إردوغان أكثر عداء للعرب في 2021

  • 12/28/2020
  • 22:54
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

توقع مركز ستراتفور للدراسات الاستراتيجية والأمنية أن يشهد العام الجديد زيادة عدوانية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للمنطقة العربية ودول المنطقة في 2021، وأكد أن تركيا ستستمر في تدخلاتها الإقليمية واعتداءاتها الاستفزازية.في المقابل، أشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ربما تكون أكثر انفتاحا مع إيران، متوقعا بداية ولادة اتفاق نووي جديد يعالج العيوب الموجودة حاليا في الصفقة النووية الشاملة التي انسحب منها ترمب. وأشار إلى أن بايدن سيعمل في بداية المطاف على تعليق بعض العقوبات، مقابل خفض طهران لأنشطتها النووية وإيقاف استفزازاتها في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا استمرار التشدد مع الصين، وتصاعد الحرب بينهما على مجالات جديدة بينها الذكاء الاصطناعي.وأشار المركز إلى استمرار جائحة كورونا العالمية حتى نهاية 2021 رغم ظهور العديد من اللقاحات وبداية حصول الدول عليها، وأشار إلى أن قضية تغير المناخ ستأخذ الاهتمام الأكبر في الشهور الأخيرة من العام.عدوانية إردوغانيحذر المركز من أن الإجراءات العدوانية التي تتخذها تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب إردوغان في هذه الساحات ستؤدي إلى تفاقم خصوماتها مع الدول العربية المؤثرة مثل السعودية ومصر والإمارات، وطالما لم تتعرض تركيا لعقوبات مالية كبيرة من شركاء، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بسبب أفعالها، فلن تتردد أنقرة في التدخل في نزاعات الشرق الأوسط لتعزيز موقفها الإقليمي.ويتوقع أن تتبنى سياسة نقدية أكثر تقليدية، تساعدها في استقرار وضعها المالي خلال العام المقبل، مما سيساعد في حمايتها من الانتكاسات الاقتصادية السلبية الناتجة عن سياستها الخارجية الجريئة، وبدافع من مقتضيات الأمن القومي الصارمة، التي تتماشى جيدا مع قاعدة الدعم المحلي لحزب العدالة والتنمية الحاكم، وستواصل تركيا نشاطها المحموم في شرق البحر الأبيض المتوسط وبلاد الشام.انطلاق التنينسيواصل التنين الصيني النمو بهدوء، ويرسخ وضعه العسكري المسيطر بالفعل في بحر الصين الجنوبي، كجزء من استراتيجيتها البحرية الإقليمية الأوسع، إلى جانب اعتمادها على الركائز الاقتصادية، وفي المقابل، ستواصل الولايات المتحدة أيضا جهودها الرامية إلى إحداث توازن في مواجهة صعود الصين إقليميا، من خلال تعزيز مواقف المطالبين بأحقيتهم في بحر الصين الجنوبي من خلال التواصل الاقتصادي، وتقديم الدعم في المؤسسات الدولية، وفرض العقوبات على الكيانات الصينية، ونقل المعدات الدفاعية أو بيعها.ستتواصل كل من الفلبين وفيتنام بوتيرة متزايدة مع الولايات المتحدة من أجل مد جسور التعاون، مدفوعين بأوضاعهما السياسية المحلية، لكن مع استمرار تحملهما وطأة الضرر الاقتصادي الذي لا يزال يلوح في الأفق بقوة نتيجة جائحة (كوفيد-19)، ستحتاج البلدان إلى تجنب تعريض علاقاتهما الاقتصادية مع الصين للخطر.توسع أوروبايتوقع المركز أن تشهد أوروبا انتعاشا اقتصاديا متفاوتا ذا سرعتين، ففي حين ستستعيد بلدان شمال أوروبا عافيتها من معظم الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها عام 2020، على صعيد الناتج المحلي الإجمالي والعمالة والإنتاج والاستهلاك والاستثمار، فإن معظم مؤشرات النشاط الاقتصادي ستظل دون مستويات ما قبل الجائحة في جنوب أوروبا.وبينما ستكثف حكومات شمال أوروبا من تدابيرها التحفيزية تدريجيا من أجل تقليل عجزها المالي، ستحتفظ حكومات جنوب أوروبا بسياساتها التوسعية، أو حتى تقطع شوطا إضافيا في ميدان هذه السياسات، لكن ذلك سيكون له ثمن يتمثل في زيادة العجز المالي وتراكم الديون المتزايدة. ونتيجة لهذين التوجهين، ستظل المخاطر المالية (التي تشمل أزمة الديون السيادية والأزمة المصرفية) مرتفعة في الجنوب، في مقابل انخفاض المخاطر في الشمال.تعافي الهندبينما بدأ اقتصاد الهند رحلة التعافي خلال العام الجاري، ويمكن أن يشهد أحد أعلى معدلات النمو الاقتصادي على مستوى العالم، حيث كان الاقتصاد الهندي من أكثر الاقتصادات تضررا من فيروس كورونا خلال عام 2020، حتى أن صندوق النقد الدولي توقع أن ينكمش لمدة عام كامل بأكثر من 10% هذا العام، وهو انخفاض يستبعد التقدير إمكانية التعافي منه بالكامل في غضون 2021.أبرز الاتجاهات العالمية المرتقبةانفتاح مع إيرانيرجح ستراتفور أن يعمل بايدن على الدخول في مفاوضات مع إيران، على الرغم من القيود القوية التي تثقل قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على إعادة الانخراط ببساطة في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، وأن يتوصل الطرفان إلى اتفاق يتضمن تعليقا أمريكيا لبعض العقوبات المالية على قطاع النفط الإيراني مقابل خفض إيران لأنشطتها النووية.