التاريخ، والطبيعة الخلابة، والشواطئ الرملية الممتدة، والجزر المتناثرة وسط المياه الزرقاء الصافية، عوامل جذب استثنائية تجعل من أم القيوين وجهة سياحية شتوية استثنائية، ملائمة للعائلات ومجموعات الأصدقاء، الباحثين عن الاستجمام، والراغبين في قضاء إجازات ممتعة بين البحر والجبال وأشجار القرم والمعالم الأثرية. وتتميز الإمارة بتاريخها العريق، الذي يرجع إلى الألف السابع قبل الميلاد في العصر الحجري الحديث، وهو ما تؤكده المواقع الأثرية المكتشفة، ودراسة القطع الأثرية التي عثر عليها أثناء عمليات التنقيب. وتتميز أم القيوين بشواطئ خلابة، ويبلغ طول الساحل الرئيس للإمارة 67 كم، تغطي أشجار القرم حوالي 7.8 كم منها، وتظهر وسط الماء جزر رملية ساحرة أكبرها جزيرة «السينية» تليها «الغلة» و«الأكعاب»، بالإضافة إلى جزيرة «الحرملة»، وتمتاز هذه الجزر بتنوع بيولوجي وحيوي فريد. وأكد هيثم سلطان آل علي، ممثل دائرة السياحة والآثار بأم القيوين، أن الإمارة مقبلة على نقلة نوعية في السياحة، لما تتمتع به من بنية تحتية طبيعية متمثلة في الجزر والمواقع الأثرية والشواطئ الخلابة، والجبال والمناطق الصحراوية الجميلة، موضحاً أن الدائرة تسعى لتوظيف هذه الإمكانيات لجذب المزيد من السكان والسياح لقضاء أوقات ممتعة في أحضان أم القيوين. ويتعرف زائر موقع «الدور» على تاريخ الاستيطان الذي شهدته المنطقة، من خلال ما يضمه من عناصر معمارية شاهدة على حضارة المكان وقصص الاستيطان، وفي صدارتها المعالم المشيدة من الحجر البحري، مثل معبد الدور الأثري «معبد إله الشمس»، الذي يقع في حوض تحيط به كثبان رملية من الناحيتين الشرقية والجنوبية، وهو المعبد الوحيد الذي يعود تاريخه إلى القرن الأول الميلادي، ووصف بأنه معبد الإله السامي «شمش»، استناداً للحوض الحجري المكتشف فيه، وهو حوض مستطيل الشكل يوجد عليه تسعة أسطر محفورة باللغة الآرامية، وبين الكلمات يظهر اسم «شمش» بالآرامية، ومن خلال وجود الاسم جاء الافتراض أن المعبد كان مكرساً لعبادة إله الشمس. ويمكن للسائح أيضاً زيارة موقع الشبيكة الأثري، الذي يقع على الطريق الرابط بين أم القيوين ورأس الخيمة، والذي اكتشفت فيه ثاني أقدم لؤلؤة في التاريخ وتعود بحسب «التأريخ بالكربون 14» إلى 5500 سنة قبل الميلاد.. ويتوسط موقع «تل الأبرق الأثري» المسافة بين إمارتي الشارقة وأم القيوين، ويعود تاريخه إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وأظهرت الاكتشافات ارتباط الموقع بحضارة أم النار في أبوظبي، ومن أهم اكتشافات الموقع، بناء دائري لقلعة كبيرة على شكل مدرجات مبنية من الأحجار البحرية وقبور دائرية تعود لفترة أم النار، بالإضافة إلى مجموعة من البرونزيات والفخاريات واللقى الأثرية المهمة. ويعود تاريخ موقع «الأكعاب» الساحلي المطل على بحيرة أم القيوين وجزيرة الأكعاب قبالة مدينة أم القيوين إلى العصر الحجري الحديث، وأثمرت عمليات التنقيب عن اكتشاف تجمعات لعظام حيوان الأطوم إلى جانب مواد أخرى مميزة ترجع إلى الألف الخامس والألف الرابع قبل الميلاد، كما اكتشف بالموقع العديد من القطع الأثرية، تتنوع بين كميات من الأصداف والقشريات وسنارات الصيد واللؤلؤ ومكاشط وأدوات من العظام وحجر الصوان وفخار يرجع تاريخه إلى فترة العبيد. وتندرج قناة «الشريعة» ضمن قائمة المزارات المهمة في أم القيوين، وتقع في منطقة فلج المعلا، وبنيت في عهد الشيخ عبدالله بن راشد الأول عام 1800، وهي عبارة عن قناة تنقل الماء من باطن الأرض «أمهات الفلج»، إلى سطحها، ويسير الماء مع ميل الأرض في طريق مستقيم، ثم ينطلق في مسارات دائرية، ويشير الخبراء إلى أن هذه الدورانات تجعل درجة حرارة المياه معتدلة، وتعطي