الراي، وكالات- أحرق التنيني الصيني كل ما هو أخضر في أسواق الأسهم العالمية والإقليمية، بعد أن خرجت خسائر الأسهم الصينية عن سيطرة الحكومة لتثير الذعر في أسواق العالم من أقصى الشرق في آسيا إلى وول ستريت غرباً، مروراً بالأسواق الناشئة وأسواق الخليج. وعلى الرغم من تراجع موجة البيع نسبياً في السوق الكويتي أمس مقارنة بمطلع الأسبوع، إلا أن الخسائر التي فاقت 93 نقطة جعلت المؤشر مهدداً بكسر مستوى الدعم القوي عند 5800 نقطة، خصوصاً وأنه تداول تحته لبضع دقائق أمس، قبل أن يتماسك بعض الشيء ويغلق عند 5815.6. وكان لبعض الأسهم القيادية الفضل في وقف الانهيار، لاسيما «الوطني» الذي أقفل مستقراً عند 800 فلس، بعد تداولات قاربت الأربعة ملايين دينار. وتجاوزت قيمة التداولات في نهاية اليوم 23 مليون دينار، استأثرت الأسهم القيادية بنحو ثلاثة أرباعها. ومع هذه التراجعات باتت معظم الأسهم القيادية الكويتية عند أدنى مستوياتها منذ أكثر من عشر سنوات، ما يدفع كثيرين إلى التساؤل عما إذا كان لدى السوق الكويتي ما يخسره بعد سنوات من الأداء الضعيف، خلافاً لكل الارتفاعات التي شهدتها الأسواق الخليجية الأخرى. وتتبقى الأنظار مشدودة في تداولات اليوم إلى سعر الخام الكويتي في ظل التراجع الإضافي لسعر برنت دون الـ 45 دولاراً أمس، والخسائر الحادة للأسواق الأميركية عند افتتاحها أمس، والتي وصلت معها خسائر «داو جونز» إلى نحو الألف نقطة. خليجياً، واصل مؤشر السوق السعودي تراجعه أمس بعد خسائره الكبيرة في الجلسات السابقة، مغلقاً على انخفاض بنسبة 5.9 في المئة عند 7025 نقطة (-439 نقطة)، مسجلاً أدنى إغلاق في نحو عامين ونصف، وسط تداولات نشطة بلغت قيمتها 7.8 مليار ريال، هي الأعلى في نحو شهرين. الوضع في سوق دبي المالي كان أفضل مما هي عليه الحال في السعودية، حيث تراجع مؤشر سوق دبي 3.22 في المئة، إلى 3340 نقطة، بتداولات نشطة بلغت قيمتها 951 مليون درهم. كما كان سوق أبوظبي أيضا أفضل حالا، حيث تراجع المؤشر بنسبة 0.92 في المئة، إلى مستوى 4246 نقطة، بتداولات اقتربت من 290 مليون درهم. وخسر مؤشر قطر 1.10 في المئة إلى 10631 نقطة، والبحرين 0.55 في المئة، إلى 1307 نقطة، فيما تراجع مؤشر بورصة مسقط بنسبة 2.58 في المئة. من جهة أخرى، دقت أجراس الإنذار في الأسواق العالمية أمس مع هبوط الأسهم الصينية بنحو 9 في المئة وشهد الدولار والسلع الأولية تراجعات حادة وهو ما سبب ذعرا للمستثمرين. وانخفض مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى بنحو 3 في المئة وتراجعت الأسهم الآسيوية لأدنى مستوياتها في ثلاث سنوات في ظل مخاطر بخروج الهبوط الذي تشهده الأسهم الصينية منذ ثلاثة أشهر عن نطاق السيطرة. الصين وشكل هبوط الأسهم الصينية بنحو 9 في المئة أسوأ أداء لها منذ ذروة الأزمة المالية العالمية في 2009 وبدد جميع المكاسب التي حققتها منذ بداية العام والتي بلغت في يونيو أكثر من 50 في المئة. وأدى الهبوط الأخير إلى تنامي خيبة الأمل نظرا لأن بكين لم تعلن سياسة الدعم المتوقعة في مطلع الأسبوع وتراجعت جميع العقود الآجلة على المؤشرات بالحد الأقصى اليومي عشرة في المئة وهو ما يشير إلى أن الأيام