أنتهت مرحلة التليم وبدا عالم آخر وقد فتق القحم مسحته بمبراد يبرد القلب بقوته وخشونته حتى استوى نصلها بياضا يسر الناظرين واهتبش مغرابه الطويل ومحفره وفأسه الذي هو العون والركيزة، وهنا قد يحتاج القحم لسهوة يشد وثاقها ليرتقي منارتها من أجل أن يشرف على بلاده”، فتعطيه نشوة الانتصار في أبراج العلو وهو يحمي أسراب الطيور من أكل حبه، هاهو بدأ يفتل له” مفقاع ومضفه” من مشل أو من سحى المرخ الذي يعطي المظفة قوة يحتاجها لهذا الطير أو الصعو أو الهجف الذي منه القلوب ترتجف حتى لا يأكل هذا الحصاد وهو يعلم في قرارة نفسه أن الله قد كفل الرزق لهذا الطير يروح خماصا ويعود بطانا ، ولكنه فضول الحياة المتوارث في دفاتر السنين وأخذا بالأسباب، بدا الثمر يطلع كأنه ينمو في حدائق بابل والقحم كل ليلة يشد رحاله وقد وضع في طرف صميله الطويل من بقايا لي عفى عليه الزمن حتى أصبح قاعدة تريح التعب لهذه العصاة وبدا يتقفر ويغرب وينقب كأنه يربي الحياة وينمي الأماني بهذا الزرع رحمة بأفواه الجياع ، وإذا كان الزرع في الشتاء فهناك العسال الذي يجعل الزرع متعب ولا تاكله الدواب ولكنه الرجاء مسافرا في فضاء الحياة، ، لعله يطفر بشيء من الخضير الذي تتلذذ فيه البطون رحمة من الرزاق، يأتيهم في السنه مرة او مرتين، والبقرة في شموخها تطلق الآهات عزفاً وبهجة بهذه الحياة، هي منتوج والسمن في أدباعه يندح صفرة وعبقا، وياسلام عندما يختال القحم على هذه الزبر وفِي يمينه مفقاع قد شده فوق كتفه ومضفة قد ربطها على خصره النحيل حول هذا الزرع أو هذه الركزة كأنه يشاهد فاتنة على شواطي سويسرا أومجرى النيل تختال خضرة وجمال وأبو لبانه محق فوق راسه كأنه أباتشي، يعزف الالحان هائماً حتى يحتضن القصب حباً وغراما، والأطفال لهم مشهد يختلف فهم يرددون أهازيجهم :”زموح أبو لبانة ما هد بك تهامة هديت شا تخضر حطيت في أم لزامه” هو عشق الحياة يجمع الشتات وأجلت كل المناسبات بعده ، الختان والأعراس وغيرها ، نمى الزرع ونمت الأماني بنموه والآن قد أصبح جضماً من بعد صفو، وهناك من ذرا قبلهم فكان زرعه شويطاً من بعد خريط وهذا الشويط هو حساء العافية إذا مزج في برمة مع الماء فأصبح مسهلا يسهل أكله للاطفال وإلا شويطا تحن له الرغبة وينتشي له الكيف حبا وغرام، فيوقد القحم ورثته تحت أثلته وشوط قليلا حتى استوى وفحسه في زنبيله الصغيرة وأخذ يتكمحه كفلترين العافية وقوتها ، موائد عامرة بالبساطة في رمق الجوع وهناك في شطر القصيدة شريكة الحياة قد بدأت في البيت تتفقد الحواسي والبرم وقد تفنن القحم في مفت من عود عرج لكي يستوي الخضير فيه حدا يسيل له لعاب العجب، كلها موائد تعيد الحياة والنشاط في صلب العافية ونقاء العيش وشكر النعم، وبدا “المعمال” أنسا وانشرحا هذا يدادي وهذا يضف وهذا يوطق بمفقع يفقع الهواء بعد اختراق سرعة الصوت في لحظة القوة والانتصار فيكون الابتكار والانتشاء كأنه انشتاين زمانه وبدأت موائد الثريث وثواعن الموافي بأقراص الخضير واللخف والعكيد والمرسة وَيَا سلام إنها ايها الانيق موائد العافية وأنت غارق في مطاعم الوجبات السربعة وحسوك المطاعم المعلبة التي لا تسمن ولا تغني من الجوع كروش فالتة وعقول شاردة وهمم راقدة، في ذلك الزمن الذي لا يملك أرض مخضرة شد رحاله فالكرم سيد وعنوان ، لكل من يريد أن يتلذذ بهذا الخضير يجودون به فطرة وعزا وكرامه وتكافل ونخوة وهناك من أرسل مرسوله إلى أولاد عمه أو أقربائه بأن يشدوا الرحال إليه فالخير كثير، يصبح الناس في مرحلة انتقال تسمي التخضار يتخضرون كأنهم أسرة واحدة لمتهم الدنيا علي خيرات الأراضي تعزز الأخوة والتقارب والنخوة والرجولة ويبقى المعروف مسافرا رحالا في الايام الخوالي، الله هي الحياة بسيطة ولذيذة كلذة الثريث، نضج الحب وبدأ العون والمعاونه وبداظأ الناس في الحصاد وهناك لوحات إرشادية قد أطلقها القحم حذاري وأنت تتخود أن تقطف العذق من رأس القصبة فقط عليك أن تحش القصبة من أصلها حتى تخلف فهناك عالم من الهندسة الزراعيه علم ساد وباد ، وبدا مشروع آخر هو الصريب والصيد، الكل في حالة سرور وسعادة لقد تأمن زاد سنة، وولى الجوع وأصبح طريدا لقد استوت الاراضي وشبع الناس خضرة وخضير وبدا القحم يتابع الأيام ويعد أجلها لكي تبدا مرحلة أخرى من هذه التكوينات البيئية ومراحل نموها إنها مرحلة النصيد والصريب سيكون سردها في الجزء الرابع ، هناك المجارين والحنايا والعجار .. أنها أيها الانيق أكياس ليست فارغه هي الادخار في بنوك الأرض واستثمار لقمة العيش …. أبتسم أيها الأنيق هَكَذَا نعيش في الحياة أبو خالد .
مشاركة :