كورنيش أبوظبي.. حضارة وترفيه وتراث

  • 12/27/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تجارب سياحية فريدة ومتكاملة توفرها منطقة كورنيش أبوظبي لزوارها، يمتزج فيها الترفيه مع الاستجمام، والمناشط الرياضية مع الجولات الثقافية والتراثية، والتسوق مع الاستعراضات الفنية، ليجد الزائر نفسه وسط مقاصد متعددة تلبي احتياجات مختلف الشرائح العمرية، وتتيح لهم قضاء إجازات شتوية ممتعة في أحضان العاصمة. وتنفرد منطقة كورنيش أبوظبي بأيقونات ومعالم فريدة تختال على شاطئ الخليج في تصاميم مبهرة متميزة، ولا يفصل بينها سوى دقائق معدودة، فهنا على كورنيش العاصمة يتجاور قصر الوطن مع قصر الإمارات، وأبراج الاتحاد، وصرح زايد المؤسس، ومعها الواجهة البحرية التي تضم ممشى ترفيهياً يمارس عليه الزائر مختلف أشكال الرياضات، وفي مقدمتها المشي، فضلاً عن القرية التراثية التي تعد واحدة من أهم المعالم الرئيسة التي يقبل عليها الزوار والسياح، وكاسر الأمواج بمناظره الأخاذة، كما يوجد العديد من الفنادق العالمية التي تطل على الواجهة البحرية ومراكز التسوق، ومناطق ألعاب الأطفال.. ويمتد كورنيش أبوظبي على مسافة ثمانية كيلومترات بمحاذاة الواجهة البحرية الساحرة، ويضمّ مساحات للعب الأطفال وممرّات منفصلة للمشاة والدرّاجات الهوائية، ومقاهي ومطاعم، إضافة إلى شاطئ الكورنيش الذي يتميز بالمياه الفيروزية والرمال البيضاء، حيث يمكن للزوار التنزه على طول الممشى البحري المميز والممرّات الواسعة التي تتراصف على جانبيها المقاعد المطلة على مياه الخليج العربي والحدائق المنسقة. قصر الوطن جزء من مجمع القصر الرئاسي الإماراتي، ويمثل مَعلماً ثقافياً عريقاً يستقطب الزوار لاكتشاف الإرث المعرفي والتقاليد العريقة التي شكلت دولة الإمارات، ولا يمكن التعامل معه باعتباره مجرد قصرٍ تقليدي، فهو منارة ثقافية تسلّط الضوء على تاريخ الوطن، وتتيح للزوار التعرف على مراحل تأسيس دولة الإمارات، والوقوف على تقاليدها وتراثها، كما يوفر لهم إمكانية دخول الأروقة المخصصة لاستضافة القمم الرسمية. ويعرض القصر الذي يتميز بعمارته المهيبة وتصميمه الرائع، المساهمات العربية في مختلف مجالات المعرفة. ويُعتبر العرض الضوئي والصوتي المذهل «ذا بالاس إن موشن» من أبرز الفعاليات التي يحرص الزوار على الاستمتاع بجمالياتها، فالعرض يسرد مسيرة تطور الإمارات عبر ثلاثة أعمال فنية تُقام أمام القصر الرئيس. ويضم القصر مكتبة قصر الوطن وبيت المعرفة، ما يسمح لعشاق التاريخ والثقافة والأدباء بالاطلاع على مجموعة ضخمة من الكتب والمخطوطات ومصادر أخرى تتناول تاريخ الإمارات ومراحل تطورها. وتتضمن جولة الزوار قاعة روح التعاون، وهي واحدة من أهم قاعات القصر، حيث يتقرر تحت سقفها مستقبل المنطقة، وتجتمع فيها هيئات كبرى رفيعة المستوى مثل المجلس الأعلى للاتحاد والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، لتعبر عن الطموحات، وتضع جداول الأعمال وترسم خريطة الطريق نحو المستقبل.. ويمكن للزوّار التعرّف على عالم الدبلوماسية والمراسم في هذه القاعة التي تتميز بالثريا المذهلة والشكل الدائري وترمز إلى التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالمساواة وحركة التنوير.. وتتضمن رحلة الزائر في القصر دعوة بعنوان ذكرى من القصر، حيث يتسنى لهم التقاط صورة تذكارية في قاعة وسائل الإعلام والقاعة الكبرى المذهلة التي تضمّ قبة مركزية وقناطر وأنماطاً من الفسيفساء ومكعباتٍ معكوسة. القرية التراثية.. رحلة فريدة إلى الماضي تعد القرية التراثية فرصة لاكتشاف الجوانب التقليدية لأسلوب حياة البدو في الصحراء، واكتشاف ملامح السوق التراثي والمسجد والمخيّم في الفترة التي سبقت تحوّل أبوظبي إلى مدينة عصرية، وتقدّم القرية لمحة عن ماضي الإمارة، ويمكن للزوار التسوق واكتشاف القطع الأثرية ومشاهدة الحرفيين أثناء انهماكهم في صنع الأواني الفخارية ونفخ الزجاج وحياكة الأقمشة على النول.. وتخضع القرية التراثية لإدارة نادي تراث