اتهم الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو روسيا أمس، بإرسال تعزيزات كبرى للانفصاليين الموالين لها في شرق البلاد في الأيام الماضية، وذلك قبل ساعـات مـن قمة في برلين مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا مركل. وقدم الرئيس الأوكراني اقتراحاته لوقف تصعيد النزاع في الشرق خلال القمة التي عقدت في برلين، وهي الأولى منذ المفاوضات الماراتونية في مينسك في شباط (فبراير) الماضي، والتي أفضت إلى توقيع اتفاقات السلام وإعلان هدنة تنتهك في شكل شبه يومي. والتقى القادة هذه المرة من دون الرئيس الروسي فلاديمـير بوتين. وتعتبـــر كييــــف أن عــدم وجــود الرئيس الروسي يشكل «إشارة مهمـــة جداً إلى بوتين والحضور الغربي، تفيد بأن فرنسا والمانيا تقفان في صفنا». وقبـــل مغـادرته إلى برلين، اتهم بوروشينكو الكرملين بإرسال ثلاث قافلات «عسكرية كبرى» إلى الشرق الانفصالي المؤيد لروسيا. وقال في مناسبة عرض عسكري في كييف في الذكرى الرابعة والعشرين لاستقلال أوكرانيا: «هذا الأسبوع، عبرت ثلاث قافلات عسكرية كبرى حدودنا في اتجاه لوغانسك ودونيتسك (عاصمتا مناطق المتمردين) وديبالتسيفي» التي تربط بينهما. وأضاف: «قدمت موسكو إلى المتمردين ما يصل إلى 500 دبابة و400 نظام مدفعية و950 آلية مدرعة» من دون تحديد الفترة التي حصل فيها هذا الأمر. وقال الرئيس الأوكراني ان روسيا «لم تعدل بعد عن فكرة تدخل مباشر او هجوم يشنه المتمردون داخل البلاد» على رغم عقوبات غربية «توجه ضربة قاسية للاقتصاد الروسي». وأضاف ان 50 الف جندي روسي منتشرون على الحدود الأوكرانية وان تسعة آلاف مسؤول عسكري روسي هم في عداد 40 الف عنصر يواجهون القوات الأوكرانية في الشرق الانفصالي. وتتهم كييف وعواصم غربية موسكو، بتسليح المتمردين في الشرق ونشر قوات نظامية هناك وهو ما تنفيه السلطات الروسية في شكل قاطع. وقتل أكثر من 6800 شخص معظمهم من المدنيين منذ بدء النزاع في نيسان (ابريل) 2014. وخلص بوروشينكو إلى القول ان «حرب الاستقلال مستمرة ولا يمكن الانتصار بها إلا عبر تضافر الجهود العسكرية والخبرات الديبلوماسية والمسؤوليات السياسية والتحلي بالصبر». وعلى عكس العام السابق، لم تعرض أسلحة ثقيلة على جادة خريتشتشاتيك الرئيسية في كييف لمناسبة عيد الاستقلال. لكنّ جنوداً قاتلوا المتمردين الانفصاليين، نظموا مسيرة في المدينة وسط تحيات الأوكرانيين الذين ارتدى معظمهم قمصاناً مطرزة تقليدية. في دونيتسك معقل المتمردين الموالين لروسيا، تجمع حوالى 300 شخص في وسط المدينة للتنديد بما اعتبروه «يوم تبعية أوكرانيا»، رافعين لافتات «لا للفاشية!» و«بوروشينكو، يداك ملطختان بالدماء» و«نحن ضد الحرب». وقالت كاتيرينا افغينيافنا المتقاعدة البالغة من العمر 64 سنة: «نحن هنا لنقول للحكومة الأوكرانية انها ليست مستقلة. إنها تابعة لاميركا وأوامر (الرئيس باراك) اوباما». وتزامن العرض العسكري مع ذكرى أليمة في أوكرانيا، فقبل سنة، هزمت قواتها في ايلوفايسك المدينة الواقعة في الشرق الأوكراني والتي كان الجيش مطوقاً فيها وخسر 366 من رجاله، ما اضطر بوروشينكو إلى توقيع سلسلة اولى من اتفاقات السلام بعد أيام، اعتبرها كثير من الأوكرانيين مهينة.
مشاركة :