياغي، فأشار إلى أن العالم العربي لا يعرف النشر الإلكتروني بشكل فعلي، بل الغالب هو وضع كتب PDF مقرصنة في مئات المواقع الإلكترونية، مشدداً على أنها تؤذي صناعة النشر لأنها تعد سرقة لجهد الآخرين، وقال إن النشر الإلكتروني الفعلي موجود على نطاق ضيق جداً. ولفت ياغي إلى أن الكتاب الإلكتروني حتى في البلدان المتقدمة صعد في البداية لكنه تراجع سريعاً قبل أن يصعد مجدداً بسبب الإغلاق أثناء جائحة كورونا، لكنه توقع انخفاضه مرة أخرى بعد انتهائها. وعن النشر الإلكتروني في مجال التراث أكد ياغي أنه محتلف عن النشر الإلكتروني بالنسبة إلى الناشرين، داعياً إلى دعم كتب التراث بتحويلها إلى كتب إلكترونية وإتاحتها للباحثين، مشدداً على أن التراث جزء من الهوية، وأن التعامل الإلكتروني مع التراث شيء ضروري، محذراً من الوقوع في فخ تحنيط التراث . من جهتها أشار الدكتور مني بونعامة إلى أن إشكالية المفاضلة بين النشر الإلكتروني والورقي ظلت تطل في مجال النشر بجميع أنواعه، وليس الكتاب فقط، لافتا إلى أن النشر الإلكتروني يطرح تحديات كثيرة مثل حقوق الملكية الفكرية للكاتب والناشر، بجانب تحديات إمكانية الحصول على الأدوات الكفيلة باقتناء الكتاب، مؤكداً أن النشر الإلكتروني أصبح واقعاً موجوداً. وتناول بونعامة تجربة معهد الشارقة للتراث في مجال النشر الإلكتروني، التي قال إنها قطعت بعض الخطوات مع انتشار جائحة كورونا، حيث تحولت أغلب إصداراته إلى الفضاء الرقمي عبر موقع المعهد، كما تم تحويل مجلة "مراود" إلى مجلة رقمية. وأضاف " لدينا مشروعات قادمة بتحويل موسوعات كبيرة أصدرها المعهد إلى موسوعات رقمية للتسهيل على الباحثين، مؤكداً ألا خوف على التراث حال نشره إلكترونياً وفق ضوابط ومعايير " . فيما تناول أحمد رشاد الاختلاف في تطور الكتاب الإلكتروني بين العالمين الغربي والعربي، وقال " إن تجارب النشر الإلكتروني في العالم العربي في البدايات لم تصب النجاح مثل التجربة الغربية لا سيما الأمريكية وذلك لعوامل أهمها قلة نسبة مبيعات الكتاب العربي بالنسبة إلى السوق العالمي بالإضافة إلى مشاكل القرصنة " . وتوقع رشاد أن يحل الكتاب الإلكتروني محل الكتاب الورقي في مجالات البحث والتعليم والمكتبات العامة، لكن عاد وأكد أنه يصعب تحقق هذا الأمر في مجال الكتاب الثقافي، غير أنه من الممكن أن يأخذ الكتاب الإلكتروني حصة ضئيلة من مبيعات الكتاب الورقي في العالم العربي. وأشار إلى أن الكتاب الإلكتروني يحل مشكلة التوزيع مثلما حدث أثناء أزمة جائحة " كورونا " حيث زادت مبيعات الكتاب الإلكتروني أكثر من ثلاثة أضعاف، كما تناول بالحديث تجربة مكتبة الإسكندرية في حفظ التراث والكتب القديمة منذ إنشائها. وتحدثت فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث عن مبادرات نادي تراث الإمارات في التوثيق الرقمي، وبينت أن النادي أنتج في مرحلة سابقة العديد من الأقراص المدمجة التي تحتوي إصدارات مهمة للنادي مثل الأطالس البحرية والبيئية، كما أسس النادي المكتبة الرقمية التي تتيح للباحث والزائر لموقعه الرسمي الإصدارات التي تحويها المكتبات التابعة للنادي. وتناولت المنصوري تجربة تحويل مجلة "تراث" التي يصدرها النادي إلى مجلة رقمية في فترة انتشار جائحة كورونا، وقالت إن النادي لديه مشروع مقبل هو إنشاء البوابة الإلكترونية للتراث المادي والمعنوي، وستحتوي الإصدارات الخاصة بمركز زايد للدراسات والبحوث، بجانب مشروع إنشاء مكتبة صوتية تضم الأرشيف الصوتي الكبير بالنادي من تسجيلات لكبار السن والرواة الشفاهيين تم تسجيلها في فترة مبكرة منذ بداية السبعينيات، وتناولت كذلك مشروع تحويل المخطوطات إلى كتب رقمية وإتاحتها للباحثين. وأشارت المنصوري إلى إطلاق نادي تراث الإمارات في فترة جائحة كورونا، منصات رقمية للورش والفعاليات والأنشطة التراثية، كما تم تحويل معرض الشيخ زايد ومرافق القرية التراثية إلى المنصة الرقمية أيضاً. حضر الندوة سعادة علي عبد الله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والإعلام في نادي تراث الإمارات، وسعيد المناعي مدير إدارة الأنشطة، وباحثون وإعلاميون ومهتمون بمجال النشر. - مل -

مشاركة :