الماء قوة في الارتفاع حتى يظهر عند الشريعة، وتوجد شريعتان إحداهما للرجال والأخرى للنساء، وتم افتتاحهما بعد الترميم عام 2015. وكانت شريعة فلج المعلا في الماضي من أهم المحطات التي تستريح فيها القوافل وتتزود بالماء والغذاء قبل مواصلة الرحيل، وأثرت فيها عوامل عديدة مثل الجفاف المستمر في المنطقة، إضافة إلى انسداد مجرى الماء في الشريعة وحاجتها للصيانة المستمرة الدورية. مبانٍ وطنية وأثرية تضم إمارة أم القيوين مباني أثرية عتيقة، وصروح وطنية مهمة تستهوي عشاق التاريخ والحضارة من السكان والزوار، ومن هذه المعالم «برج بخوت» الذي جرى بناؤه في عهد الشيخ عبدالله بن راشد الأول عام 1800، ويقع في ميناء أم القيوين حالياً، وكان يستخدم كنقطة حراسة ومنارة للسفن، وبني البرج من الحجارة البحرية التي كانت متوفرة ذلك الوقت في خور أم القيوين، وطراز البرج ساحلي مكون من عناصر معمارية بحرية، بسبب طبيعة الموقع الجغرافي. ومن أهم معالم أم القيوين نصب الشهداء الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين عام 2016، تثميناً وتقديراً لشهداء الوطن الأبرار الذين ضحوا بحياتهم دفاعاً عن الحق وتخليداً لذكراهم الغالية، يبلغ ارتفاع النصب 33 متراً وتبلغ مساحته 15000 متر مربع، ويقع أمام مبنى الديوان الأميري. وضمن المعالم الأثرية الجميلة في الإمارة يظهر «سور أم القيوين» الذي بني في عهد الشيخ عبدالله بن راشد الأول عام 1820، ويتكون من ثلاثة أبراج، أولها برج الخور الذي يقع على خور البيضاء، وثانيها برج معصوم الذي يقع وسط السور، وأخيراً برج البحر الذي يقع على الخليج العربي مباشرة وقد قامت دائرة السياحة والآثار بأم القيوين بإعادة ترميم السور والأبراج الثلاثة، فضلاً عن إنشاء حديقة صغيرة في محيط السور تفتح أبوابها يومياً للزوار. يقع شاطئ القرم في منطقة خور اليفرة، ويعد الأول من نوعه في الإمارة، ويعزز بجمالياته إمكانيات أم القيوين السياحية، ويبرز أهمية أشجار القرم، ويتيح لزواره فرصة استكشاف المساحات الطبيعية الخلابة والبيئة الساحلية بالإمارة. طائرات ورقية يتصدر مركز «كايت بيتش» المواقع الترفيهية المتخصصة في الرياضة البحرية بالإمارة، ويقع في منطقة الميدان، ويقدم مجموعة من الفعاليات، منها أنشطة مدرسة الطائرات الورقية وجولات التجديف في خور أم القيوين وسط أشجار القرم. تمتد حديقة الشيخ زايد في أم القيوين على مساحة 54000 متر مربع، وتتميز بكثرة أشجار النخيل وشجيرات الزينة والأزهار الموسمية التي تكسبها منظراً جميلاً يسر الزوار، وتحتوي الحديقة على ألعاب متنوعة تناسب الأطفال. يمتد ممشى البيت متوحد بطول كيلو و200 متر على طول الساحل البحري بأم القيوين، يمكن الاستمتاع بمنطقة الألعاب الخاصة بالأطفال والمناطق المخصصة للشواء، ويضم الممشى أجهزة رياضية ويرتاده الزوار من مختلف الجنسيات، حيث تقام في الممشى عدة فعاليات وأنشطة ترفيهية في الأعياد والمناسبات. تقع حديقة فلج المعلا في بداية منطقة فلج المعلا على مساحة 132 كم مربع، مزروعة بشجيرات الزينة التي تضفي عليها رونقاً وجمالاً، وتحتوي على ألعاب متنوعة تناسب كافة الأعمار، وكذلك توجد مساحات للشواء والاستجمام. تصنف «دريم لاند» باعتبارها أول حديقة مائية في دولة الإمارات، وتقع على مساحة 132 كم مربع، وتحتوي على ألعاب مائية مختلفة تناسب كافة الأعمار، وكذلك توجد مساحات للشواء والتخييم. متاجر ومقاهٍ يوفر مول أم القيوين الذي يتمتع بموقع متميز في وسط المدينة لقاطني الإمارة وزوارها تجربة تسوق فريدة من نوعها في متاجر التجزئة فضلاً عن المطاعم والمقاهي ووسائل التسلية والترفيه، المتنوعة، والتي يصعب تواجدها بهذه الكثافة في مكان واحد.
مشاركة :