حذرت جامعة الدول العربية اليوم (الإثنين) من التداعيات السلبية لأزمة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مؤكدة أنها تتابع ببالغ القلق تفاقم الأزمة المالية التي تتعرض لها الوكالة مؤخرا. وحذر السفير سعيد أبوعلي الأمين العام المساعد، رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، بحسب وكالة أنباء ((الشرق الأوسط))، من أن الأزمة التي أخذت منحى خطيرا في الأسابيع الماضية وصلت إلى درجة عدم قدرة الأونروا على دفع رواتب موظفيها لشهر ديسمبر 2020. وقال أبو علي إن عدم دفع الرواتب سيؤدي إلى عدم القدرة على الحفاظ على تقديم الوكالة لخدماتها لما يزيد على 5.5 مليون لاجئ فلسطيني يعتمدون على الأونروا بشكل أساسي في التعليم والصحة وفي تلقي الخدمات والدعم الغذائي والتدخلات الأخرى المنقذة للحياة. وأوضح أن ذلك الأمر سيثير أزمة كبيرة والمزيد من التداعيات بمجتمع اللاجئين بالدول العربية المضيقة والمنطقة، مذكرا بالأعباء الكبيرة التي تتحملها الدول العربية المضيفة ومساهمات الدول العربية المقدرة بموازنات الأونروا بحدود 7.73 بالمائة من الموازنة. وأشار إلى ما ورد في رسالة المفوض العام للأونروا إلى أعضاء اللجنة الاستشارية للأونروا مؤخرا والتي ذكر فيها أن تمويل الأونروا سينفد في يناير 2021، خاصة أن الدخل الإجمالي الذي تلقته الوكالة في 2019 و2020 لم يتناسب مع التكاليف المطلوبة لتقديم الخدمات الحيوية، وأن هذا الوضع ينذر بكارثة قد تؤدي إلى انهيار الأونروا، وعجزها عن القيام بمهامها وفقا للتفويض الأممي الممنوح لها وفقا لقرار إنشائها رقم 302 لعام 1949. ودعا الأمين العام المساعد السفير سعيد أبو علي "الدول المانحة والأمم المتحدة لسرعة التحرك للوفاء بالتزاماتها والمبادرة إلى تعجيل تقديم المساهمات، والالتزامات المالية المعتمدة للأونروا لتمكينها من أداء مهامها كعنوان للالتزام الدولي تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين ولحين التوصل لحل عادل لقضيتهم وفقا لقرارات الشرعية الدولية. كما دعا أبو علي كل الدول المانحة للمشاركة الفعالة في المؤتمر الدولي المقرر عقده لدعم الأونروا في مطلع العام 2021 برئاسة مشتركة أردنية-سويدية للتوصل إلى آلية تضمن تمويلا مستداما يمكن التنبؤ به ومتعدد السنوات للوكالة، والابتعاد عن المدى القصير غير المستدام في إدارة الأزمات. وتعاني الأونروا من أزمة مالية بعد أن قطعت الولايات المتحدة الأمريكية مساهمتها البالغة 360 مليون دولار سنوية مما حدا بالأونروا إلى تنظيم نداء استجابة لزيادة التبرعات من الدول المانحة. وتقدم الأونروا خدماتها لحوالي 5.5 ملايين لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها هي قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.
مشاركة :