الكويت - تسابق دول عربية وخليجية الزمن لتأمين كميات كبيرة من اللقاح المضاد لفايروس كورونا، فيما أعلن بعضها عن خطط لتوزيع اللقاح على السكان مجانا على وقع تنامي المخاوف من ظهور سلالات جديدة من الفايروس يقول خبراء إنها أشد عدوى وأكثر خطرا. وبدأت الكويت الخميس حملتها للتطعيم ضد فايروس كورونا المستجد مع وصول أول شحنة من لقاح فايزر/بايونتيك، بينما تكثّف الدول الأخرى المجاورة في منطقة الخليج وبينها البحرين والإمارات والسعودية عمليات التلقيح. وتلقّى رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح أول جرعة من اللقاح، وقال في تصريح نقلته وكالة الأنباء الحكومية إنه "آمن ومعتمد من الجهات الدولية". وقالت وزارة الصحة الكويتية إن الشحنة تضم 150 ألف جرعة مخصصة لـ75 ألف شخص من الصفوف الأولى في مواجهة الفايروس، بالإضافة إلى كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة. وسجّلت الكويت حتى الآن أكثر من 148 ألف إصابة بالفايروس و924 حالة وفاة. وفي الجارة البحرين، يتوافد المواطنون والمقيمون على 27 مركزا على الأقل في أنحاء المملكة لتقلي اللقاح المجاني، حيث بلغ عدد الأشخاص الذين تلقوه نحو 40 ألف شخص منذ أن بدأت الحملة في وقت سابق هذا الاسبوع. وقالت الطبيبة جليلة سيد جواد في أحد مراكز التطعيم "نشعر بالفخر لوجود مجتمع واع في مملكة البحرين، وينعكس ذلك في الإقبال الملحوظ على مراكز الرعاية الصحية لأخذ اللقاح". وبدأت الإمارات الأسبوع الماضي حملة التطعيم وتلتها السعودية وقطر، بينما تطلق سلطنة عمان الأحد حملتها باستخدام لقاح فايزر/بايونتيك. وكانت الإمارات أول دولة تطرح اللقاح الصيني لسكانها، وقالت في وقت سابق من هذا الشهر إن نسبة فعاليته 86 في المئة، مستندة إلى تحليل مؤقت للتجارب السريرية في المراحل المتأخرة. وتضمن برنامج الاستخدام الطارئ الصيني الذي دشن في يوليو لقاحين مرشحين أحدهما من سينوفارم والآخر من سينوفاك بيوتك. ويستهدف البرنامج المجموعات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى مثل العاملين في مجال الطلب ومفتشي الحدود. وأعلنت حكومة دبي بدء حملة موسعة ومجانية للتطعيم بلقاح "فايزر". وجاء في رسالة على الخط الساخن لهيئة الصحة بدبي أن المرحلة الأولى من التطعيم بلقاح كوفيد - 19 ستكون للمواطنين والمقيمين في دبي وأعمارهم 60 عاما أو أكثر وكذلك للمصابين بأمراض مزمنة وتزيد أعمارهم عن 18 عاما. ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن الهيئة قولها إن الفئة الثانية ستتضمن "خط الدفاع الأول في القطاعين الحكومي والخاص، فيما تضم الفئة الثالثة العاملين في المهن الحيوية الأخرى، بينما تُعنى الفئة الرابعة بكل من يرغب في تلقّي اللقاح". وأجازت هيئة الغذاء والدواء السعودية استخدام لقاح فايزر، بناء على المعلومات المتوفرة من الشركة، وهو ما يسمح للسلطات السعودية باستيراد واستخدام اللقاح. وتحاول السعودية تطعيم 70 في المئة من السكان بحلول نهاية 2021، فيما ستوفر اللقاح مجانيا لكافة الموجودين على أرضها. وأكدت وزارة الصحة السعودية "مأمونية اللقاح وفاعليته نظرا لاجتيازه مراحل اختبار اللقاح بفاعلية وحدوث استجابة مناعية قوية وأجسام مضادة". وفي الأردن تتوقع السلطات وصول اللقاحات نهاية الشهر المقبل إلى المملكة، حيث أطلقت وزارة الصحة الخميس موقعا إلكترونيا لتسجيل أسماء الراغبين في أخذ اللقاح شرط أن يكونوا من العاملين في الكوادر الصحية أو يعانون من أمراض مزمنة أو ممن تجاوزت أعمارهم الستين عاما. وقال الأمين العام لوزارة الصحة الأردنية لشؤون الأوبئة وائل الهياجنة إنه يتوقع "وصول المطعوم إلى المملكة نهاية شهر يناير المقبل أو بداية شهر فبراير الذي يليه". وكانت المؤسسة العامة للغذاء والدواء في الأردن منحت منتصف الشهر الحالي ترخيصا طارئا لاستعمال لقاح فايزر/بايونتيك لمكافحة انتشار وباء كوفيد - 19. وأعلنت وزارة الصحة الأردنية مطلع الشهر الحالي أنها وقعت اتفاقا مع فايزر/بايونتيك للتزود باللقاح المضاد لفايروس كورونا المستجد، ومع "كوفاكس" وهي آلية وضعتها منظمة الصحة العالمية تهدف إلى تسهيل وصول الدول الفقيرة إلى لقاح ضد الفايروس. وكان وزير الصحة الأردني نذير عبيدات صرح الشهر الماضي بأن اللقاحات ستكون مجانية للأردنيين والمقيمين على أراضي المملكة. وفي قارات العالم الخمس، تواصل بؤر وبائية جديدة بالظهور، مذكّرة بأنه ورغم وصول أولى اللقاحات، فإن الحياة لن تعود سريعا إلى طبيعتها. وبدأ خلال الأسابيع الأخيرة انتشار سلالة جديدة من فايروس كورونا المستجد في بريطانيا، كما جرى تسجيل إصابات بهذه الطفرة خارج الأراضي البريطانية. وعلى إثر ذلك أعلنت السعودية والكويت وعمان تعليق كافة الرحلات الجوية وإغلاق حدودها البرية والبحرية لمدة أسبوع على الأقل قابلة للتجديد. وسجلت دول مجلس التعاون الخليجي وهي السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت وعمان حتى الآن أكثر من مليون إصابة بالفايروس بينها أكثر من 9 آلاف حالة وفاة.