العديد من الصحف العربية الصادرة صباح السبت 22 أغسطس/آب بالأزمة السياسية في تركيا بعد فشل حزب العدالة والتنمية في تشكيل حكومة ائتلافية ودعوة الرئيس رجب طيب إردوغان إلى انتخابات مبكرة في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. انتقد كُتاب كثيرون أداء الرئيس التركي، متوقعين فشل مطامعه في أن يحقق حزبه الأغلبية المطلقة في الانتخابات المقبلة. كما اهتمت بعض الصحف بمساعي حل الأزمة السورية. لعنة السلطة يقول يونس السيد في الخليج الإماراتية: يعتقد أردوغان أن الانتخابات المبكرة ستؤمن له اجتذاب أصوات القوى اليمينية والقومية المعادية للأكراد ما يوفر له الغالبية المطلقة التي خسرها، من دون أن يدرك استحالة حدوث ذلك، وأن خسائره ستتوالى، بعدما أدخل تركيا في ’عش الدبابير‘ باستدراج ’داعش‘ والعنف الكردي، وأنه في النهاية يدفع ثمن مطامعه الشخصية وعبثه في الساحة السورية. ويعتبر رؤوف شحوري في الأنوار اللبنانية أن أخبث الألاعيب والمناورات هي تلك التي مارسها حزب إردوغان قبل وصوله الى السلطة وخلاله وبعده. وهو سيجري الانتخابات الاستثنائية الواحدة تلو الأخرى، فإما أن يستعيد الأكثرية المطلقة، وإما أن يعمل على تيئيس الناس من الديموقراطية بالوسائل الديموقراطية. اليوم السابع المصرية ترى في افتتاحيتها بعنوان لعنة السلطة تطارد أردوغان أن الرئيس التركي يسعى إلى تعزيز قبضته على السلطات في بلاده... لكنه يواجه سلسلة من الصعوبات منها تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نبرة المعارضة إلى جانب تجدد القتال مع قوات الحزب الكردستاني. على المنوال نفسه، ينقل سيد عبد المجيد في الأهرام المصرية عن معلقين أتراك قولهم إن الانتخابات المبكرة تمثل طوق نجاه لأردوغان حتى لا يحاسَب على فساده، وأن بحر الدماء سيزداد اتساعًا وعمقًا حال إجراء الانتخابات. وترى المصري اليوم من جانبها أن تركيا تواجه مستقبلًا غامضًا، بعد فشل محاولات أردوغان فى إقناع الأحزاب المعارضة بالدخول فى ائتلاف حكومى، واتجاه البلاد إلى خوض انتخابات مبكرة فى نوفمبر، مشيرة إلى أن الرئيس التركي يأمل بتحقيق انتصارات سياسية من خلال الحملة. في مقاله بعنوان تركيا في النفق، يشير محمد نور الدين في السفير اللبنانية إلى أن الذهاب إلى انتخابات مبكرة لم يكن خيارًا لأردوغان بل كان قرارًا منذ لحظة ظهور نتائج الانتخابات. ذلك أن ’عادة‘ التفرد في القرار باتت في جينات ’حزب العدالة والتنمية‘. ولذلك فإن الالتفاف على نتائج الانتخابات، وعدم الاستعداد للتنازل السياسي من أجل تشكيل حكومة جديدة، كان الشغل الشاغل للحزب ومن ورائه أردوغان. الأزمة السورية تقول الديار اللبنانية: إذا كان الرئيس بشار الأسد يريد حلاً سياسيًا في سوريا تقف فيه المجازر وتظهر على حقيقتها القوى التكفيرية الإرهابيةـ فإنه لابد من حل سياسي على قاعدة حكومة وحدة وطنية مع تنازل من صلاحيات رئيس الجمهورية لصالح الحكومة في بعض المجالات. إذا لم تحصل الاصلاحات في سوريا فإن سوريا العزيزة ستبقى تغرق في الدمار والخراب والخسائر البشرية. حسين العويدات يشير إلى أن هناك نقاط انفراج تلوح في الأفق، قد تكون بسبب التأثيرات السلبية للأزمة السورية على دول المحيط وسياساتها، بل وتسببها غير المباشر بنمو المنظمات الإرهابية التي بدأت تمتد خارج الحدود سواء في الدول العربية أم الأوروبية، وهذا ما زاد اهتمام الدول المعنية بالأزمة والسعي الدؤوب لحلها. يتساءل أمين الحماد في افتتاحية الرياض السعودية: هل من أحد قادر على إيقاف نظام بشار الأسد من ارتكاب المجازر بحق الشعب السوري؟ ويؤكد أنه تكشف المجزرة الأخيرة التي نفذها بوحشية النظام السوري على سوق شعبي في دوما العجز الدولي في القيام بأي شيء تجاه هذه الممارسات. على المنوال نفسه، يقول ياسر الزعاترة في الدستور الأردنية: يحتفي شبيحة طائفيون بالاتصالات الجديدة مع أمريكا، وبالحديث عن تسوية تبقي بشار في السلطة، متجاهلين ما صدّعوا به رؤوسنا سابقًا عن المؤامرة الأمريكية الصهيونية على نظام المقاومة العتيد... إن قضية سوريا قضية أخلاقية قبل أن تكون سياسية، والشعب السوري لم يستشر أحدًا حين أطلق ثورة إصلاحية سلمية محاكاة للربيع العربي، فرد عليه النظام بالقتل والتدمير والتعذيب.
مشاركة :