مصير دور العرض بعد تداعيات كوفيد-19 وإنتفاضة منصات البث

  • 12/28/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هل السينما في طريقها للإنقراض؟ الزياني: شركة سينيكو خسرت مايقارب 20 مليون دينار الزياني: بعض شركات السينما لن تفتح صالاتها بعد الجائحة الزياني: قرار HBOmax سيعجّل من عمليات القرصنة، ولن يستمر كسياسة حوار علي محمد مرهون – طالب إعلام جامعة البحرين بعد إنتفاضة منصات البث الرقمية والتي غزت البيوت في أنحاء العالم، جاءت جائحة كورونا مع تداعيتها لتدق ناقوس الخطر من أن تجربة الذهاب للسينما قد تواجه تهديداً حقيقياً، فهل السينما في طريقها إلى الإنقراض ؟ هذا ماسنتعرف إليه في الحوار مع الناقد السينمائي أحمد الزياني.بداية، كيف تجني دور العرض الأرباح، وماهي آلية عمل الصالات ؟ وهل تقتصر الإيرادات على بيع التذاكر، أم أن هنالك مصادر دخل إضافية ؟ يظن المعظم أن أغلب أرباح دور العرض هي من بيع التذاكر، غير أن هذا غير صحيح، حيث أن الموزع الفيلم في البحرين مثلاً يأخذ 50% من سعر التذكرة، وهذا يختلف من دولة إلى أخرى، فقد تصل النسبة إلى 80% في بعض دول الغرب، ولهذا نجد أسعار الفشار والمشروبات الغازية وغيرها من المأكولات مرتفعة مقارنة بما يباع في السوق، بالإضافة إلى الدعايات الترويجية والتي تعرض قبل الفيلم، حيث تفرض مبالغ كبيرة على أصحاب هذه الدعايات. اليوم بعد غلق صالات السينما لأكثر من 9 أشهر منذ بدء الجائحة، ماحجم الأضرار والخسائر التي لحقت دور العرض في البحرين؟ لم تصدر بعد شركات السينما تقاريرهم المالية، ولكن حسب ما ورد في جريدة الأيام أن شركة البحرين للسينما -سينيكو- خسرت مايقارب 20 مليون دينار في النصف الأول من السنة، وهذا مع الإلتفات أن شركات السينما كانت تعمل لحد شهر مارس، وبالتالي هذه الأضرار تكبدوها خلال 3 أشهر. غير أن شركة سينيكو لديها مشاريع توسعية في البحرين، فلديهم مشروع في منطقة أمواج يحتوي على 4 صالات عرض، وأخرى في ديار المحرق، بالإضافة إلى توسعة سينما مجمع سيتي سنتر بالتعاون مع شركة Vox، كما تتردد أخبار بشأن الرغبة في الإستحواذ على مكان آخر في الهملة قرب مجمع الضلع، فسينيكو الآن تعمل على التوسع خصوصاً بعد إغلاق سينما سار الأمر الذي قلص من مكانتهم كشركة وطنية في البحرين، فالمفترض هي من تسيطر على السوق المحلي، وهذا مايفسر إنحسار أرباحهم. كما أنني متأكد أن هناك بعض شركات السينما لن تفتح صالاتها عندما يتم السماح بإرتياد دور العرض مجدداً، كسينما نوفو في مجمع السيف والتي كانت تعاني قبل جائحة كورونا، حيث كانوا يبحثون عن شراكة مع سينيكو في أحد الفترات، وكذلك من المحتمل أن شركة جراند لا تعاود الإفتتاح، مع أن هذا توقع وقد لا أصيب فيه، ولكن بشكل عام فإن شركات السينما ستعاني، وحتى لو تم الإفتتاح مجدداً فإن خسائرها قد تستمر وترافق المُستثمرين للسنة القادمة أو التي تليها. بسبب المنافسة الشرسة بين منصات البث وإستديوهات الإنتاج، نشهد اليوم عرض Mank فيلم ديفيد فينشر القادم على منصة نتفلكس، وسبقه فيلم المخرج سكورسيزي وألفونسو كورين وغيرهم، حيث أن هذه المنصات تتيح للصناع حرية لم تعهدها أستديوهات هووليود من قبل، وتسعى لإنتاج محتوى حصري لمشتركينها. برأيك ما تداعيات ذلك على دور العرض ؟ لذلك تأثير على دور العرض، ولكن بشكل طفيف؛ لأن الإعتماد الأساسي لصالات السينما سواء في البحرين أو أمريكا أو باقي دول العالم هو على أفلام Blockbuster مثل أفلام Star wars و Marvel وغيرهم، ولحد الآن فإن هذه الأفلام خاصة للعرض في السينما، اما فيلم Mank وغيره من الأفلام الفنية، لن تدرَّ أرباحاً في شباك التذاكر، فهي موجهة لمحبي الأفلام الذين يتابعون أعمال المخرجين، غير أن أكبر الأرباح تأتي من الجمهور العام الذي يريد قضاء وقت ممتع فقط.المخرج نولان أصر في فيلمه الأخير Tenet أن يعرض في الصالات من أجل إنعاش قطاع السينما، يذكر أن فلامه تعد الحافز الأفضل لرتياد السينما وتجربة تقنية IMAX وغيرها، غير أن الفيلم بالكاد نجح في شباك التذاكر وحقق أرباح ، هل كان التباعد الاجتماعي والخوف السبب أم أن إعتياد العامة مشاهدة أحدث الأفلام على أريكة المنزل ؟ لن أقول أن الفيلم فشل، ولكن بالتأكيد خيّب التوقعات وبالكاد حقق ربحاً. غير أنني أرى الفيلم على العكس، فهو جلب 360 مليون دولار في ظل الظروف الراهنة وهو شيء يذكر، بالطبع هناك أكثر من عامل لم يساعد في نجاح الفيلم منها: معظم دور العرض في أمريكا والصين –أكبر سوق- لم تكن تعمل، حيث أظن أن قرابة 1200 صالة فقط كانت تعمل من أصل 4400 وأكثر في أمريكا، مع تقليص الطاقة الإستعابية إلى 30% في الصالات، بالإضافة إلى أن نولان رفض عرض الفيلم في سينما السيارات، الفترة التي نشطت فيها، وأخيراً فإن قصة الفيلم لم تنال إعجاب الكثير، و النقاد الذين شاهدوا الفيلم في العروض المبكرة لم يساعدوا الفيلم من خلال تقييماتهم المتأرجحة.بعد توقيع شركة AMC أكبر سلسة دور سينما في أميركا إتفاقية مع إستدوهات إنتاجUnviersal تنص على تقليص مدة عرض أفلامها من 90 يوم إلى 17 يوم فقط، قبل إن يعرض إلى شراء والتأجير تحت الطلب عبر الشبكات، ما إنعكاسات هذا القرار على دور العرض في نظرك ؟ وماذا عن المشاهد ؟ هي صفقة قصيرة المدى في وجهة نظري، فليس من صالح شركات الإنتاج أو الجمهور إن تستمر هذه السياسة، حيث أن أسعار التذاكر ستكون أغلى، وكذلك تقليص مدة العرض في السينما، وعرضه مبكراً للشراء والتأجير يسهّل من القرصنة، مثل فيلم Freaky والذي كان مقرراً عرضه في 4 ديسمبر عبر هذه المنصات، غير أنه كان متاحاً في 3 دسمبر على مواقع القرصنة، وبالتالي لماذا يذهب المشاهد العادي للسينما ويدفع مبلغ ما، بينما يستطيع الإنتظار بضع أيام ومشاهدته مجاناً. ولهذا أرى أن الصفقة لن تستمر لما بعد الجائحة، بطبع سيكون هناك تقليص في مدة العرض، ولكن أظن أنها لن تقل عن 60 يوم. س: عند إختراع التلفاز في السبعينات وظهور أشرطةVHS أعتقد البعض أن السينما ستندثر. برأيك هل السينما اليوم مهددة بالانقراض أمام التحولات التي تشهدها الساحة أم أنها ستتجازور هذه المعضلات كما حدث سابقاً؟ لا أرى أن السينما ستندثر، نعم ربما تتقلص أو تغلق بعض دور العرض، لأن السينما لي ولكثير من الأشخاص ليست مجرد مشاهدة فيلم، بل هي تجربة تخوضها مع الآخرين، تعيش الفيلم مع أفكاره وتصوراته، نزهة تقوم بها مع عائلتك أو أصدقاءك في نهاية عطلة كل أسبوع، وبالتالي من الصعب أن تخلق هذه الأجواء في المنزل مهما بلغ حجم شاشة تلفازك، خصوصاً أفلام Blockbuster، فهي صنعت خصيصاً لتشاهده على الشاشة الكبيرة. كما لايمكن تحقيق 2.7 بليون دولار عبر منصات البث من فيلم واحد، وهو ما حققه فيلم مارفل Endgame في شباك التذاكر. ولكن نعم ستعاني السينما قبل أن تبدأ في جني الأرباح، وكذلك لنرى الكثير من أفلام التي تكلف مئات ملايين الدولارات في الفترة القادمة، ولكن صالات السينما نفسها لن تنقرض، لأن لازالت هناك فئة تآثر دور العرض على أريكة المنزل .