يبدو أن نظام أردوغان بسياساته العدائية داخلياً وخارجياً يسير بتركيا إلى الهاوية، وهو ما دفع صحيفة «نيويورك تايمز» إلى التحذير من ثورة جياع تلوح في الأفق، وأن البلاد على حافة الانفجار. وكشفت الصحيفة الأمريكية في تقرير موسع نشرته أمس (الإثنين)، أن أيام أردوغان باتت معدودة، وأن استطلاعات الرأي الشعبية تظهر أنه أدخل تركيا نفقاً مظلماً، وأن البلد في الطريق الخطأ.ولفتت إلى اندلاع مظاهرات متفرقة في مناطق عدة احتجاجاً على القواعد غير العادلة المفروضة على التجار خلال كورونا، فهناك الكثير من المحلات والأعمال أغلقت والبعض على وشك الانتحار. وأفاد التقرير بأن الأتراك كانوا يكافحون انخفاض العملة وارتفاع التضخم لمدة عامين عندما ضرب الوباء في مارس ما أدى إلى تفاقم الركود العميق، وبعد تسعة أشهر ومع اجتياح موجة ثانية من الفايروس هناك علامات على أن جزءاً كبيراً من السكان غارق في الديون وأنهم يعانون من الجوع بشكل متزايد.وكشف أحدث استطلاع لشركة MetroPoll Research، أن 25% قالوا إنهم لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسية، فيما حذر أحدهم من أن «الناس على وشك الانفجار». وأكد الاستطلاع أن غالبية مؤيدي أردوغان و63% من المستطلعين يعتقدون أن تركيا تتجه في اتجاه أسوأ وليس أفضل. في غضون ذلك، تعرضت الليرة لضربة قوية بسبب انخفاض قياسي في قيمة العملة بلغ أكثر من 30% مقابل الدولار هذا العام، في وقت نفدت احتياطيات النقد الأجنبي بشدة، وأعلنت وكالة موديز، أن تركيا تواجه أزمة في ميزان المدفوعات. وبحسب الصحيفة، تأتي هذه الأزمات في وقت خسر فيه أردوغان حليفه القوي دونالد ترمب، وتوقع محللون أن تكون إدارة بايدن أكثر صرامة في ما يتعلق بسجل الرئيس التركي المتدهور في حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية. واعتبرت أن صهر أردوغان وزير المالية السابق بيرات البيرق ربما كان كبش فداء مناسباً للأزمة الاقتصادية، وهنا يرى محمد علي قولات الذي يجري استطلاعات الرأي للأحزاب السياسية، أن أردوغان يراقب استطلاعات الرأي بجدية والتي أظهرت أخيراً أن مكانة حزبه انخفضت إلى أدنى مستوياته منذ 19 عاماً، وبات يحوم حول 30%، ما يشير إلى أن التحالف مع حزب الحركة القومية سوف يفشل في تأمين حصول أردوغان على نسبة 50% من الأصوات اللازمة للفوز في الانتخابات الرئاسية. فيما كشفت الزميلة البارزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أسلي أيدينتاسباس: أن فرص إعادة انتخابه أقل من 50%. وتساءلت: هل هو ذكي بما فيه الكفاية؟.ولفت التقرير إلى أن التدهور الاقتصادي أتى بعد أن شدد أردوغان قبضته بالحصول على سلطات جديدة غير مسبوقة في ظل نظام رئاسي جديد تم تدشينه في عام 2018.< Previous PageNext Page >
مشاركة :