انتهى كلاسيكو آسيا بين الهلال والاتحاد بتعادل أراه بكل تجرد لم يكن مستحقًا للروماني رزفان لوشيسكو مدرب الهلال، الذي أراد أن يكحل عين الفريق ويحل مشكلة غياب ياسر الشهراني وبديله في الظهير الأيسر مدالله العليان، فأعماها بوضع محمد البريك في اليسار وأمير كردي في اليمين ليخسر الطرفين، ويخفي سلاحه الأقوى سالم الدوسري وأندريه كاريلو، ويربك محوري الارتكاز سلمان الفرج وكويلار اللذين انشغلا عن مهامهما الرئيسة في محاولة ترقيع كوارث هذا الحل الذي حذرت منه الخميس الماضي! مشكلة رزفان في افتقاده للشجاعة والجرأة في الزج باللاعبين الصغار حتى حين يضطر لذلك، لذلك سيكون من المتوقع أن يجد العبدان والطريس مصير متعب المفرج وذعار العتيبي وناصر الدوسري في التطنيش والإبعاد لحساب أمير كردي وهتان باهبري وعمر خربين الذين كان يفترض أن يكونوا هذا الموسم خارج كشوفات الهلال وفق الحسابات الفنية، لكن الحسابات المالية والتعاقدية كان لها القرار الأخير! في المقابل، نجح البرازيلي كاريلي مدرب الاتحاد في اللعب وفق الإمكانات التي لديه، فأعطى الملعب للهلال، ومنح رزفان الاستحواذ الذي يبحث عنه، لكنه أخذ الأهم: الخطورة، ووفرة الفرص، وسهولة الوصول لمرمى العبدان، والتسجيل الذي كان يمكن أن يتكرر لولا رعونة مهاجمي الاتحاد وفي مقدمتهم الصربي ألكسندر بريجوفيتش، كما أنَّ لاعبي الاتحاد قدموا مباراة مميزة من حيث التركيز الذهني العالي والأداء البدني القتالي والوقوع بأقل الأخطاء الفردية، في الهلال كان العكس تمامًا، أخطاء فردية بالجملة، وكوارث دفاعية، وعقم هجومي يبدأ من الصناعة البليدة وينتهي في غياب قوميز الذي كان يصنع من اللاشيء شيئًا فصار لا يصنع شيئًا! في آخر ثلاث مواجهات للفريق خسر الهلال من الوحدة والفتح وتعادل بصعوبة مع الاتحاد، وهذا يؤكد أنَّ الفريق بحاجة لوقفة فنية وإدارية حقيقية تعيده إلى الطريق الصحيح وتجنبه سلوك الطريق المنحدرة التي اتجهت إليه فرق أخرى بسبب صمت جماهيرها وإعلامها وتفرغهم لنظرية المؤامرة والحظ والحكم والفار! الهلال بحاجة لإضافة فنية حقيقية في يناير تتمثل بلاعب أجنبي بديل للسوري عمر خربين، يملأ الفراغ الذي تركه السوبر إدواردو، والذي لا يبدو أن اللاعب الأرجنتيني الأنيق الرقيق يستطيع أن يملأ مكانه، وهنا أتحدث عن لاعب هجومي يمتلك الحلول المتعددة والقوة البدنية والمجهود والقدرة على الصناعة والتسجيل كما كان يفعل إدواردو على الأقل في أول مواسمه، كما أنَّ الفريق بحاجة عاجلة لظهير أيسر حقيقي يستطيع أن يعوض غياب ياسر الشهراني، ويتناغم مع إمكانات المجموعة بدلًا من العبث بالفريق كله بسبب غياب لاعب واحد كما فعل رزفان أمام الاتحاد! الحقيقة التي يجب أن يعترف بها رزفان هي أنه نجا من خسارة مستحقة ومحققة أمام الاتحاد عطفًا على كمية الفرص التهديفية المحققة، وعليه أن يعترف أنَّ الهلال بهذه الوضعية لن يصمد طويلًا، وأنَّ صدارته التي حفظتها رأسية الشهري في الرمق الأخير لن تصمد طويلًا إن لم يصحح أخطاءه ويجد الحلول الصحيحة لمشكلة تراجع الأداء العام للفريق، وتراجع أداء بعض اللاعبين المهمين الذين يأتي في مقدمتهم الأسد قوميز، الأسد الفرنسي الذي اكتشف البعض فجأة أنه أسد عجوز وهو في الحقيقة كان وما يزال أسدًا كبيرًا في عمره وأدائه وروحه، لكنه أسد حمِّل أكثر مما يحتمل!
مشاركة :