أنقرة - باشرت السلطات التركية تشغيل سد إليسو على نهر دجلة في خطوة أثارت مخاوف جدية في بغداد من تأثيره على حصتها في مياه النهر، حيث يعتبر ملف السد موضع خلاف مزمن بين العراق وتركيا. وقال وزير الزراعة التركي بكير باكديميرلي إن سد إليسو في جنوب شرقي البلاد اشتغل بكامل طاقته. وأوضح أن إنتاج الطاقة بالسد بلغ كامل طاقته، مضيفا أنه من المتوقع أن يسهم بنحو 2.8 مليار ليرة (366 مليون دولار) سنويا في الاقتصاد. ووافقت الحكومة التركية على بناء السد في عام 1997 لتوليد الكهرباء للمنطقة، لكن تشغيل أول توربين بدأ في مايو من العام الجاري بعد سنوات من العقبات والتأجيل. وتثير الخطوة التركية مخاوف العراق الذي عانى كثيرا خلال الأعوام القليلة الماضية من شحة مياه دجلة، الذي يروي مساحات زراعية واسعة، بدءا من دخوله أراضي البلاد شمالا وانتهاء بمصبه في الجنوب. وكثّف المسؤولون العراقيون من تواصلهم مع نظرائهم الأتراك بشأن هذا الموضوع الحسّاس، لكنّ جهات عراقية تقول إنّ أنقرة تعمل على مساومة بغداد بملف المياه لانتزاع مكاسب عسكرية واقتصادية. وكان وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد مهدي صرح في وقت سابق بأن سد إليسو التركي سيكون له تأثير سلبي كبير على نهر دجلة بعد اكتمال عملية الملء خلال المواسم المقبلة. ويقول خبراء إن المشكلة ليست في التشغيل وإنما في ملء السد وقطع المياه القادمة إلى العراق في ظل مخاوف من قطع مياه نهر دجلة من أجل ملء السد لتشغيل التوربينات، مع العلم أن العراق يعاني أصلا من نقص في المياه. ويعد نهر دجلة، إلى جانب نهر الفرات، شريان الحياة بالنسبة للكثير من العراقيين، إذ يغذي النهران الكثير من محطات المياه، وتُستخدم مياههما لري الحقول على طول ضفتيهما. كما يثير المشروع قلق مدافعين عن البيئة لجهة تأثيره على تراث المنطقة، فالبحيرة الاصطناعية التي ستتشكل ستغمر مدينة حسنكيف التي يعود تاريخها إلى 12 ألف عام.
مشاركة :