وما زال الكرسي والمنصب يغيران النفسيات

  • 12/26/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

سؤال يراودني بشكل يومي، خاصة عند التعامل مع أحد المسؤولين الذين لا يردون إلا بعد «ما تطلع روحك» وفوق ذلك يرد بجفاء أو قد لا يرد، رغم إنه كان قبل المنصب يتعامل كانسان طبيعي، وبمجرد ما أصبح ذا مكانة جيدة اجتماعيا وعمليا، فإن أول قرار يتخذه هو ألا يتحدث مع «كل من هب ودب» بل حديثه ورده على أشخاص مرموقين مثله، حتى لا يتلوث منصبه ومكانته، ولا أعلم من أين أتوا بهذا التفكير رغم أنه ليس من أخلاقيات العمل مطلقا.لا يوجد تفسير لهذا التصرف إلا واحد، حيث يرى أن المنصب أكبر منه، ولكن حظه أوصله لذلك أو علاقاته، لذلك يرى الآخرين بمنظور آخر، وبعد أن يتغير المنصب يبدأ في العودة لحياته الطبيعية، والبحث عن الآخرين للاستئناس بوجودهم في حياته.لكنني هنا أتحدث عن البعض، لأن هناك فئة أعرفهم جيدا منصبهم عالٍ جدا وذوي شهادة علمية مرتفعة والأعمال الموكلة لهم كثيرة، ومع ذلك يردون على أي استفسار حتى لو كان بعد يوم أو يومين، ويعتذرون عن تأخر الرد، ويردون بكل ذوق واحترام، ما يجعل من يتعامل معهم يدعو لهم ومن رباهم وأحسن تربيتهم، لأنه فعلا وجد بالمكان الصحيح.«وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ» فإذا أنعم الله على العبد بمال، وعافية، ورزق، ونال ما يريد، وما يتمناه فرح بالنعم، وبطر بها، وأعرض ونأى بجانبه عن ربه، لا يشكره ولا يذكره، ومثل هؤلاء يظنون أن ما حصل لهم بسبب شطارتهم، ويغفلون عن كونها عبئا ومسؤولية، فيتطلب منهم أن يشكروا هذه النعمة بالقيام بحقوق العباد بعد حقوق الخالق، بدون أي تغير بالأخلاق والتعالي على الآخرين، وأن يتذكروا مقولة «لو دامت لغيرك يا عبدالله ما وصلت إليك»لا تحسب الملك الذي أتيته يفضي *** وإن طال الزمان إلى مدىكالدوح في أفق السماء فروعه *** وعروقه متولجات في الندى

مشاركة :