فيلك قادر على كتابة التاريخ مع بايرن ميونيخ وتكرار إنجاز الريال

  • 12/26/2020
  • 00:00
  • 25
  • 0
  • 0
news-picture

«فليك يمكنه تشكيل حقبة مع الجيل الحالي لبايرن، مثلما حدث عندما فاز الفريق بلقب كأس أوروبا للأندية الأبطال (دوري الأبطال حالياً) في ثلاثة مواسم متتالية من 1974 إلى 1976»... هكذا، لخص المدرب السابق أوتمار هيتزفيلد الطفرة الهائلة التي أحدثها المدرب هانزي فليك في فريق بايرن ميونيخ الألماني في غضون شهور قليلة تولى فيها المسؤولية.قبل 14 شهراً فقط، كانت معظم التكهنات تشير إلى أن بايرن ينتظر عاماً صعباً في 2020، ربما يشهد كسر هيمنته على الكرة الألمانية واحتكاره للقب الدوري (بوندسليغا)، بعد 7 مواسم متتالية سيطر فيها على اللقب. ولكن هذه التكهنات تبخرت سريعاً في غضون شهور قليلة، وتحول 2020 إلى عام عودة العملاق البافاري للعرش الأوروبي، إلى جانب تأكيد هيمنته المحلية. كما استعاد عدد من لاعبي الفريق بريقهم، وأثبت البايرن أنه ليس بحاجة إلى تدعيم صفوفه بصفقات كبيرة بقدر حاجته إلى استثمار إمكانياتهم بالشكل المناسب.وفي مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، لم يجد مسؤولو بايرن بداً من الإطاحة بالمدرب الكرواتي نيكو كوفاتش، المدير الفني للفريق، بسبب سوء النتائج في بداية الموسم، وأسندوا المهمة لمساعدة هانزي فليك بشكل مؤقت لحين ترتيب الأوراق، والبحث عن مدير فني كبير. لم يكن فليك الذي قضى معظم مسيرته التدريبية مع فريق هوفنهايم في الدرجات الدنيا، ومساعداً ليواخيم لوف في تدريب المنتخب الألماني من 2006 إلى 2014، يحظى بالترحيب الجماهيري والإعلامي في ظل صعوبة وضع الفريق، وقوة المنافسة محلياً وأوروبياً، وحاجة البايرن إلى مدرب صاحب خبرة يعيده سريعاً للمنافسة قبل فوات الأوان. لكن فليك نجح سريعاً في إعادة الثقة إلى صفوف الفريق، وأعاد النتائج الجيدة، وكذلك العروض القوية، في غضون فترة قصيرة، ما دفع مسؤولو النادي، في ديسمبر (كانون الأول) 2019، لتمديد استمراره حتى نهاية الموسم.وكانت العطلة الشتوية فرصة جيدة أمام فليك لصبغ الفريق بأسلوب لعبه بشكل أكبر، استعداداً للنصف الثاني من موسم البوندسليغا، وكذلك للأدوار الإقصائية لدوري الأبطال، واعتمد على دمج عناصر الخبرة المتمثلة في لاعبين مثل حارس المرمى مانويل نوير والمهاجم البولندي الخطير روبرت ليفاندوفسكي وزميله توماس مولر مع الشباب المتميز، وفي مقدمتهم جوشوا كيميتش وليون غوريتسكا وسيرج غنابري ونيكلاس شوله، إضافة للاعب الشاب المتألق ألفونسو ديفيز البالغ من العمر 19 عاماً.وبالفعل، انطلق الفريق منذ بداية 2020 بثبات حتى جاءت أزمة تفشي الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد لتوقف الأنشطة الرياضية في ألمانيا منتصف مارس (آذار). ومع استئناف النشاط في مايو (أيار) الماضي دون جماهير، ووفقاً لقواعد صحية صارمة، لم يتأثر مستوى البايرن، وواصل طريقه بنجاح إلى منصة التتويج بلقب البوندسليغا، كما أحرز لقب الكأس المحلية.ورغم الانتظار لأسابيع بعد انتهاء الموسم المحلي حتى استئناف فعاليات دوري الأبطال، لم يتسرب الملل إلى لاعبي بايرن، أو مدربهم فليك، وبدا الفريق منتعشاً بشكل جيد مع استئناف رحلته الأوروبية. وخلال مسيرته في دوري الأبطال، اكتسح بايرن المارد الإسباني برشلونة (8-2) في دور الثمانية، ثم تفوق على ليون الفرنسي بثلاثية نظيفة في المربع الذهبي.وفي النهائي، كانت المنافسة على أشدها مع باريس سان جيرمان الفرنسي، وحسم بايرن المهمة بهدف كينغسلي كومان. وعقب البطولة، علق كارل هاينز رومينيغه الرئيس التنفيذي لنادي بايرن قائلاً: «شكراً على ما شاهدناه على مدار عشرة أيام؛ أعمل في هذا المجال منذ فترة طويلة، هذه هي العقبة الأكبر التي شاهدتها على الإطلاق... عشنا أوقاتاً غريبة في آخر ثلاثة أشهر: كورونا، غياب الجماهير؛ ورغم ذلك أثبت البايرن تفوقه بجدارة». ومع استكماله الثلاثية للمرة الثانية في تاريخه بعد ثلاثيته الأولى في عام 2013، عادل بايرن إنجاز برشلونة بالفوز بهذه الثلاثية مرتين.وأشاد فليك بلاعبيه، قائلاً: «تطوروا بشكل لافت، ولهذا حصدنا ثلاثة ألقاب، الأمر دائماً يتعلق بالفريق». وتحدث كيميتش عن السر في نجاح بايرن بموسم (2019-2020)، قائلاً: «الجانب الإنساني يأتي في المقام الأول بالنسبة له (فليك)؛ نحن لسنا مجرد لاعبين يستخدمهم داخل النظام، لكنه ينظر إلى الجانب الإنساني... اللاعبون وكذلك الجهاز الفني لاحظوا ذلك».وقال فليك: «بالعودة إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، كان من الممكن الشعور بأن الناس لم تعد تخشى الفريق مجدداً؛ لا يوجد احترام»، في إشارة إلى الفترة التي كان يحتل فيها بايرن المركز السابع بجدول البوندسليغا، بفارق 7 نقاط عن المتصدر. وأضاف: «التقدم الذي حدث منذ ذلك الحين كان مثيراً... عملنا بكل قوة».ووصف الألماني يورغن كلوب، المدير الفني لليفربول الإنجليزي، البايرن قائلاً: «في الوقت الحالي، يبدو من أفضل وأبرز الفرق الكبيرة... مع هانزي فليك، يتمتع البايرن بالانسجام والاكتمال في صفوفه». وقال أوتمار هيتزفيلد، المدير الفني الأسبق لبايرن: «فليك يمكنه تشكيل حقبة مع الجيل الحالي لبايرن، مثلما حدث في 3 مواسم متتالية من 1974 إلى 1976».لقد أعاد فليك كتابة تاريخ البايرن من خلال ثلاثية عام 2020، خاصة مع التحول الرائع في مسيرته بالبوندسليغا، إضافة لفوز الفريق في جميع المباريات الـ11 التي خاضها بدوري الأبطال الأوروبي. وبعدما أحكم ريال مدريد الإسباني قبضته على دوري الأبطال الأوروبي لثلاثة مواسم متتالية من 2016 إلى 2018، يبدو السؤال الذي يراود كثيرين حالياً هو: ما مدى قدرة بايرن ميونيخ الألماني على تكرار هذا في السنوات القليلة المقبلة؟

مشاركة :