حذرت إيران الإثنين من تجاوز "خطوط حمر" متعلقة بأمنها في الخليج بعد تقارير صحافية عن تحركات لغواصة إسرائيلية باتجاه المنطقة، وشددت على أنها ستدافع عن نفسها ضد أي "مغامرة" قد تقدم عليها إدارة دونالد ترامب في أيامها الأخيرة. وأعلنت البحرية الأميركية الأسبوع الماضي، أن غواصة نووية أبحرت في مضيق هرمز، في خطوة اعتبرت عرضا للقوة مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاغتيال اللواء الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية في العراق. وبعيد ذلك، نقلت تقارير صحافية أجنبية عن وسائل إعلام اسرائيلية، أنباء عن عبور غواصة اسرائيلية قناة السويس في طريقها الى الخليج أيضا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي الإثنين ردا على سؤال بشأن هذه التقارير "يدرك الجميع ما يعنيه الخليج الفارسي بالنسبة لإيران". وأضاف "يدرك الجميع سياسات الجمهورية الإسلامية في إيران في مجال الأمن والدفاع الوطني، ويعرفون جيدا الى أي حد سيكون الخطر مرتفعا في حال أرادوا تجاوز الخطوط الحمر لإيران". ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي رسميا التقارير عن تحرك غواصتها. والدولة العبرية هي العدو اللدود لإيران في الشرق الأوسط، وسبق للجمهورية الإسلامية أن اتهمتها بالوقوف خلف عمليات عدة استهدفتها، آخرها اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي قرب طهران. وتستعد إيران هذا الأسبوع لإحياء ذكرى سليماني القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الذي اغتيل بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد في الثالث من كانون الثاني/يناير 2020. وترافق اقتراب موعد الذكرى مع اتهام واشنطن لطهران بالوقوف خلف هجوم صاروخي استهدف سفارتها في العراق، وهو ما نفته إيران، مجددة رفضها لاستهداف البعثات الدبلوماسية. وقال خطيب زاده "بعثنا عبر قنوات مختلفة برسائل للحكومة الأميركية ولأصدقائنا في المنطقة، لئلا يندفع النظام الأميركي الحالي نحو مغامرة جديدة في المنطقة في أيامه الأخيرة في البيت الأبيض". ولم يحدد المتحدث هذه القنوات. وأضاف "نحن لا نبحث عن التوتر، لم نبحث عنه، ولن نبحث عنه، لا سيما في المنطقة. لكن ليس لدينا أدنى شك في الدفاع عن بلدنا"، مبديا أمله في أن "يتمكن العقلاء في واشنطن من ضبط التوترات". وشهدت العلاقات المقطوعة منذ نحو أربعة عقود بين طهران وواشنطن، توترا متزايدا في عهد ترامب الذي اعتمد سياسة "ضغوط قصوى" على الجمهورية الإسلامية، وقام عام 2018 بالانسحاب أحاديا من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران. ومنذ صيف 2019، وجد البلدان نفسيهما أمام احتمال الانخراط في مواجهة مباشرة، خصوصا بعد اغتيال سليماني بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد.
مشاركة :