يا ترى من هم أحبابنا؟ ومتى يكونون أصحابنا؟ أحبابنا وأصحابنا هم اولئك الذين لا يبثون مشاعرهم لنا عبر رسائل الواتس ولا يعبرون عنها عبر مكالمات هاتفيه وهم يفترشون الكنبة الوثيرة أمام شاشات التلفاز ولا يأخذوننا في الأحضان عندما نتقابل في صالات المناسبات حتى وإن كانت مشاعرهم حقيقية... أحبابنا وأصحابنا هم الذين يشاركوننا تفاصيل لحظات الفرح نجدهم يسبقوننا اليها وكأن الفرح فرحهم وأنت من يشاركهم ... أحبابنا الذين يشاركوننا الوجع والهم مهما كانت همومهم يُسكنون الأنين ويضمدون كدمات الأوجاع .. أحبابنا وأصحابنا يمنحوننا وقتهم كله لا يتفضلون علينا بفضلته... هؤلاء أصبحوا مثل طابع البريد الذي لا تجده إلا في مزادات الملايين لندرته.... أصبح الناس يضخون المشاعر ضخاً ويتفننون في مزجها بفنون الكلام ولكنهم لا يملكون ترجمتها فعلياً. لست ضد التعبير عن الأحاسيس ولكن المبالغة في استخدام الفاظ لم نعد نعرف ملامحها لكثرة ابتذالها والتي سرعان ما تتبخر فتذكرني بتلك العطور الرخيصة التي تعرض على بسطات الأسواق الشعبية التي تبخ بخات منها تجد لها رائحة زكية وبمجرد ان تضعها في مكانها لا تجد لها اي عبير وكأنك بخخت ماء لا عطرا ...!! وهناك من نكن لهم زخم من المشاعر وآخرون نقدر وجودهم ولكن الأفعال وردود الأفعال تشكل ملامح علاقتنا بهؤلاء وأولئك فترفع ميزان أولئك وتهبط بهؤلاء ... تعنينا المشاركة بكل اشكالها ولكن حتماً تغزو قلوبنا تلك التي تعضد الذراع عندما يعيينا السير وتصلب طولنا عندما تثقل الأقدام عن المسير.... الحياة كلها في مجملها سلوك انساني تتمحور في الأساليب الفعلية بالدرجة الأولى التي تكفل حاجة الآخرين انسانياً فليس التكافل مادياً فقط بل التكافل الإنساني قد يكون ابلغ اثر في بعض الأحيان فما بالك إن كان من يمنحه هم الأحباب الأصحاب ... لماذا مدح الله الذين يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة؟ هؤلاء من يمنحون ما يحتاجون لا فضلة ما عندهم.... هل عرفتم الفرق ؟ حتماً تعرفونه ...وهم يعرفونه لكنهم لا يطبقونه ...
مشاركة :