الإمارات، وتحتضن ورش عمل عامة حيث يستعرض فيها الحرفيّون مهاراتهم التقليدية كصناعة الأدوات المعدنية، والأواني الفخارية، والحياكة والغزل.. ويتشارك الحرفيّون مهاراتهم مع الزوّار ويمنحونهم في بعض الأحيان الفرصة لتجربة حرفتهم.. أمّا متجر التوابل الصغير في القرية، فيقدّم أصنافاً متنوّعة من الأعشاب المجفّفة والصابون المصنوع يدوياً وباقة متنوّعة من التذكارات التي يمكن شراؤها للأصدقاء. أُنشئ صرح «زايد المؤسس» ليكون تكريماً وطنياً دائماً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، واحتفاءً بالإرث المُلهم والقيم النبيلة للأب القائد مؤسس دولة الإمارات، ويتيح هذا الصرح للسكان والزوار فرصة التعرف بشكل أعمق على تاريخ دولة الإمارات وثقافتها العريقة من خلال مجموعة من التجارب المصمّمة للتعرف على الإرث الاجتماعي والثقافي والبيئي للأمّة عبر تحف فنيّة وقصص ملهِمة ومعارض مميّزة وغيرها. ويقع الصرح بمنطقة عامة خضراء تمتد على مساحة 3.3 هكتار وتتخلّلها حديقة تزخر بالنباتات التقليدية مع مناطق مخصصة للجلوس، إضافة إلى حديقة تراثية تعجّ بنباتات الصحراء المستخدمة لأغراض طبية وممشى مرتفع يوفر إطلالات آسرة على الخليج العربي وأفق المدينة الرائع. ويتيح الصرح للزوار فرصة التعرف بشكل أعمق على الوالد المؤسس، وذلك من خلال أعمال فنية مُبتكرة، ومركز لخدمات الزوار يضم صوراً وقصصاً عن حياته «طيّب الله ثراه» ومجموعة من التجارب التفاعلية للتعرف أكثر على عطاء الوالد المؤسس على مستوى الدولة والعالم. ويتوسط صرح زايد المؤسس «الثريا»، وهي عمل فني مُبتكر ثلاثي الأبعاد يتميز بطابع ديناميكي يُظهر ملامح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه» من زوايا عدة، ومن نقاط المشاهدة المخصصة أيضاً.. وخلال الليل، تتلألأ الأشكال الهندسية بشكل يحاكي نجوم السماء. تعدّ أبراج الاتحاد معلماً هندسياً رائعاً يقع على كورنيش أبوظبي، وتتألّف من خمسة أبراج، تستقبل السكان والسياح والزوار، وتعتبر وجهة مثالية للعيش والعمل والإقامة والتسوق وتناول أشهى المأكولات وسط إطلالات بانورامية على المدينة والخليج العربي، ويشمل المجمع ثلاثة أبراج سكنية وبرجاً تجارياً، فضلاً عن فندق من فئة الخمس نجوم يصل ارتفاعه إلى 280 متراً. وتقدّم «منارة الرؤية» في الطابق 74 من البرج الثاني إطلالات منقطعة النظير على معالم المدينة الساحرة. قصر الإمارات.. تجسيـد عصري للعمارة العربية يشتهر قصر الإمارات، الفندق العالمي الحائز العديد من الجوائز الرفيعة، بعراقته العربية منقطعة النظير، ويندرج ضمن الفنادق المصنّفة في فئة «خمس نجوم»، ويوفّر أروع التجارب المحلية الأصيلة، يعكس التصميم المعماري لقصر الإمارات، الذي تعود ملكيته لشركة قصر الإمارات التي تنضوي تحت محفظة حكومة أبوظبي، الثقافة العربية والتراث العربي بامتياز، ويستضيف رؤساء الدول وكبار الشخصيات والمشاهير أثناء زيارتهم للدولة، كما يُعتبر الصرح المفضّل لإقامة مؤتمرات القطاعين العام والخاص المرموقة. ويُعدّ القصر من أشهر معالم أبوظبي، ويتمتّع بموقع استراتيجي في قلب في العاصمة، ويمتدّ المبنى الرئيسي على مسافة تناهز الكيلومتر من الجناح الشرقي إلى الجناح الغربي، وتغطّي حدائقه مساحة 100 هكتار، ويضمّ شاطئاً خاصّاً، يمتدّ على مسافة 1.3 كيلومتر، وأحواض سباحة، ومرسى خاصّاً يوفّر أروع الإطلالات على الخليج ومطاعم عالمية المستوى. ويتميز القصر بتصميمه الفاخر والراقي، حيث يضمّ 114 قبّةً، أبرزها القبّة المركزية التي ترتفع 72.6 أمتار عن الأرض، والمزيّنة بحرفية تامّة بالذهب وعرق اللؤلؤ والكريستال، ويحتوي الفندق على أكثر من ألف ثريا تزن أكبرها 2.5 طن، ويظهر التباين جليّاً في وضح النهار بين لون الفندق الرمليّ المائل إلى الذهبي والحدائق الخضراء النَّضِرة ونوافير المياه الفضية المتلألئة والسماء الزرقاء.. وعندما يحلّ الليل، تتغيّر إضاءة الفندق بطريقة فنية بارعة، إذ تتلوّن القبّة الرئيسية بمختلف أطياف قوس قزح.

مشاركة :