أكد القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، أمس، أنه لا خيار أمام الأتراك سوى مغادرة ليبيا، سلما أو حربا. ودعا حفتر للاستعداد لطرد القوات التركية وميليشياتها من الأراضي الليبية، وقال إنه «يجب أن نصوب نيران أسلحتنا نحو تركيا». وأكد حفتر أنه على الليبيين «رفع راية التحرير من جديد ضد العدو التركي المتغطرس»، مشيراً إلى أن «الحرب على تركيا ومرتزقتها في ليبيا بدأت تلوح في القريب». وكان البرلمان التركي قد وافق على تمديد مهام القوات التركية في ليبيا لمدة 18 شهرا، في وقت تبذل فيه الأمم المتحدة جهودا لإيجاد مخرج سياسي للأزمة الليبية. إلى ذلك، جددت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية التزامها بوقف إطلاق النار وتنفيذ مخرجات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5». وأكد الجيش الليبي في بيان أمس، أنه رصد «تحشيدًا كبيرًا للميليشيات الإجرامية والمدججة بالأسلحة التركية المتطورة وآلاف المرتزقة والمقاتلين الأجانب في منطقة الهيشة والقداحية وزمزم وعموم شرق مصراته». وأشار البيان إلى أن الميليشيات المسلحة رفعت درجة الاستعداد للقصوى، ما ينذر بتخطيطهم للهجوم على مناطق القوات المسلحة العربية الليبية في سرت والجفرة، وتهديد الشرق بالكامل. ولفت إلى أن تلك الأفعال تعد انتهاكا صريحاً لمبادئ وقف إطلاق النار، وما نتج عنه من تفاهمات لاتخاذ خطوات عملية على الأرض تسهم في حل الأزمة الليبية. إلى ذلك، يستعد رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج لإحياء «الحرس الوطني» لتعزيز قوته داخل العاصمة طرابلس في ظل التحشيد الكبير الذي تقوده ميليشيات العاصمة لمواجهة نفوذ تشكيلات مصراتة المسلحة الداعمة لوزير الداخلية فتحي باشاغا، وذلك بحسب ما أكدته مصادر مطلعة في حكومة الوفاق لـ«الاتحاد». وأشارت المصادر إلى عقد رئيس المجلس الرئاسي لاجتماع مع عدد من المسلحين لإحياء «الحرس الوطني» وتخصيص ميزانية خاصة له خلال الفترة المقبلة، موضحةً أن تحركات السراج تهدف بالأساس لتقوية حضوره العسكري داخل طرابلس بعد ترحيب عدد من الأطراف الإقليمية والدولية بالتمديد لمجلسه حتى إجراء الانتخابات في ديسمبر 2021. تتزامن تحركات السراج مع قادة الميليشيات المسلحة في طرابلس مع قرار أصدره لإعادة تنظيم جهاز «قوة الردع» الخاصة بقيادة عبدالرؤوف كارة، ليصبح تابعاً له بشكل مباشر بميزانية مالية مستقلة، بعيداً عن وزارة الداخلية التي يترأسها فتحي باشاغا. وكشفت المصادر الليبية عن وجود خلافات كبيرة بين رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج مع وزير الداخلية فتحي باشاغا خلال الأيام الأخيرة، مشيرةً إلى توسط بعض الدول الأوروبية الداعمة لحكومة الوفاق لنزع فتيل الأزمة وتجنيب العاصمة أي صراعات مسلحة جديدة. وفي القاهرة، دعا أعضاء وفد من المنطقة الجنوبية في ختام زيارة إلى القاهرة، مصر إلى فتح قنصلية بالجنوب الليبي لتسهيل الخدمات لمواطني البلدين، وبحث إمكانية تسيير رحلات جوية بين مطار سبها الدولي والمطارات المصرية أسوة بباقي مطارات ليبيا، معلنين تشكيل لجنة صداقة من مكونات الجنوب الليبي مع اللجنة الوطنية المصرية لتتولى التنسيق والعمل على تنفيذ ما تم الاتفاق من اجتماعات دورية. الأمم المتحدة تحث الليبيين على توحيد الجهود للوصول للانتخابات هنأت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الشعب الليبي بحلول الذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال الوطني. وقالت البعثة، في بيان: «يحتفل الليبيون بهذه المناسبة الوطنية، وهم على مسافة عام واحد من الانتخابات الوطنية المزمع إجراؤها في 24 ديسمبر2021 بحسب ما تضمنته خارطة الطريق التي توافق عليها أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي». وشددت البعثة على «أهمية البناء على التقدم الإيجابي الذي حققه الليبيون في المسارات المختلفة، من خلال إنهاء الاقتتال والمضي قدماً في التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار الشامل وتعزيز تدابير بناء الثقة، والتحسن المستمر في الجوانب الاقتصادية». كما أكدت البعثة التزامها بمساعدة الليبيين في بناء دولتهم الموحدة والقادرة، والعمل مع الجميع من أجل حماية الشعب الليبي وثرواته، وتحقيق الشرعية الديموقراطية للمؤسسات الوطنية، واستعادة سيادة البلاد، وإنهاء التدخلات الخارجية.
مشاركة :