بعد أن تزايدت حدة المطالب التي دعت إلى موازاة اليورو بالدولار الأمريكي قبل أشهر مضت، فإن العملة الأوروبية الموحدة أصبحت اليوم واحدة من أهم الأصول العالمية. وعانت أسواق الأسهم العالمية اسبوعاً عصيباً جداً، في واحد من أسوأ فتراتها هذا العام، وكانت ثلة الناجين من هذا الانحدار، الأصول التقليدية التي اتسم أداؤها بالاستقرار مثل الفرنك السويسري وسندات الخزانة الأمريكية والذهب. وحققت العملة الأوروبية خلال هذه الفترة الحرجة تفوقاً كبيراً في معدلات أدائها، حيث ارتفعت بنسبة 4.5 في المئة مقابل الدولار الأمريكي في الأسبوعين الأخيرين. كما أنها واصلت نسقها التصاعدي ، الاثنين الماضي ، بارتفاع بلغ 1.35 في المئة مقابل العملة الأمريكية عند إغلاق تداولات بورصة لندن لتصل قيمة اليورو إلى 1.1552 دولار. ونسب محللون وخبراء اقتصاديون تنامي قوة اليورو إلى تلاشي المخاوف المرتبطة بالاقتصادات الأوروبية، وأشار بعضهم إلى أن العملة الموحدة أصبحت على أعتاب أن تصبح ملاذاً آمناً ضد التقلبات. بينما توقعت جايني فولي مديرة قسم العملات الأجنبية بروبوبنك أن يشهد اليورو ضعفاً ملحوظاً خلال الفترة المقبلة، على الرغم من اعتقادها بأنه أصبح يملك الآن ما يؤهله ليكون ملاذاً آمناً. وبعد إغلاق تداولات الاثنين هرع المستثمرون نحو التخلص من الأصول التي تكبدت أكبر الخسائر في الأسواق المالية العالمية، بسبب المخاوف الكبيرة التي ارتبطت بما سيؤول إليه الاقتصاد الصيني والاجتماع القادم للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وكان الين الياباني والفرنك السويسري من بين العملات الرئيسية التي حققت ارتفاعاً مقابل الدولار الأمريكي ب2.5 و4 في المئة على التوالي. بيد أن محللين آخرين توقعوا أن يشهد اليورو مزيداً من القوة في الفترة المقبلة خلافاً للبعض الآخر. وقال جون هيجنز المحلل الاقتصادي لدى كابيتال إيكونوميكس إن قوة اليورو يمكن أن تكون مرتبطة بتغير كبير في التوقعات الخاصة برفع أسعار الفائدة. ولم يكن هيجنز مقتنعاً تماماً بوصف اليورو بأنه ملاذ آمن. مشيراً إلى أنه يتوقع ألا تشهد العملة الأوروبية المزيد من الصعود، نسبة لأن الأوضاع التي تشهدها الصين وأمريكا لن تثني الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول المقبل .
مشاركة :