ويتوقع التقدير أيضا أن يؤدي توسع إيران في النشاط الإقليمي خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك الهجمات الصاروخية وهجمات الطائرات بدون طيار، إلى إجراء مفاوضات أوسع نطاقا تتجاوز إطار برنامج إيران النووي، عندما تصل المحادثات إلى شاطئ الاتفاق على صفقة بديلة لخطة العمل الشاملة المشتركة، لكن تلك المحادثات لن تكتمل خلال العام المقبل، بل ستتواصل إلى ما بعد عام 2021، هذا على افتراض أنها ستتبلور على أرض الواقع أصلا.انتعاش اقتصاديتوقع المركز أن يتواصل الأثر الاقتصادي السلبي الناتج عن الصدمة التي أحدثتها جائحة (كوفيد 19) خلال عام 2021، حتى بعدما يؤدي توزيع اللقاح إلى تخفيف القيود المفروضة على النشاط الاقتصادي. ولذلك ستكون المهمة الرئيسة لصناع السياسات في العام المقبل هي: تجديد انتعاش النشاط الاقتصادي أو استدامته؛ نظرا للحاجة المستمرة إلى زيادة دعم الدخل العام زيادة كبيرة بموازاة الارتفاع المتصاعد للديون.سقف التفاؤل الذي يصل إليه التحليل في المجال الاقتصادي هو أن يعود إجمالي الناتج العالمي إلى مستويات ما قبل الجائحة بحلول نهاية العام، وسيكون ذلك فقط بفضل الانتعاش الأقوى والأسرع في الصين وأجزاء من آسيا مقارنة ببقية أنحاء العالم. أما نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي فيتوقع أن يبلغ 4-5%، وهي نسبة ستسهم الصين بثلثها.في بقية أنحاء العالم، يتوقع أن يكون مستوى التعافي متفاوتا، وألا يعود الناتج المحلي الإجمالي في شطر كبير من العالم إلى مستويات ما قبل الوباء حتى عام 2022، دون استثناء الولايات المتحدة وأوروبا من هذا التقدير.على صعيد الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، لن يكون المستقبل أكثر إشراقا؛ إذ تسببت الجائحة في تفاقم نقاط الضعف القائمة، ولاسيما تلك المتعلقة بالديون السيادية وديون الشركات، وانزلق عدد كبير من الناس مرة أخرى إلى براثن الفقر، وتبددت المكاسب الإجمالية التي تحققت خلال عقد أو أكثر في العديد من البلدان الأكثر فقرا، والخروج من هذا المستنقع سيستغرق سنوات -بحسب التقدير- في ظل هذا المناخ العام المثقل ببطء النمو في جميع أنحاء العالم حتى قبل هجوم الجائحة.عودة أمريكا للتعدديةتبدو الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة إدارة بايدن مرشحة لتكون أكثر تركيزا لإعادة بناء علاقاتها مع حلفائها الرئيسيين في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا والمحيط الهادئ، وذلك جزء من عودتها الأوسع لنهج أكثر تعددية على صعيد السياسة الخارجية.وستحاول الإدارة الجديدة تعزيز النظام العالمي القائم على القواعد الغربية، وستسعى لعقد تحالف مع الدول التي تفكر بطريقة مماثلة، لإصلاح النظام العالمي بهدف الاستعداد الأفضل لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، ومن بينها صعود الصين وتغير المناخ وتحديات قطاع التكنولوجيا.التشدد تجاه الصينقد تواصل إدارة بايدن تبني الموقف الأمريكي العدواني تجاه الصين، بموازاة محاولتها بناء تحالف دولي أكثر تماسكا ضدها، وأن يكون التركيز الرئيسي لإدارة بايدن منصبا على قطاع التكنولوجيا في الصين.ويتوقع أن يكون الرئيس المنتخب أقل تركيزا على استهداف شركات معينة، مفضلا استهداف قطاعات واسعة، ومن المحتمل أن يتسع نطاق الحرب التكنولوجية بما يتجاوز مجالات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والجيل الخامس، لتشمل المزيد من القيود المفروضة على الحوسبة السحابية والخدمات الرقمية والتكنولوجيا المالية.وعلى الرغم من أن الصين ستضطر اضطرارا إلى الرد بالمثل، بفرض قيود على الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى، ستحاول بكين التعامل بلطف نوعا ما في بعض الجوانب مما يعرف بدبلوماسية (الذئب المحارب)، وذلك بالتوازي مع محاولتها إحباط المحاولات الأمريكية لبناء تحالف دولي، والاستعداد للذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني عام 2021، ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين عام 2022.قضايا المناختشير توقعات 2021 إلى أن الحكومات والشركات الوطنية، بما في ذلك الشركات المنتجة للطاقة وكبار مستهلكي الطاقة، ستدفع بقوة في عام 2021 لوضع أهداف قابلة للتحقيق على المدى المتوسط فيما يتعلق بخفض الانبعاثات، وستعدل استراتيجيات أعمالها بما يسهم في تحقيق هذه الأهداف.ومع زيادة المسؤولية، وارتفاع المخاطر، إلى جانب الضغط من مجالس إدارة الشركات، سيؤدي ذلك كله إلى تسريع هذه المبادرات خلال عام 2021.

مشاركة :