احتفل مئات الملايين من المسيحيين حول العالم، اليوم الجمعة، بعيد الميلاد في ظل القيود التي فرضها مرض كوفيد-19. واضطر كثيرون إلى إلغاء أو اختصار العطلة التي لطالما طبعها السفر والتجمّعات العائلية الكبيرة. ولم تكسب المعركة لوقف تفشي الوباء، الذي حصد أرواح أكثر من 1,7 شخص في العالم، رغم إطلاق حملات تطعيم واسعة النطاق تعطي الأمل بإمكانية عودة الوضع إلى طبيعته في نهاية المطاف. فقد أقام البابا فرنسيس، قداس ليلة عيد الميلاد في كاتدرائية «القديس بطرس» بحضور أقل من 200 مؤمن يضعون كمامات واقية، وأغلبهم يعملون في الفاتيكان. وتم تقديم موعد القدّاس الذي يقام عادة منتصف الليل ليتوافق مع قواعد حظر التجول التي فرضتها إيطاليا بسبب الجائحة. وقبل الوباء، كان آلاف المؤمنين والسيّاح يحضرون القدّاس الباباوي. وأما في بيت لحم، حيث ولد السيد المسيح عليه السلام، فكانت تستعد لعيد ميلاد لا مثيل له في التاريخ الحديث. ولطالما كان قداس ليلة عيد الميلاد في كنيسة المهد ذروة موسم الأعياد الذي يتوافد خلاله مئات الآلاف إلى المدينة الفلسطينية في الضفة الغربية. وأقيم القدّاس عبر الإنترنت هذا العام إذ لم يسمح إلا لرجال الدين وعدد محدود من الأفراد دخول الكنيسة التي تم تعقيمها قبيل المراسم. وقال المدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين المطران بييرباتيستا بيتسابالا «يشعر الجميع بأنهم في الظلمة وبالتعب والإرهاق وبأنهم مثقلون بهذا الوباء الذي ارتهن حيواتنا». وبدت الكنائس في أنحاء العالم خالية بمعظمها أو تضم قلة من المصلين. ونظمت الصلوات عبر الإنترنت في كوريا الجنوبية. وفي كنيسة «يودو الإنجيل الكامل» في سيول التي تستقبل عادة ما يصل إلى عشرة آلاف مصلٍ، لم يحضر اليوم الجمعة إلا 15 شخصاً جميعهم من الموظفين وأعضاء جوقة المرتلين. في الفلبين، لم يختلف الأمر كثيرا. وقالت كاين كويمبو مالونغا، وهي من سكان العاصمة مانيلا، بعدما تابعت قدّاس ليلة عيد الميلاد عبر التلفاز بدلاً من حضوره شخصياً خشية الفيروس، «أمر محزن للغاية. رؤية الجميع بالكمامات حتى القس وخدام المذبح. يذكرني الأمر بأن العالم كما أعرفه تغيّر». وعلى الرغم من حرارة الطقس، تجنّبت الحشود، على خلاف العادة، شاطئ «بوندي» في سيدني، في غياب راكبي الأمواج الذين يرتدون عادة زي سانتا كلوز، بينما راقبت دوريات الشرطة تطبيق قواعد التباعد الجسدي.
مشاركة :