المقبلة ستكون أشد قتامة. وكان كثير من المتعاملين يأملون أن تأتي مثل تلك الإجراءات الداعمة ومن بينها خفض أسعار الفائدة من الصين في مطلع الأسبوع بعدما هبطت سوقها الرئيسية للأسهم 11 في المئة الأسبوع الماضي. ومع بزوغ شكوك قوية الآن حول احتمالات رفع أسعار الفائدة الأميركية هذا العام تراجع الدولار مقابل عملات رئيسية. وهبط الدولار الاسترالي لأدنى مستوياته في ست سنوات وتراجعت أيضا عملات أسواق ناشئة عديدة بينما دفع الهروب إلى الملاذات الآمنة اليورو لأعلى مستوى له في ستة أشهر ونصف الشهر. وقال رئيس البحوث لدى شينسي بنك في طوكيو تاكاكو ماسيا «تبدو الأمور الآن مثل الأزمة المالية الآسيوية في أواخر التسعينات. يبيع المضاربون أصولا تبدو الأكثر تأثرا». وهبط مؤشر إم.إس.سي.آي الأوسع نطاقا لأسهم منطقة آسيا والمحيط الهادي خارج اليابان 5.1 في المئة مسجلا أدنى مستوياته في ثلاث سنوات. وأغلق مؤشر نيكي 225 للأسهم اليابانية منخفضا 4.6 في المئة بينما سجلت الأسهم الاسترالية والإندونيسية أدنى مستوياتها في عامين. وقال إيجي كينوشي رئيس التحليل الفني لدى ديوا للأوراق المالية في طوكيو «ربما تضطر الصين إلى إجراء مزيد من الخفض في قيمة اليوان إذا تعثر اقتصادها وأدى تعامل أسواق الأسهم مع آفاق ضعف اليوان إلى تضخيم الأثر السلبي لتباطؤ الاقتصاد الصيني». أوروبا وهناك دلائل جديدة على امتداد الأزمة إلى الأسواق المتقدمة. فقد هبط مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني الذي يضم عددا كبيرا من شركات النفط والتعدين العالمية لليوم العاشر على التوالي مسجلا أسوأ أداء له منذ 2003. وانخفض مؤشر يوروفرست 300 الأوروبي في أحدث تحرك 3.7 في المئة إلى 1382.15 نقطة ليفقد نحو 300 مليار يورو (344.61 مليار دولار) من قيمته وتصل خسائره إلى ما يزيد على تريليون يورو منذ بداية الشهر. برنت عند أدنى مستوى منذ 2009 والخام الأميركي دون الأربعين دولاراً لندن- رويترز - هبطت أسعار النفط 4 في المئة أمس لتصل إلى أدنى مستوياتها في ستة أعوام ونصف العام بعد أن منيت بورصة الصين بأكبر خسارة يومية منذ الأزمة المالية العالمية ما أجج المخاوف بشأن آفاق الطلب العالمي على النفط. وقال كارستن فريتش كبير محللي النفط في كومرتس بنك في فرانكفورت أمام منتدى رويترز النفطي العالمي «الهبوط اليوم ليس له علاقة بالعوامل الاساسية في السوق بل مرتبط بالصين. هناك مخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي عنيف أو افلات الزمام من يد السلطات الصينية». وهبط برنت 1.59 دولار للبرميل توازي أكثر من أربعة في المئة إلى 43.51 دولار خلال التعاملات بعد وصوله لمستوى متدن خلال تعاملات أمس بلغ 43.28 دولار وهو أقل مستوى له منذ مارس 2009. ونزل سعر الخام الأميركي تسليم 1.83 دولار ما يعادل 4.5 في المئة إلى 38.62 دولار للبرميل بعد وصوله لمستوى متدن خلال التعاملات بلغ 38.59 دولار. وبعد خسائره الحادة الاسبوع الماضي سجل العقد أطول موجة هبوط اسبوعي منذ عام 1986. وبذلك ينخفض الخام الاميركي بما يزيد على 17 في المئة عن سعره في مطلع الشهر بينما يقل مزيج برنت الخام أكثر من 16 في المئة.
مشاركة :