ماتحليلك لقرار إستديوهات ورنر براذر الأخير والذي ينص على عرض جميع إنتاجتها لسنة القادمة على منصة HBOmax في نفس يوم عرضها على شاشات صالات السينما ؟ أعتقد أن القرار ليس صائباً، وهو إستدراك إلى فشل استقطاب منصة HBOmax للأعداد المؤملة من المشتركين، وبالتالي جاء القرار تعسفياً كحل مؤقت لهذه الأزمة، وفي رأيي لن يشكل ضربة موجعة للسينما، لأن هذا القرار أدى إلى هز الثقة بينهم وبين المنتجين والمخرجين والممثلين أنفسهم، حيث أن القرار كان مفاجئ ومن دون سابق إنذار، فوجد العاملين على هذه الأفلام أنفسهم أمام الأمر الواقع، وهو تصرف خاطئ، حيث أنهم أنفقوا مبالغ ضخمة على هذه الأفلام وعملوا لسنوات عليها، وبتالي خسرت ورنر براذر كإستديو إنتاج ثقة صناع الأفلام، فلم أجد أي كتاب أو مخرج امتدح هذه الخطوة. من جهة أخرى فإن هذا القرار سيعجّل من عمليات القرصنة، كما أوضحت سابقاً ،ولنكون صريحين هذا واقع أغلب البيوت في البحرين، وبالتالي على العكس فإن هذا القرار لن يساهم في زيادة أعداد المشتركين، نعم سيخلق طفرة نوعاً ما، ولكن لن تكون تلك الزيادة التي تمكنها من المنافسة مع باقي منصات البث. وأتوقع أن القرار سيكون مؤقتاً ولن يستمر كسياسة للمنصة. وأتمنى لو اتخذ أصحاب القرار في HBO توجه منصة ديزني+ مثلاً، حيث قامت بخلق محتواها الخاصة لجذب المشتركين، كمسلسل Mandalorian والذي حقق نجاحاً باهراً. بعد التطور الواسع لقطاع السينما في المملكة العربية السعودية، وبالتحديد افتتاح 80 دار عرض سينمائي مع حلول نهاية العام الجاري، هل سيكون لهذا الخطوة إنعكاس سلبي على السوق المحلي ؟ وكيف يمكن تلافي ذلك ؟ بالتأكيد سيكون لذلك تأثير على واردات السوق المحلي، غير أن الزوار السعوديين عادة مايأتون البحرين كعطلة وإجازة من أشغالهم، من أجل التسوق والمطاعم والمرافق السياحية في البحرين، وجزء منها يكون لمشاهدة فيلم، وبالتالي لن يكون التأثير كبير. وكذلك فإن الرقابة في السعودية أكثر صرامة من البحرين، ولهذا سيفضل البعض المشاهدة هنا على هذا الأساس. ماهي مخططات دور العرض لتعويض الخسائر عند إعادة الافتتاح ، هل سنشهد خفض في أسعار التذاكر من أجل جذب المشاهدين الذين اعتادوا على مشاهدة أفلام نتفلكس وغيرها من المنصات، أم أن هناك مقترحات لعرض أفلام كلاسيكية ذات شعبية ؟ أو ربما تُقدم إشتراكات شهرية للمشاهدة؟ لاتوجد للآن خطط واضحة لتعويض، ولكن حسب إطلاعي على أكثر من شركة سينما، ستبقى الأسعار كما هي، وأما بشأن الإشتراكات فقد جربت سينيكو الأمر لفترة ولكنه لم ينجح، غير أن في أمريكا في الآونة الأخيرة وضعوا دور عرض باقات معينة مشابهة لفكرة الإشتراك، ولاقت إقبال جيد، مع الإنتباه إلى إختلاف ثقافة المشاهدة هنا وهناك. وسيكون خيار جيد عرض أفلام كلاسيكة ذات شعبية مثلما فعلت سينما Drive-In، ولكن يجب الإلتفات إلى أمر الرخصة، حيث أن بعض الأفلام القديمة أنتهت رخصتها وبالتالي يجب شراء رخصتها من جديد، وهذا ما اقترحته على سينما سينيكو، غير أن هي الأخرى لم تتشجع حيث أنها عرضت فيلم Gladiator مرة ولم يكن هناك حضور جيد.

مشاركة :