قبل 7 أيام من انتهاء الفترة الانتقالية لبريكست في 31 ديسمبر، أعلن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعد ظهر يوم الخميس التوصل إلى اتفاق يحكم العلاقات التجارية والأمنية بين الجانبين بدءا من أول يناير 2021. وقابل البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في اللحظة الأخيرة، بارتياح بينما تعهد البعض، بشعور مشوب بالحذر، بدراسة النص قبل الموافقة عليه. وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في مؤتمر صحفي في بروكسل، أن الكتلة المكونة من 27 دولة قد توصلت إلى "اتفاق عادل ومتوازن" مع بريطانيا. وقالت: "إنه اتفاق عادل ومتوازن وهو الشئ الصحيح والمسؤول لكلا الجانبين"، مضيفة "أريد أن أقول لأصدقائنا في بريطانيا إن الفراق هو حزن جميل". وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في مؤتمر صحفي افتراضي في داونينغ ستريت، إن بلاده "استعادت السيطرة" بتأمين اتفاق تجاري لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأضاف: " لقد استعدنا السيطرة على كل صغيرة وكبيرة في لوائحنا بطريقة كاملة وغير مقيدة". وقال جونسون أيضا إن الاتفاق يوفر اليقين للشركات في جميع أنحاء البلاد وسيفيد بريطانيا بأكملها لأنه "لن تكون هناك حواجز من الرسوم الجمركية في الأول من يناير 2021 أو حواجز غير جمركية على التجارة". وسيحتاج الاتفاق إلى موافقة البرلمان الأوروبي والبرلمان البريطاني ودول الاتحاد الأوروبي الـ27، ومن المرجح أن يفرض الاتحاد الأوروبي "تطبيقا مؤقتا" للاتفاق حتى يصوت أعضاء البرلمان الأوروبي عليه في عام 2021. وأشادت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بـ "الأهمية التاريخية" للاتفاق، وقالت إن برلين ستدرسه لتقرر ما إذا بإمكانها تأييد نتيجة المفاوضات. وقالت ميركل في بيان: "بهذا الاتفاق، نضع الأساس لفصل جديد في علاقتنا"، مضيفة أن الحكومة الألمانية ستدرس الآن بشكل مكثف نص الاتفاق لتقرر بسرعة ما إذا كان بإمكان ألمانيا تأييد نتيجة المفاوضات. وقالت ميركل: "إنني على ثقة بأننا حققنا نتيجة جيدة هنا". وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بيان له: "لقد رأينا أخيرا دخانا أبيض يتصاعد من المفاوضات، لكن لم يتم الانتهاء من الاتفاق بعد". وأضاف ماس أنه يتعين أن يحظى الاتفاق بمصادقة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وعددها 27، ثم البرلمان الأوروبي في وقت لاحق، قبل أن يدخل حيز التنفيذ. وقال ماس: "بصفتنا رئاسة المجلس، نريد أن نقوم بكل ما في وسعنا لضمان دخول الاتفاق حيز التنفيذ مؤقتا من أول يناير 2021". ومن جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الاتفاق أثبت أن "وحدة أوروبا وحزمها قد آتيا ثمارهما". وأضاف الرئيس الفرنسي أن "أوروبا تتحرك إلى الأمام ويمكنها أن تتطلع إلى المستقبل متحدة وذات سيادة وقوية". وتابع في تغريدة عبر تويتر بقوله إن "الاتفاق مع بريطانيا ضروري لحماية مواطنينا وصيادينا ومنتجينا. وسنعمل على ضمان ذلك". وكتب رئيس الوزراء الهولندي مارك روته على تويتر: "التوصل إلى اتفاق حول شراكة جديدة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعد مفاوضات شاقة خبر رائع. هذا أمر بالغ الأهمية لنا جميعا. وسنقوم الآن بدراسته بعناية". كما وصف رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، في تغريدة عبر تويتر، الاتفاق بأنه "خبر جيد". وقال كونتي: "سيتم ضمان مصالح وحقوق الشركات والمواطنين الأوروبيين. وستكون بريطانيا شريكا وحليفا محوريا للاتحاد الأوروبي وإيطاليا". وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عبر تويتر "أرحب ببدء الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا"، مضيفا أن "الدول الأعضاء ستدرسه وسيعلق مجلس الاتحاد الأوروبي عليه في الأيام المقبلة. وتواصل إسبانيا وبريطانيا الحوار للتوصل إلى اتفاق بشأن جبل طارق". كما رحب الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا ورئيس الوزراء أنطونيو كوستا بالاتفاق، مؤكدين أن بريطانيا ستظل حليفا وشريكا مهما.