دقت أجراس الإنذار في الأسواق العالمية أمس مع هبوط الأسهم الصينية بنحو 9 في المائة، وشهد الدولار والسلع الأولية تراجعات حادة، وهو ما سبب ذعرا للمستثمرين. وأحجمت بكين عن تبني إجراءات مثلما كان متوقعا في مطلع الأسبوع إثر هبوط البورصة 11 في المائة الأسبوع الماضي. ومحت أحدث خسائر ما تبقى من مكاسب ضخمة حققتها السوق منذ بداية العام. ووصف متابعون يوم أمس بالأحمر للبورصات العالمية، حيث نزل مؤشر الأسهم القيادية سي.إس.آي-300 بنسبة 8.8 في المائة ليغلق على 3275.53 نقطة كما هوى مؤشر شنغهاي المجمع 8.5 في المائة إلى 3209.91 نقطة ليعود من حيث بدأ في عام 2015. متابع لأسعار الأسهم خارج مكتب وساطة في طوكيو. «رويترز» وهبط مؤشر هانج سنج في هونج كونج لليوم السابع على التوالي وفقد 2.5 في المائة. ولم يتجاوز عدد الشركات التي سجلت مكاسب في بورصتي شنغهاي وشنتشن 16 شركة بين الشركات المدرجة في البورصتين، في حين انخفض أكثر من ألفي سهم أو 80 في المائة من الإجمالي بالحد الأقصى المسموح به وفقا لما نقلته وكالة رويترز. ومع تدهور الأسهم الصينية تراجعت الأسواق الآسيوية الأخرى بسبب فشل تدخل لبكين لاستعادة الثقة، وذلك في ظل تزايد القلق بشأن الاقتصاد. وتكبد مؤشر "نيكي" القياسي للأسهم اليابانية أكبر خسارة يومية في أكثر من عامين أمس، بعد أن آثار هبوط حاد في الأسهم الصينية تهافتا على البيع مع تنامي المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي تقوده الصين. وفقد "نيكي" 4.6 في المائة من قيمته ليغلق على 18540.68 نقطة مسجلا أدنى إغلاق منذ 23 شباط (فبراير) ومسجلا أكبر خسارة يومية منذ حزيران (يونيو) 2013. وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 5.9 في المائة إلى 1480.87 نقطة كما انخفض مؤشر جيه.بي.إكس-"نيكي" 400 بنسبة 5.7 في المائة إلى 13370.33 نقطة. وانخفض مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى بنحو 3 في المائة، بعدما تراجعت الأسهم الآسيوية لأدنى مستوياتها في ثلاث سنوات في ظل مخاطر بخروج الهبوط الذي تشهده الأسهم الصينية منذ ثلاثة أشهر عن نطاق السيطرة. واتجه المؤشر لتسجيل أكبر خسارة شهرية منذ عام 2008 مع فقده أكثر من تريليون دولار من قيمته السوقية منذ مطلع شهر آب (أغسطس) بفعل المخاوف بشأن متانة اقتصاد الصين. ونزل المؤشر 12 في المائة منذ مطلع آب (أغسطس) مسجلا أكبر خسارة شهرية منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2008. وخسر "يوروفرست 300" 1.1 تريليون يورو (1.26 تريليون دولار) من قيمته السوقية منذ مطلع الشهر الجاري. وتراجعت بورصة باريس 4 في المائة ظهرا، بعد أن افتتحت التداولات على انخفاض 2.62 في المائة، في أدنى مستوى منذ كانون الثاني (يناير). كما تدهورت بورصة فرانكفورت بأكثر من 5 في المائة، بعد أن سجلت انخفاضا لدى الافتتاح بنسبة 3.15 في المائة. بدوره، انخفض المؤشر الرئيس في بورصة ميلانو بنسبة 4 في المائة، كما خسرت بورصة بلجيكا أكثر من 5 في المائة. أما بورصة أوسلو التي تهيمن عليها المواد الأولية فقد خسر مؤشرها 6 في المائة. أما بورصة لندن فتراجعت بنسبة أكثر من 4 في المائة ظهرا بعد انخفاض نسبته 2 في المائة صباحا. وفي موسكو، تراجع مؤشر البورصة "آر.تي.إس" للأسواق المالية 4.21 في المائة، في حين تراجع مؤشر ميسكس الروسي 1.76 في المائة. وبذلك تكون البورصة الروسية لحقت بركب الأسواق المالية الآسيوية والأوروبية التي تأثرت بتباطؤ الاقتصاد الصيني. وشهد النفط مزيدا من الخسائر وهبط 4 في المائة، بينما ارتفعت الملاذات الآمنة مثل سندات الخزانة الأمريكية والسندات الألمانية والين واليورو في ظل مخاوف واسعة النطاق من تباطؤ اقتصادي عالمي بقيادة الصين ونشوب حرب عملات. ونقلت وكالة رويترز عن ديدييه دوريه رئيس أنشطة الاستثمار في إيه.بي.إن أمرو "إنه رعب على نطاق واسع بفعل الصين. ستستمر التقلبات حتى نرى بيانات أفضل أو إجراء قويا في السياسة النقدي من خلال تيسير نقدي فعال". وكان كثير من المتعاملين يأملون أن تأتي مثل تلك الإجراءات الداعمة ومن بينها خفض أسعار الفائدة من الصين في مطلع الأسبوع بعدما هبطت سوقها الرئيسة للأسهم 11 في المائة الأسبوع الماضي. وشكل هبوط الأسهم الصينية بنحو 9 في المائة أسوأ أداء لها منذ ذروة الأزمة المالية العالمية في 2009 وبدد جميع المكاسب التي حققتها منذ بداية العام التي بلغت في حزيران (يونيو) أكثر من 50 في المائة. وأدى الهبوط الأخير إلى تنامي خيبة الأمل نظرا لأن بكين لم تعلن سياسة الدعم المتوقعة في مطلع الأسبوع وتراجعت جميع العقود الآجلة على المؤشرات بالحد الأقصى اليومي 10 في المائة، وهو ما يشير إلى أن الأيام المقبلة ستكون أشد قتامة. وقال إيجي كينوشي رئيس التحليل الفني لدى ديوا للأوراق المالية في طوكيو "ربما تضطر الصين إلى إجراء مزيد من الخفض في قيمة اليوان إذا تعثر اقتصادها وأدى تعامل أسواق الأسهم مع آفاق ضعف اليوان إلى تضخيم الأثر السلبي لتباطؤ الاقتصاد الصيني". وهناك دلائل جديدة على امتداد الأزمة إلى الأسواق المتقدمة. فقد هبط مؤشر فاينانشيال تايمز 100 البريطاني الذي يضم عددا كبيرا من شركات النفط والتعدين العالمية لليوم العاشر على التوالي مسجلا أسوأ أداء له منذ 2003. وانخفض مؤشر يوروفرست 300 الأوروبي في أحدث تحرك 3.7 في المائة إلى 1382.15 نقطة ليفقد نحو 300 مليار يورو (344.61 مليار دولار) من قيمته، وتصل خسائره إلى ما يزيد عن تريليون يورو منذ بداية الشهر.
مشاركة :