تهزم الوباء أم تُحتضَر بصمت؟ فيروس كورونا في أفريقيا يصير لغزا كبيرا

  • 12/27/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عندما بدأ انتشار فيروس كورونا بين أواخر العام الماضي واوائل العام الحالي، كانت لدى خبراء الصحة العالمية مخاوف خاصة بشأن قارة أفريقيا وقدرتها على الصمود في وجه الجائحة، بسبب تخلف البنية التحتية الصحية في معظم دولها، ومعاناة البعض الآخر من نزاعات مسلحة تشكل بيئة مواتية لتفشي الأمراض.لكن ما استلفت النظر أن سرعة ووتيرة انتشار فيروس كورونا في أفريقيا كانتا أبطأ من مثيلتيهما في سائر قارات العالم، وعلى عكس المتوقع فرضت حكومات كثير من دول القارة إجراءات إغلاق صارمة وإن كانت ثقيلة الوطأة على الاقتصاد، لا سيما بالنسبة للفئات الأكثر فقرًا.وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، سجلت أفريقيا حتى الآن ما مجموعه 2.6 مليون إصابة بفيروس كورونا و61 ألف حالة وفاة، وهي أرقام أقل من المسجلة في الولايات المتحدة وحدها خلال 3 أسابيع.وأضافت الصحيفة أن هذه الإحصاءات لا تتمتع بدرجة كبيرة من الدقة في الغالب، وهناك أدلة على أن عددًا ضخمًا من حالات الإصابة والوفاة بفيروس كورونا في أفريقيا لم يتم تسجيلها رسميًا.ونقلت الصحيفة عن مدير المراكز الأفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها الدكتور جون نكنجاسونج قوله "يبدو أن معدل التعرض للإصابة بفيروس كورونا في أفريقيا أكبر مما تكشفه البيانات المسجلة".وتابعت الصحيفة أن بعض العلماء سعوا للعثور على تفسيرات لعدم انتشار فيروس كورونا في أفريقيا بوتيرة مماثلة لغيرها من القارات، وطرحوا تفسيرات يصعب التأكد من مدى دقتها، مثل أن الإصابة بفيروس كورونا دون ظهور الأعراض أو بأعراض خفيفة أكثر شيوعًا لدى الشباب (ويبلغ متوسط عمر سكان أفريقيا 19.7 عامًا، وهو أقل من مثيله في الولايات المتحدة) أو أن ظروف حياة سكان القارة تزودهم بمناعة أقوى، أو أن مناخ القارة الحار يساعد في إبطاء انتشار فيروس كورونا.وطرح البعض تفسيرًا مفاده أن فيروس كورونا غزا دول العالم المتقدم أولا وبوتيرة انتشار كثيفة، تاركًا فرصة للحكومات الأفريقية لفرض إجراءات إغلاق وتدابير وقائية قبل أن ينتشر في القارة بوتيرة مماثلة، وعلى سبيل المثال فقد أعلنت زيمبابوي حالة الكارثة الوطنية في مرحلة مبكرة ولم تكن الأزمة قد وصلت إلى مستوى الكارثة الوطنية بعد.وقال الدكتور جون نكنجاسونج "لقد فرضنا في أفريقيا إجراءات إغلاق صارمة لأن قدراتنا الطبية ضعيفة للغاية". والمفاجأة أن هذه الإجراءات التي تكشف من اليأس اكثر مما تكشف من القدرة وضعت قارة أفريقيا على رأس قائمة المناطق الناجحة في الحد من انتشار فيروس كورونا، بعكس الولايات المتحدة وأوروبا اللتين أصبحتا في ذيل القائمة.واستفادت دول غرب أفريقيا بشكل خاص من الدروس المستفادة من الاستجابة لفيروس إيبولا في عامي 2014 و2015، والذي تزامن انحساره في القارة السمراء مع انتشار فيروس كورونا.

مشاركة :