د.حماد عبدالله يكتب: مسجد السلطان حسن بالقلعة!!

  • 12/29/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الموقع منطقة قلعة صلاح الدين بالقاهرة – والأثر العبقرى – هو مدرسة ومسجد السلطان حسن – ذلك الأثر الذى تم إختياره كنموذج من التراث المصرى – لكى يزوره رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق ( باراك أوباما ) أثناء زيارته للقاهرة لمدة تسع ساعات يلقى خلالها خطابه للعالم الإسلامى من جامعة القاهرة – فكان مدرسة ومسجد السلطان حسن كأثر إسلامى وأهرامات الجيزة كأثر من الحضارة الفرعونية – هما الإختيار للزيارة – وفى واقع الأمر – فإن ( باراك أوباما ) قد زار ( هرمين ) أحدهما إسلامى والأخر فرعونى – فمدرسة ومسجد السلطان حسن – هو بمثابة هرم إسلامى – بناء ضخم محترم – تم إنشاؤه عام 1356 ميلادية – فى عصر المماليك البحرية – وكانوا من سكان جزيزة الروضة – ولذلك سموا بالمماليك البحرية – وكانت بداية تلك الحقبة التاريخية للمماليك بتولى الخلافة عام 1302 – الخليفة المستكفى بالله أبو ربيع سليمان ، وحتى تولى المماليك البرجية (الشراكسة) فى الفترة من 1382 إلى 1517 حتى مجىء العثمانيون إلى مصر وقد أنشأ المسجد السلطان حسن بن الناصر بن قلاوون عام 1356 ميلادية وإكتمل بعدها بسبع سنوات فى 1363 ميلادية وكان قد تم قُتِلَ السلطان ولم يعثر على جثمانه ولم يدفن فى الضريح الذى بناه فى المسجد خصيصاً له بل دفن فيه ولداه فيما بعد.ومسجد ومدرسة السلطان حسن يعتبر بحق أعظم المساجد المملوكية فقد جمع بين ضخامة البناء وجلال الهندسة وتوفرت فيه دقة الصناعة وتنوع الزخارف وتنوعت فيه شتى الفنون والصناعات ويظهر ذلك فى زخارف محفورة فى الحجر "والمقرنصات" العجيبة فى الحوائط والأسقف كما برعت صناعة الرخام فى وزرات القبة "وإيوان" القبلة ومحرابيهما الرخاميين والمنبر "ودكة المبلغ " وكسوة مداخل المدارس الأربعة المشرفة على "الصحن" ووزرات أعتاب أبوابها – كما نشاهد دقة صناعة النجارة "المكفتة" بالنحاس وخاصة فى منطقة القبة .وكذلك الأبواب المكسوة بالنحاس المشغول بأشكال هندسية كما نستطيع أن نشاهد على أحد مدخلى القبة باب مصفح بالنحاس "كفتت" حشواته بالذهب والفضة على أشكال هندسية متنوعة – وقد إزدحمت روائع الفن فى هذا المسجد فإشتملت على كل ما فيه لافرق فى ذلك بين "الثريات" النحاسية "والمشكاوات" الزجاجية وهى من أدق وأجمل ما صنع فى هذا العصر.ويتكون المسجد أساساً من أربعة مدارس للمذاهب الأربعة (الشافعى والحنفى والمالكى والحنبلى) .كما يحيط "بصحن" المسجد "وأيواناته" الأربعة مساكن للطلبة مكونة من عدة طوابق بإرتفاع المسجد .إن مدرسة ومسجد السلطان حسن بالقلعة هو الهرم الإسلامى فى العالم ويجب زيارته ودراسته وتأمله كما فعل "بركة الله حسين أوباما" !!والذى ذكر فى كتابه الأخير (الأرض الموعودة) بأن أعظم لحظات حياته كانت حينما صعد إلى منبر قاعة الإحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة موجهاً خطابه إلى العالم الإسلامى من القاهرة وأثناء زيارته للمعالم الإسلامية فى القاهرة.Hammad [email protected]

مشاركة :